تزامنا مع المعارك الدائرة في مدينة القصير السورية بين الجيش السوري والمعارضة المسلّحة، نقلت قناة الميادين الإعلامية خبرا مفاده أنّه تمّ العثور على آلية عسكرية إسرائيلية في القصير كانت بحوزة المعارضة المسلّحة، وهو الأمر الذي نفته تلك الأخيرة.
هذا الأمر أشعل صفحات الفيسبوك بين المؤيدين والمعارضين، إذ حاول كلّ منهم دحر خصمه فيسبوكيا، في محاولة لإثبات أن معركته تخدم عدو السوريين (إسرائيل) كونها تحتل أرضهم في الجولان، إذ سخر المعارضون من الرواية بأسرها، فكتب المعارض والناشط غسان ياسين: " بخصوص المدرعة الاسرائيلية اللي عرضتها قناة المنار الخبر صحيح .. أنا كنت مشارك في عملية ادخالها عبر الحدود التركية الى حلب ومنها إلى القصير، وإذا سألتوني كيف وصلت لتركيا بقلكون كتير سهلة ..الشباب بدرعا ماقصروا معنا بعتولي ياها "أتاش فايل" وأنا عملت "داونلود" ع الحدود وسقتها للقصير"!، وذلك في سخرية واضحة من تفكير الموالين للنظام.
ونزولا عند فضح تفكير المؤيدين أمعنت الصفحات المعارضة بالسخرية فكتب تجمع نبض على صفحته، على هيئة خبر إعلامي ساخر بشكل ضمني من خبر الميادين: ": أفاد مصدر عسكري سوري رفيع المستوى أن الجيش الباسل اعتقل صباح اليوم شبكة موساد ضخمة في القصير بعد سقوطها ، عرف منهم حتى الآن : أبيغال سيبيل ( عقيد)- ريكسون غابي (عقيد ركن)- جيسيكا فاران ( مهندسة اتصالات)- طوحان دابر ( متخصص تخفي وتجسس )- زبراك ناكومي (يهودي ياباني متخصص شبكات اتصال )- فابيو سانتوس ( يهودي برازيلي الجنسية )- سونغائيل بخشبان ( معلم شاورما يهودية )- بخرية موطازان ( صانعة قهوة اسرائيلية) كلهم كانوا يستقلون تلك العربة السحرية و لم ينسوا أن يصطحبوا برفقتهم " بخرية" صانعة القهوة".
وفي فضح آلية تفكير مؤيدي النظام كتب أسامة على صفحة " تجمع سوريا الحرة" أن " تمرير خبر إيجاد سيارة إسرائيلية في القصير، لم يكن موجهّا أبدا لكم أيّها الأحرار فهم يعلمون ذكاءكم وصدقكم وأيضا كذبهم. الخبر موجّه فقط لعبيد الأسد الذين بات النظام يشعر أنهم قد يصابوا بمرض معدي. يجعلهم يستطيعون التفكير إسمه: الحريّة. اليوم، أحبّ طمأنة الأسد السفاح وعصابته، أن لا تخافوا أن يثور عبيدكم ضدكم، فالتاريخ يثبت أنّهم سيبقون عبيدكم حتى تسقطون، ومن ثم يبحثون عن أقرب صنم يأتي بعدكم ليسجدوا له، هذه ثقافة العبيد على مرّ التاريخ، الذل والخنوع والمهانة والتملق والتزلف والسجود للسيد هي قمّة مبادئهم".
و في سخرية لاذعة كتب أنس في صيغة خبر:"عاااااااااااااااااااااااااااااااجل. قناة الميادين. إلقاء القبض على يزيد بن معاوية في القصير، واعترافه بقتل الحسين".
و في محاولة تفنيد رواية السلطة نقل حامد السحلي صورة للمدرعة عن صفحة " لبيك سعد الدين" مع شرح لما كتب عليها بالعبرية ومحاولة ترجمته للعربية، لتبيان كذب السلطة، وهنا الصورة:
وكتب " دلشاد عثمان": قال السيارة الاسرائيلية وصلت للقصير بالنفق! علي ماعلي لو نحسب الانفاق الي عملوها المندسين بهالسنتين بسوريا ليطلع عنا شبكة مترو بنت ستين كلب. بس ما في حكومة تقدر"، ساخرا بذلك من رواية النظام حول الأنفاق التي حفرتها المعارضة طيلة سنتي الانتفاضة السورية.
ولم يسلم الإعلامي غسان بن جدو الذي يدير قناة الميادين التي نقلت الخبر من السخرية، إذ كتب محمد الطويل: "غسان بن جدّو ينال جائزة نوبل للتكنولوجيا بعد اكتشافه طريقة لنقل سيارة جيب عسكرية من إسرائيل إلى القصير باستخدام الهوتميل".
ولأجل الإمعان بالسخرية نقلت "تنسيقية تل شهاب" صورة لسيارة " أم ثلاثة داليب" مكتوب عليها " صنع الحاخام أبو شالوم، تل أبيب"." كما كتبت صفحة أحرار وشباب الشمال السوري (تنسيقية سرمدا) " خبركم سر ما حدا بيعرفوا.... شارون عم يتعالج بمشفى ميداني بالقصير. لا تقولوا لحدا"، الأمر الذي يعكس عدم تصديق أحد من المعارضة الخبر من جهة، والمدى الذي بلغه تهكم السوريين من "إسرائيل" التي باتت بنظرهم شماعة تعلّق عليها الأنظمة أخطائها وسياساتها من جهة أخرى.
