لأنَّ الأزمة التي تعبرها سورية اليوم هي أزمة شاملة وعميقة، ولا يمكن لأي مواطن سوري أن يقول إنَّه ليس معنيا بها أو إن منطقته لم تعرفها، ولا تزال هذه الأزمة المتصاعدة غامضةُ المصير فلا أحد يجرؤ على التنبُّؤ، ولا أحد يقدر على استشراف ما ستؤول إليه الأمور، أو أي شكلٍ سيأخذه المستقبل، ولأنَّ سورية قد عاشت لعقود طويلة حالة مواطنة منقوصة تميزت بشكل أساسي بحرمان المواطنين من قسم كبير من حقوقهم، ومنها حقوق أساسية، كما تميزت بضعف مشاركتهم في قضايا الشأن العام وفي طرح خياراتهم السياسية والدفاع عنها، مما فاقمَ في حالة نقص المواطنية وفي تعميق العَوَز في ثقافة المواطنة. ومع الأحداث التي تعيشها سورية اليوم، والتطورات التي شهدتها وتشهدها أرجاء البلاد كافة، ظهرت بوادر تصدعات اجتماعية خطيرة ستترك آثاراً عميقة على الوطن، بل وتهدد وحدته. ناهيك عن المشاكل الطارئة التي يخلفها الاعتراك والتي بدأت تعاني منها شرائح واسعة من المواطنين، وبخاصة من الشرائح الهشّة اجتماعيَّا.
يقول وسام وهو عضو مؤسَّس في الرابطة السورية للمواطنة لموقعنا (سيريا أنتولد Syrianuntold) " تأسَّست الرابطة السورية للمواطنة بتاريخ 15\12\2011، انطلاقاً من الواقع السوري، لتعمل على نشر ثقافة المواطنة و قيمها و الدفاع عنها، وتعميق المعرفة بالهوية الوطنية وثقافتها، وتعميق الخبرات في قضايا المواطنة ، وتكريس مفهوم المساواة في الحقوق و الواجبات، والعمل ميدانيا لترسيخ مبدأ المشاركة في الحياة العامة ، وترسيخ ثقافة التشاركيَّة وثقافة التطوع في الحياة العامة".
وعن أوَّل النشاطات التي قاموا بها ضمن الرابطة يقولُ الناشطُ لموقعنا:"أوَّلُ النشاطات كانت جلسات تعريفية ضمن برنامج المعرفة، للتعريف بالرابطة وأهدافها وبرامجها، ولنشر ثقافة المواطنة في المجتمع".
وعن أهم الفعاليات والنشاطات يكمل الناشط: "تعمل الرابطة حاليا في عدة برامج، كبرنامج المعرفة والثقافة، وذلك للتعريف بالمواطنة وقيمها ونشر ثقافتها بين المواطنين، أو برنامج التمكين، وذلك لتأهيل الكفاءات النظرية والعملية لأكبر عدد من الشباب الراغبين في لعب دور فاعل في ترسيخ المواطنة في سورية. أو برنامج العمل الميداني وذلك لعيش المواطنة وقيمها على أرض الواقع من خلال مشاريع مدنية فاعلة. أو برنامج الإعلام وذلك للقيام بحملات إعلامية تخدم قضايا المواطنة وتنشر أفكارها، ولنشر أخبار الرابطة. بالإضافة إلى برنامج الرصد، وذلكَ لرصد حالات انتهاك المواطنة في مجالات الحياة كافة وحشد الدعم لإيقافها. وأخير التعريف ببرنامج العدالة الانتقالية، وذلك للتدريب والتمكين على مفهوم العدالة الانتقالية وآلياتها، والمشاركة في صياغة شروطها الخاصة بالوضع السوري"
وحول التنسيق مع مجموعات عمل أخرى يقول الناشط :"الرابطة تنسِّق مع جميع التجمعات والجمعيات المدنية التي تتقاطع أهدافها مع أهداف الرابطة، حيث تعمل الرابطة على إشراك هذه الجمعيات والتجمعات في جميع نشاطاتها، ويكون للرابطة وجود دائم في ورشات وندوات ومحاضرات هذه الجمعيات".
وعن العوائق التي تقفُ في طريق الرابطة يقولُ الناشط" العوائق تقريبا هي نفسها التي تعيق عمل الجمعيات في سورية، كعدم وجود إطار قانوني سليم لعمل الجمعيات، والتضييق على عمل الجمعيات وعدم فسح المجال لهم للعمل بحرية، وازدياد حدة الصراع داخل البلد بما يحد من قدرة الجمعيات على الحركة و يقلص نشاطاتها، بالإضافة الصعوبات التمويلية والمالية".
وحول أجمل اللحظات التي مرت بالرابطة خلال الثورة يقول الناشط" لحظة القيام بأول نشاط للرابطة و تنظيم أول ورشة تدريبية وما تركته من انطباع جيد لدى جميع المشاركين".
أما أكثر اللحظات حزناً خلال الثورة فيكمل الناشط "لحظة استشهاد كل من باسل شحادة و أيهم غزول".
الرابطة تؤمن أن أي شكل قد تنتهي إليه الأزمة السورية لن يقوى على بناء الدولة المدنية الديمقراطية المنشودة، وعلى تحقيق استقرار المجتمع ما لم يقم على أساس المواطنة الكاملة، فالمواطنة هي الحل