جريدة طلعنا عالحرية هي جريدة نصف شهرية تعنى بشؤون الثورة، تصدر عن لجان التنسيق المحلية في سوريا، تطبع وتوزع داخل المدن والقرى السورية وفي المهجر أيضاً.
تتطلع "طلعنا عالحرية" إلى أن تكون واحدة التجارب الصحافية الجسورة، وهي تحمل في اسمها حساسيَّة مُغايرة لجيل فتي، ويشكِّل الخروج من القوالب اللغويَّة والفكريَّة الموروثة، عامِلاً أساسيَّاً من أركان تأسيس الجريدة. وتأمَلُ النشرة في أن تخاطب جمهوراً شابَّاً يريد أن يعبِّر عن نفسه ويقول ما في قلبه، وأن يجد جيل الشباب منبرا للتواصل بحيثُ يكون شاهداً على طلوع الشباب نحو الحرية.
تأسَّسَت الجريدة في أوائل العام 2012 حيث صَدَر العدد صفر من طلعنا عالحرية بتاريخ 26 / 2 / 2012، إذ تحت ضغط العنف الذي واجه النظام الانتفاضة به، وتحت حاجة الانتفاضة إلى صناعة رأي عام عالمي يقف إلى جانبها بدا من الصعب تكوينه بسهولة، ولدت حاجة "الاعتماد على الذات وعلى الشعب السوري وطاقاته الحية، حيث بدا واضحا يوماً بعد يوم أن الأخطار على الثورة كثيرة ومتنوعة، من خارجها ومن داخلها أيضاً، ومن هنا تنبع الحاجة المتعاظمة لخطاب عقلاني ومدني ينطلق من الشعب إلى الشعب، يخاطب السوريين في الداخل والخارج، يصل إلى الناس العاديين المقهورين، إلى النشطاء والفاعلين، وحتى إلى كتائب الجيش الحر، يحاورهم ويحاول التعبير عنهم وعن تطلُّعاتهم. من هنا انطلقت فكرة الجريدة وقد اقتضى تحويل الفكرة إلى واقع، تظافر جهود كتاب وصحفيين ونشطاء ميدانيين ونشطاء أغاثة، حيث تم بالتعاون مع التنسيقيات بغية تأمين بنية تحتيَّة بسيطة لطباعة الجريدة في كل بلدة أو مدينة على حدة، وذلك بسبب صعوبة نقل المنشورات، مؤخراً وبعد توسع المناطق المحررة بدأنا بالاعتماد على مطابع مهنية وطباعة كميات كبيرة حيث بدأ نشطاؤنا بالتوزيع الموسع في تلك المناطق"، كما يقول أحد النشطاء لسيريا أنتولد syriauntold.com .
وفي ظل الانقسام بين الاسلاميين والمدنيين في المناطق المحررة في الشمال السوري، فإنَّ مجلة طلعنا عالحرية استطاعت أن تتجاوز هذا الاتقسام الحاصل وبأنَّ تكون مقروءةً لجميع الأهالي، لتشكل لحظة فرح نادرة تجمع السوريين جميعهم، إذ " لا أذكر لحظةً بعينها، لكن من اللحظات الجميلة، أن يطبع شبابنا الجريدة تحت أصوات قصف الطائرات، يبدو ذلك تحديَّا جميلاً، الحياةُ مقابل الموت، الكلمة مقابل الطلقة، المستقبل مقابل ماضي القمع والديكتاتورية. إضافة إلى إصرار البعض على الفصل بين "الإسلامي" و"المدني" وتعميق التناقض بينهما، يبدو مشهد توزيع جريدة طلعنا عالحرية ذات التوجه المدني الديموقراطي أمام المساجد وقراءتها من قبل المصلين مشهدا رائعا يقرِّب القلوب والأفكار".
أمام هذا العنف الذي يخوضه النظام ضد الانتفاضة وقواها، تغدو" اللحظات الحزينة كثيرة، ويبدو الفرح هو الاستثناء، لكن استشهاد أحد شبابنا والذي كان قد أرسل لنا قبل فترة قصيرة فيديو يظهر فيه وهو يطبع ويرتب أوراق الجريدة، كان مؤلماً، طبعا رغم عدد الشهداء الكبير يبقى وقع استشهاد شخص تعرفه وتتعامل معه ضمن فريق، مؤلم وموجع أكثر".
في ظل ضعف الإمكانيات، وتواضع الموارد، وصعوبة التنقل، فإنَّ طباعة مجلة في هذه الظروف القاهرة في سوريا، يعتبرُ إنجازاً ليس فقط على المستوى العقلي، بل على مستوى العمل الميداني، ولكن سرعان ما تتبدَّدُ جميع الصعوبات لحظة رؤية المجلة مطبوعة لأن" أيام قليلة تفصل بين إرسال ملفات الجريدة وبداية إرسال فيديوهات الطباعة والتوزيع، ليس أجمل منهم شباب التنسيقيات الأبطال وهم يطبعون الجريدة ويرفقونها بكلمات عن الحرية والثورة والمصداقية، بينما قوات النظام الهمجية تقصف وتحاصر مدنهم وقراهم، وليس أبهى من منظرهم وهم يوزعونها على المحال التجارية أو في المظاهرات أو على أبواب المساجد، هنا في هذه اللحظات يختفي كل التعب ويبدأ التحضير لعدد جديد بقصص وأخبار وآمال جديدة".
المجتمع السوري اليوم كله يطلع من نحو خمسين عاما من العزلة، إذ اعتاد كثير من السوريين خلالها على وصف سورية بأنها “سجن كبير”. وكلما كان هذا الطلوع شاملا، وشاركت فيه نسبة أعلى من السوريين، وتنوعت الأنشطة التي تعلن أنهم شبوا عن طوق الاستبداد، كان نصيب سورية من المستقبل أوسع وأغنى بالوعود. يريد ناشطو "طلعنا عالحرية" أن يشاركوا في هذا الكفاح العظيم لتحرر سورية من الاستبداد وصنع وعودها ومواعيدها الجديدة.