لافتة من مدينة الرقة بمشاركة تجمع شباب الرقة الحر بمظاهرة جمعة أسلحتكم الكيماوية لن توقف مد الحرية ..
بعد انسحاب النظام من مدينة الرقة في شهر آذار 2013 انتبه ناشطو المدينة أن ثمة فراغا كبيرا حصل في مجال الخدمات التي كانت تقدمها مؤسسات الدولة، فعملوا مباشرة على تأسيس تجمع حمل اسم " تجمع شباب الرقة الحر" ليملأ هذا الفراغ، ويبدأ عمله على الأرض مباشرة في إزالة القمامة من ساحات المدينة وتنظيف الشوارع من الحواجز التي تركها النظام ومجموعاته المسلحة.
جاء في تقديم التجمع لنفسه "نحن مجموعة من شباب محافظة الرقة الحر الذي عمل وما زال يعمل في الحراك المدني السلمي منذ بداية الثورة السورية، ويشمل أطياف متعددة من الشباب على اختلاف إيديولوجياتهم دون أي تبعية سياسية لأي جهة . أُنشئ هذا التجمع انطلاقاً من رؤيتنا لحاجة المحافظة لسد الفراغ الحاصل في المؤسسات المدنية للدولة إثر غياب الكوادر نتيجة لنزوح الأهالي بعد هزيمة نظام الأسد وقيام قواته بالقصف الأعمى، إضافة الى الحاجة لتفعيل طاقات الشباب الثوري المهمش، وتوحيد الجهود المفردة والعشوائية ضمن تكتل يساهم في رسم مستقبل سوريا الجديدة خلال المرحلة الجديدة وبتمويل ذاتي ومحلي من أعضاء التجمع وأبناء محافظة الرقة المساهمين في الحراك الثوري"، كما يقول أحد النشطاء لموقعنا سيريا أنتولد syria untold.
ضمن هذه الرؤية قام التجمع الذي انطلق في آذار 2013 بعدد من الفعاليات منها "شوارعنا تتنفس حرية" التي تهدف إلى تزيين الشوارع بأعلام وشعارات الانتفاضة، وحملة " نظافة المشفى الوطني" التي استمرت لمدة يومين وهدفت إلى تنظيف المشفى، وإعادة تأهيله ليكون قادرا على استقبال المرضى، خاصة أن التجمع يحوي عددا من الأطباء بين كوادره، إضافة على حملة "لن أترك مدرستي" التي عملت على تنظيف المدارس من آثار القصف، لجعلها صالحة للتعليم وعودة التلاميذ إليها.
كما أطلق التجمع حملة "رغيفنا" التي تهدف إلى تقديم الخبز لمن يحتاجه حيث يقوم التجمع بتوزيع خبز بقيمة خمسة آلاف ليرة أسبوعيا، يجمعها أعضاء التجمع من مداخيلهم، وكذلك حملة "حق الطفل بالحياة" التي تهدف إلى تقديم عمل مسرحي بشكل أسبوعي للأطفال بالتعاون مع فرقة "سبونج بوب"، حيث ينتهي العرض المسرحي بمسابقات ثقافية تنتهي بدورها بتقديم هدايا للأطفال الفائزين، عدا عن تكريم أبناء وأهالي الشهداء والمعتقلين.
وشارك التجمع في حملة "أحرار خلف القضبان" التي بدأت في السابع من نيسان (2013) مطالبين بإبقاء قضية المعتقلين على صدارة المطالب السورية، عبر اعتصامات تطالب بالوقوف إلى جانب معتقلي الرأي، إضافة إلى إطلاق حملة "شموع الحرية من جسر الرشيد إلى الجسر المعلق" الذي دمره القصف في دير الزور.
وقام أيضا التجمع بالتعبير عن صداقتهم مع الشعب التركي بعد عدد من المشاكل التي جرت على الحدود، حيث عملوا مباشرة على احتوائها، وقاموا بمظاهرة في شوارع تل أبيض بالتعاون مع تجمع "شباب تل أبيض" حيث رفعوا علم الثورة والعلم التركي وعدد من اللافتات التي تقول بأن الأخوة لا يرفعون السلاح في وجه بعضهم البعض في دلالة على رفض الحوادث الحدودية التي أدت لإطلاق نار، إضافة إلى مظاهرات تجري بشكل دائم تضامنا مع المدن المتعرضة للقصف والمجازر كان آخرها التضامن مع مدينة بانياس بعد المجزرة.
"تجمع شباب الرقة الحر" ولد بعد استعادة المدينة من براثن النظام، أي بعد عامين من بداية الانتفاضة وفي الذكرى السنوية الثانية لانطلاقتها (15/3/2013) ليؤكد أن السوريين قادرين على بناء دولتهم من العدم، ولعل ما كتبه التجمع على صفحته على الفيسبوك بأنه" تجمع مدني تطوعي خدمي للارتقاء بالوضع الإنساني والخدمي والعمل على تطويره"، خير دليل على ذلك.