طوابع من الثورة السورية


14 آذار 2013

اختارت "طوابع من الثورة السورية" أن توثق الانتفاضة السورية بصريا عبر طوابع تؤرخ أحداثها وشخصياتها وثوارها وفنانيها و مثقفيها والمتعاطفين معها، دون أن تنسى الواقفين ضدها أيضا!

ولدت المجموعة على صفحات التواصل الاجتماعي عبر طابع أعد تكريما للطفل السوري "حمزة الخطيب"، لتبدأ المجموعة عملها بتكريم شخصيات وفناني وأحداث الانتفاضة، مرفقة بعبارات قالها هؤلاء، أو بكلمات تتلاءم مع موضوع الطابع، ينتقيها "طابع سلمي" وهو الاسم الذي اختاره الفنان الذي لا يزال مجهولا لكي يعرف به، مكتفيا بالقول: "أفضل أن أكني نفسي باسم طابع سلمي ..على الرغم من عدم محبتي لهواية تجميع الطوابع أبداً، إلا أنني وجدت نفسي لا أجمعها فقط بل أصنعها، وهذا تأكيد للثورة التي غيرت فينا أشياء كثيرة جداً".

وأما الفكرة فجاءت "نتيجة تجارب قمت بها لمجموعة من الصفحات الناشطة على فيس بوك، ووجدت أن الطوابع هي الأكثر تأثيراً بين الصفحات الأخرى التي أنشط بها، والتي تعنى بمجريات الثورة السورية"، كما يقول " طابع سلمي" .

تأخذ المجموعة فكرتها من الطوابع البريدية التي تلصق على الرسائل الورقية التي كانت ترسل بالبريد قبل انتشار الرسائل الإلكترونية والتي كانت تحمل صورا للمبدعين والقادة الكبار في تاريخ سوريا، قبل أن يحتلها النظام بصور القائد الخالد وزبانيته، لتأخذ المجموعة بعدا آخر في تحرير الفضاء الرمزي الذي احتله النظام، إضافة إلى توثيق الانتفاضة وفعالياتها.

يركز عمل المجموعة على عدة أقسام، الأول منها يختص بتكريم الضحايا الذين سقطوا خلال المعركة مع الاستبداد مثل غياث مطر وابراهيم القاشوش وغيرهم، والثاني تكريم المعتقلين في سجون النظام للتذكير بهم وعدم نسيانهم، والثالث تكريم الناشطين والفنانين الذين برزوا خلال الانتفاضة، مثل فارس الحلو وفدوى سليمان و حارس المرمى عبد الباسط ساروت وغيرهم، والرابع تكريم المدن التي واجهت عسف النظام وبطشه، إضافة إلى الأحياء والحواري التي قدمت مثلا للعالم أجمع، والخامس تكريم الجنود الذين رفضوا إطلاق النار على إخوتهم السوريين، حيث قدمت المجموعة طوابع للعديد منهم وعلى رأسهم "أحمد الخلف" الذي يعتبر أول عسكري ينشق عن المؤسسة العسكرية السورية، والسادس الإعلاميون الذين وقفوا مع الانتفاضة، إضافة إلى توثيق المجازر والأحداث الكبرى دون أن نسيان التفاصيل الصغيرة التي حفرت عميقا في أذهان السوريين.

"طوابع مزورة" هو نشاط أيضا من نشاطات المجموعة يسلط الضوء على الشخصيات التي وقفت ضد انتفاضة السوريين دون أن يتجه نحو التخوين الذي تشدد المجموعة على رفضه، إذ تعبر عن الأمر بالقول: "كانت خطة لصناعة طوابع مزورة عن الشخصيات المهمة والمشهورة التي تقف مع النظام ضد الثورة، ولكن ابتعدنا عن هذا الطرح، فليس الهدف هو التخوين والضغط على البعض، بل الهدف هو مساعدة الإيجابيين وليس هدر الوقت مع السلبيين"، ولهذا ظهرت طوابع للرئيس الروسي السابق ميدفيديف، وآخر باسم "مسيرة مليونية لدعم الأسد".

حجم الطابع يبلغ 1.5 سنتيمتر عرضاً، و2.5 سنتيمتر طولاً، لتكون "أصغر الوثائق" التي يعمل من يقف خلفها على تخليدها في "كتاب" رافضين حتى الآن الوقوع تحت وصاية أية مجموعة معارضة أو جهة ممولة "نعمل بشكل منفصل عن كل أطراف المعارضة تماماً"، مع الانفتاح على إقامة معارض يعود ريعها للشعب السوري لأن "الطابع الثوري ضريبة تعود للخزينة العامة، وتحدد قيمتها من قبل الشعب السوري"، ولأن " نحن فكرة والفكرة لا تموت".

حتى الآن لا يعرف إن كان فنان واحد من يقف خلف المجموعة، أم مجموعة مبدعين وفنانين، رغم أن إجابات الفنان تأتي بصيغة الجمع. وبانتظار أن تنتصر الانتفاضة ويعرف السوريون من يقف خلف هذا العمل السلمي الجميل، سيبقى السوريون يحملون طوابع الحرية كأيقونات في بيوتهم وأرواحهم، لأنها أضحت جزءا من تاريخهم اليومي والوطني في آن.

الوسوم:

هذا المصنف مرخص بموجب رخصة المشاع الإبداعي. نسب المصنف : غير تجاري - الترخيص بالمثل 4.0 دولي

تصميم اللوغو : ديما نشاوي
التصميم الرقمي للوغو: هشام أسعد