بعد عقود طويلة من الاستبداد الذي ألغى كافة مؤسسات المجتمع المدني ليفرض قبضته على المجتمع والدولة السورية، بدأ الشباب السوري ومنذ اندلاع الشرارة الأولى للانتفاضة السورية بتحدي هذا الإرث الحديدي الثقيل ليستعيد حقه في الوجود والعمل والحياة في ظروف بالغة الصعوبة والخطر مع عنف النظام وتسارع حدّة الانقسامات المجتمعية التي بدأت تتخذ شكلاً طائفياً يًهدّد مستقبل الدولة المنشودة. وانطلاقاً من الإيمان بضرورة العمل على تفعيل المواطنة الفعالة ونشر ثقافة التواصل الاجتماعي والعمل التطوعي ضمن جيل الاطفال والشباب الناشئ شكلت مجموعة من الشباب التطوعي مجموعة شباب الأمل السوري (مجتمعي. مسؤوليتي) لترسيخ حب الوطن والعمل من أجله والحفاظ على موارده وثوابته وسمعته.
كانت الشباب الأساس المحرّك لكل الانتفاضات التي شهدها العالم العربي، لذا فقد انطلقت رؤية مجموعة شباب الأمل السوري كما يعكس اسمها من أنّ إيمانها بأنّ جيل الشباب هو الأمل وهو "الركيزة الأساسية لأي مجتمع ينشد التطور والتنمية والإصلاح ...وهي ركيزة تحتاج لكي تنمو وتتطور إلى الاهتمام والرعاية وفتح الآفاق لها وإشراكها في كل ماله علاقة في بناء الوطن والمجتمع، لتكون هذه الثروة الحقيقية أكثر قدرة على التجدد والعطاء".
ومع المخاطر التي تهدّد مستقبل سوريا المتمثّل بالأطفال بفعل الحرب الحالية والتشويه والكراهية والعنف وثقافة الثأر والطائفية التي تُكرّسها جهات لاهمّ لها سوى تحقيق مصالحها على حساب دماء السوريين، وعت مجموعة شباب سوريا ضرورة "تهيئة الظروف لجيل الأطفال الناشئ ليكونوا في المستقبل أكثر ثقة بأنفسهم وبقدرتهم على المشاركة الفاعلة في التنمية وبناء المجتمع القادر على مواجهة أي مخاطر وتجاوزها أيضاَ". حيث يتعرّض الأطفال لتشوهات ناجمة عن الآثار النفسية للحرب وتجاهلهم وتهميش مشاكلهم بل وحتى تجنيدهم في الصراع والاحتفاء بهم في مظاهر عسكرية ودينية؛ مما يجعل التوجه إليهم وإعادة تأهيلهم فكرياً ونفسياً ضرورة ملحة تسهم في تنمية مقدرات الوطن وإعادة بنائه ابتداءاً من خليته الأولى المتمثلة بالأطفال.
حددت مجموعة شباب الأمل السوري أهدافها في:
1- الشعور بالواجب والانتماء تجاه الوطن وترسيخ حب الوطن والعمل لأجله
2- التعريف بالواجبات والحقوق
3- اغناء الجيل بالأفكار البناءة والابتكارات الجديدة
4- الحفاظ على الموارد الطبيعية والبشرية
5- دعم التعايش السلمي واستدامته ضمن جميع الظروف
قامت المجموعة خلال الانتفاضة السورية بالعديد من المبادرات المتمثلة في الإغاثة والمساهمة في المجتمع المدني فكانت الانطلاقه الاولى في 21 آذار،2011 عندما قام عدد من الأعضاء المؤسسين في المجموعه بتقديم الهدايا للأمهات في عيدهن، ولاقت تلك الفعاليه المجتمعيه صداً إيجابياً في مناطق عده كالميدان والسيده عائشه والدحاديل وبيادرنادر وداريا. ومع بداية المدراس في أيلول 2012 نجحت المجموعة في مشروع تقديم حقيبة مدرسية مع المستلزمات الدراسية لاكثر من 250 طالب من النازحين. وفي كانون الثاني 2013 الذي ترافق مع موجة بردٍ حادة وزعت المجموعة بطانيات الشتوية على النازحين على 4 دفعات (الدفعة الاولى 225 بطانية، والدفعة الثانية 67، الدفعة الثالثة 140، الدفعة الرابعة 100 بطانية). ومع ارتفاع سعر الخبز الذي يعتبر المادة الأساسية للسوريين تحرك شباب الامل السوري في شهر شباط 2013 واستطاعوا الحصول على ما يقارب 250 ربطة خبز يوميا لتوزيعها بسعر 25 ليرة سورية فقط وهو سعر التكلفة التي تشمل سعر ربطة الخبز بالإضافة لأجور نقلها على أن يتم توزيع ربطة الخبز بشكل مباشر بين الاحياء عن طريق كادر تطوعي من شباب الامل السوري.
مازالت المجموعة تنمو وتوسّع نطاق عملها ومازال الأمل بالشباب السوري يكبر...