بعد انطلاق الانتفاضة الشعبيَّة في سوريا، خرجتُ الكثيرُ من الصحف والمجلات التي يديرها ناشطون مشاركون في الحراك، ولكن لم تستطع أغلب هذه المجلات أن تؤسِّس لنواة صحافة مستقبليَّة في سوريا، بحيثُ تكون سُلطة إعلاميَّة مُستقلَّة قادرة على ممارسة دورها في صياغة الرأي العام، ولكن تعتبر مجلة "جسر" استثناء حقيقيَّاً، فقد أطلقت أوَّل عدد في 1-1-2013، علماً أنَّها كانت قد أطلقت قبله العدد صفر في 20-12-2013، وتركِّز الصحيفة على القضايا السوريَّة، الإنسانية، والخدميَّة، والمعيشيَّة، والسياسيَّة، والبيئيَّة، وقضايا المرحَلة الانتقاليَّة، وتبحثُ بشكل ميداني في تفاصيل هذه القضايا، وتسلِّط الضوء على التطوُّرات الإقليميَّة والدوليَّة من زاويةِ تأثيرها على الحدث السوري.

 وحول سياسة تحرير الجريدة يقول عبد الناصر العايد وهو رئيس تحرير الجريدة لموقعنا (سيريانتولد syrianuntold)" بسبب الظروف السورية المضطربة وسريعةُ التحول، والتي تعتبر الصحيفة جزء منها،  يصعب وضع سياسة تحريرية دقيقة ودائمة لجريدتنا حالياً، لكننا وضعنا عند تأسيس الجريدة، مجموعة من المبادئ والقواعد والمعايير التى تتحكم في الأسلوب أو الطريقة التى يقدم بها المضمون الصحفي"، وبما يخصُّ التوجُّه السياسي العام للجريدة يقولُ رئيس التحرير لموقعنا " لا تنتمي الصحيفة إلى أي خط أيدولوجي أو سياسي، وإنما تلتزم بقيم محددة، وهي الوطنية السورية، والتزام جانب الحق، والديمقراطية، والتعددية، وحقوق الإنسان. وهي لذلك تنحاز من الناحية السياسيَّة، لثورة الشعب السوري ضد نظام الحكم القائم في سوريا، لمناهضته لهذه القيم، وسلوكه المضاد لهذه الأخلاقيات، وهي في الوقت عينه، تناهض كل أيديولجية، أو توجه سياسي، قد ينشأ في سورية، مضاد لهذه القيم العامة، وليس لها سوى ذلك من توجه أيديولوجي".

ولدى صحيفة جسر معايير ومواصفات يقومون بالاعتماد عليها من أجل اختيار الصحافيين للعمل في الصحيفة، وهي كما يقول رئيس التحرير "أن يتمتَّعوا بالمهارات الصحفيَّة من مرتبة جيَّد فما فوق، وبقدر عالي من الالتزام والانضباط، أن يكونوا من ذوي الخبرة الميدانيَّة والمعرفة الجيَّدة بأرض الواقع في نطاق عملهم، أن يكونوا غير منتمين أو منحازين سياسياً أو أيديولوجياً أو اجتماعيَّاً، وأن يمتلكوا الثقافة الكافية لفهم  طبيعة عملهم ودورهم".

وحول أساليب النشر وأخلاقيَّاته يقول رئيس التحرير لموقعنا(سيريانتولد syrianuntold):" تلتزمُ الصحيفة بتغطية شؤون وقضايا كافَّة فئات المجتمع السوري، وتنقل وجهات نظرهم، لكنَّها تولّي قدراً أكبر من الاهتمام للفئات المحرومة والمهَّمشة إعلاميَّاً، بالإضافة فإنَّ الصحيفة تنتقدُ كافَّة الظواهر والسلوكيات السلبيَّة، أي التي تتناقض مع توجُّهنا القيمي، ونلمحُ إليها حين لا تتوفر لدينا الأدلَّة الكاملة عليها أو على من ارتكبها، كما أنَّنا نحفظ سرية  مصادر المعلومات متى طلب المصدر ذلك، ونضع قيوداً دقيقة وصارمة للفصل بين الخبر والتعليق والمعلومة والرأي".
وحولَ أهمُّ أهداف الصحيفة يقولُ رئيس التحرير لموقعنا(سيريانتولد syrianuntold): "المساهمة في شقِّ الطريق لإعلام حر في سورية الجديدة وتوكيد سلطته، وصناعة إعلام مهني محترِف وحرّ، وتغطية الأخبار بشكلٍ دقيقٍ وصحيحٍ وشامل، بما يعكسُ الصورة الحقيقيَّة قدر المستطاع،  بالإضافة إلى تكوين مؤسَّسة إعلاميَّة مُتكاملة قادرة على الاستمرار، من خلال تمويل نفسها، وفق القواعد المتعارف عليها عالمياً، أي من خلال الإعلانات والبيع، والمساعدات الحكوميَّة الرسميَّة لحكومة مُنتخبة ديمقراطياً، والمعونات الخارجيَّة غير المشروطة، نحن نمطح في صحيفة جسر في أن تكون وسيطاً بين عموم الشعب والسلطات المختلفة فيه"

وحول التأثير المتوقع من الصحيفة على المجتمع السوري يقولُ رئيس التحرير لموقعنا(سيريانتولد syrianuntold):" حث المجتمع على التعبير عن تطلعاته وآماله بحرية ودون خوف، والمشاركة السياسية الفاعلة وفق القواعد والقيم الديمقراطية، بالإضافة إلى إدراك المجتمع لمشاكله وقضاياه والتفكير المشترك بها وتحريضه على ابتكار الحلول لها، وإدارتها بالشكل الديمقراطي اللازم".

تطبع صحيفة جسر في الشمال السوري، وتوزّع آلاف النسخ منها، وهي من الصحف القليلة التي استطاعات أن تتجاوز الانحياز السياسي المباشر، وبأن تكون وفيَّة لنقل الحقيقة الميدانية فقط.