هيغو شافيز


11 آذار 2013

سواء اتفقنا أم إختلفنا معه ُ، من المؤكد أنّ #هوغو_شافيز لم يكن مجرّد شخصيّة عاديّة، بل كان َ محطّ جدل ٍ كبير ٍ في العامين الأخيرين بشكل ٍ خاص بعد َ إعلان مواقفه من الثورتين الليبية و السورية، بشكل ٍ خاص أنه ُ كان يعتبر و لوقت ٍ طويل ٍ الرئيس الأكثر ديمقراطيّة ً بين الدول الممانعة. تشافيز كان َ محطّ أنظار ٍ جدليّ بالفترة الأخيرة لأنه ُ لم يكن يصنّف تحت َ "شرّ" و "خير" مطلقين، معنى أنه ُ لم يكن شرير بالمطلق أو خيّر بالمطلق. لقد ساند َ القضيّة الفلسطينية و العربية ضدّ إسرائيل بشكل ٍ شرس ٍ دفعه ُ في بعض الأحيان لطرد السفير الإسرائيلي من فانزويلا كردّ على بعض الإنتهاكات الإسرائيلية بحقّ الفلسطينين و العرب.  كما إتفق ذلك مع دعمه الدائم و المستمر للقضايا الشيوعيّة و الإنسانيّة  و وقوفه ضدّ الإمبرايلية بكلّ أشكالها بصورة ً لا تقبل الشكّ بنواياه ُ. كان َ رجل شعب ٍ منتخب بصورة ٍ ديمقراطيّة ٍ يحبّ شعبه و كثيرا ً ما روي عنه ُ روايات بأنه ُ يقبّل يد الشعب أو يخرج للبحث عن المتشردين و إيوائهم بمنزله و غيرها من روايات ٍ لطالما انتشرت على صفحات الإنترنت.

 

بعد َ قيام الثورات العربية و الوصول إلى ليبيا بدأ موقف شافيز ينحاز باتجاه دعم الدكتاتوريات، رفض بداية ً تدخل الناتو لدعم الليبيين في ثورتهم، الأمر الذي لم يكن غريبا ً على واحد ٍ من أكثر الشخصيات مناهضة ً للإمبرياليّة و مخططات الدول الكبرى بسياسته الكبرى. المسألة بدأت تتصعّد أكثر عندما وصلت الثورة إلى سوريا و فضّل شافيز أن يقف َ مع الجانب "الشرير" في الثورة، إن صحّ التعبير. جانب الدكتاتور الذي قتل َ و يقتل دون أن يكون هناك َ أيّ دليل ٍ على تدخلات خارجيّة من أيّ نوع ٍ في بدايات الثورة السورية، المسألة تصعدت بعدها و بقي شافيز يعتبر واحدا ً من أهمّ داعمي الأسد على الرغم من كلّ القتل الذي مارسه ُ الأسد على شعبه ِ على مدى عامين.

ردّ الفعل العام على وفاته ِ على التويتر كان َ، كما هو حال رد الفعل العام على شخصيّة شافيز الجدليّة نفسها، متناقضا ً جدّا ً من جهة و منصف جدّا ً من جهة ٍ أخرى. فقد إعتبر البعض بأنّ شافيز بطلا ً و أنّ حياته ُ كانت حياة بطل ٍ يستحقّ أن يؤبّن كبطل ٍ.

 

في حين إعتبر البعض الآخر أنّ شافيز لم يكن سوى دكتاتورا ً يختبئ خلف َ قناع ٍ من الديمقراطيّة التي مارسها بجانب ٍ معيّن و استمرّ بممارسة الدكتاتوريّة العسكرية في الجوانب الأخرى من قيادة الدولة. 

 

 

من جانب ٍ آخر لا يستطيع لأحد أن ينكر مواقف شافيز في فانزويلا و التي تبدأ بمحافظته على الإنتخاباته الديمقراطيّة. كما يحفظ له التاريخ أنّ اقتصاد فانزويلا إرتفع في عهده و حقق جزئا ً كبيرا ً من العدالة الإجتماعيّة و الرعاية الصحيّة للشعب. بالإضافة إلى دعمه المطلق و الدائم لشعبه ِ بروايات ٍ كثيرة، سواء كانت حقائق كاملة أم مجتزئة، هذا لا ينفي أنّ شعبيته كانت كبيرة في فانزويلا و أنّ فانزويلا قد فقدت في هذا الإسبوع شخصيّة ً لن يكون من السهل عليها أن تتكرر في تاريخ فانزويلا القريب. 

 

 

أمـّا السوريين فقد كان لهم، كعادتهم، حسّ أكثر فكاهيّة في التعامل مع الحدث. فقام البعض بإطلاق بعض الصور الفكاهيّة المعدّلة لكلّ من شافيز و بشار الأسد و اللعب على تلك العلاقة الوطيدة التي كانت بينهم. 

 

البعض الآخر أكّد مازحا ً بأنّ سبب وفاة شافيز هو رؤيته لبعض المشاهد من الرقّة، أوّل محافظه سوريّة محررة بالكامل. 

 

 أمـّا فئة أخرى فقد ركزت على شافيز الشخصيّة السياسيّة و تحليلاتها بالمقارنة مع الوضع في ثورة سوريا. 

 

 

 

و ختاما ً فقد إنتشر على التويتر أيضا ً التويت الأخير لشافيز و هو يؤكد أنه لا يريد أن يموت و أنه يثق بدكاترة وطنه. يقال أيضا ً أنّ آخر كلمات شافيز على سرير الموت كانت تصبّ في نفس الفكرة، لا يريد أن يموت و لكنّ القدر كان أقوى من رغبته و سرق َ من الحياة شخصيّة متناقضة بشكل ٍ جدليّ بمعظم مواقفها السياسيّة. 

 

الوسوم:

هذا المصنف مرخص بموجب رخصة المشاع الإبداعي. نسب المصنف : غير تجاري - الترخيص بالمثل 4.0 دولي

تصميم اللوغو : ديما نشاوي
التصميم الرقمي للوغو: هشام أسعد