لم تكد المستشارة السياسية لرئاسة الجمهورية السورية الدكتورة "بثينة شعبان" تنهي حديثها الغاضب مع قناة "سكاي نيوز" الانكليزية حتى أصبح حديثها على كل شفة ولسان، بيّن من رأى أنها اعترفت ضمنيا بمسؤولية النظام السوري عن مجزرة الكيماوي حين اضطرت إلى مثل هذا التبرير، وبين من رأى أن " خطأها الأهم" اعترافها الضمني بحدوث مجازر لم يعترف بها النظام سابقا ضد الحاضنة الشعبية له في قرى اللاذقية التي هاجمتها المعارضة المسلحة، تخوّفا من رد فعل مؤيديه.
خلال اللقاء قالت شعبان وهي غاضبة أن المعارضة المسلحة قامت بنقل الأطفال الذين قتلوا في جبال اللاذقية إلى الغوطة ليتم اتهام النظام بهم، دون أن تحدد كيف يمكن لهذه المعارضة أن تنقل أطفال قتلى من مدينة إلى أخرى تبعد عنها مئات الكيلومترات ويوجد بينهما العديد من الحواجز التابعة للجيش والأمن السوري، والتي يصعب على الأحياء المطلوبين للقوى الأمنية تجاوزها؟ فكيف للموتى وأطفال بمثل هذا العدد؟! وهذا ما دفع صفحة "شعارات راسخات" المتخصصة بابتكار شعارات ساخرة تطال السلطة والمعارضة والمثقفون والناشطون معا، لكتابة "آخر راكب هوب هوب، لاذقية – غوطة".
المعارضون رؤوا في لا معقولية كلام شعبان دليلا إضافيا على مسؤولية النظام عن مجزرة الكيماوي، مستعيدين حديثا سابقا في بداية الانتفاضة حين قالت أن سوريا على شفا حرب أهلية حين لم يكن هناك سوى مظاهرات سلمية، مؤكدين أن من يكذب مرة يكذب كلّ مرة، في حين رأى البعض أن شعبان تتقصد دوما في أحاديثها إثارة الغرائز الطائفية بغية توظيفها وصب المزيد من النار على الحالة السورية، لأن حديثها يشير ضمنيا إلى أن الأطفال الذين قتلوا هم أطفال ذو لون طائفي معين في حين تنكر وفاة أي أطفال من الطرف الآخر، وقد عبر الناشط والمناضل الذي اعتقل لثلاث مرات "طارق عبد الحي" عن هذا الأمر بالقول: "في يوم خميس أسود من العام 2011 وتحديداً 24 شباط خرجت علينا بثينة شعبان كأول مسؤول سوري يظهر بعد بدء المذبحة لتبشرنا بالطائفية والمندسين ولتشرعن قتل الأطفال في الشوارع، وفي اليوم التالي خرج السوريون من عامودة الى السويداء بشعار : واحد واحد الشعب السوري واحد. المندس والسلفي هو أنتِ والطائفي أنتِ، أنتِ و مرجعياتك الأمنية التي صنعت كل هذا الموت".
وهذا ما جعل البعض يتحدث عن بروز ظاهرة اسمها " البيثنة"، إذ قال "أسامة شاكر" "البيثنة نسبة ( لبثينة شعبان ) حالة أخطر من الصوملة و من العرقنة ...".
من جهة أخرى وجّه البعض نقده إلى الرأي العام الغربي، معتبرا أن بثينة تعرف ما تفعل جيدا فهي تخاطب "جمهوراً غربياً (ليس بقليل) يشتري هذه الرواية. هؤلاء لا يعرفون أين تقع اللاذقية ولا كم تبعد عن الغوطة، والأكيد أنهم لن يحاولوا أن يعرفوا ولا حتى باستخدام غوغل على الهاتف المحمول. لا تخاطب شعبان مناصري النظام في سوريا، تعلم أن هؤلاء لن يشتروا هذه الرواية ذات الخيال الجامح، لكنها تعلم علم اليقن أن أحدأً منهم لن يخرج لينتقد هذه الرواية" كما يقول "محمد العطار".
واعتبر الشاعر "ماهر شرف الدين" أن ما قامت به بثينة شعبان هو أعراض ما قبل الضربة العسكرية التي ينوي الغرب توجيهها للنظام السوري، ومؤكدا أن "بثينة ثعبان هذه مختصّة بالتصريحات الطائفية حيث كانت أول من خرج للقول في مطلع الثورة بأنها تخشى من الذهاب إلى حمص... وأخيراً قلتُ بأنه مثلما سدّد أطفال درعا الضربة الأولى للنظام سيُسدّد أطفال الغوطة الضربة الأخيرة له".
رأى البعض أن بثينة تمثل "زبدة" الحقبة الأخيرة من عمر النظام المصاب بزهايمر فكري، إذ تمارس السياسة بوصفها عهرا، إذ قال "فخر الدين فياض" لا أدري أي وخم في العالم يمكنه إنتاج هذا العهر السياسي "وغير السياسي .. الحيزبون الطائفية الشمطاء.. اللعنة!!، في حين رأى السينمائي عروة نيربية أن "وجود بثينة شعبان (الثعبان) وشريف شحاطة وعبد الساتر مدري شو... ليس خياراً من النظام لتقديم الحماقة والعنصرية والتشبيح على الشاشات، بل هو الصورة الحقيقية لهذا النظام.هم يمثلون مستوى النظام الحقيقي، في عمقه".
ورأى المعارض والسجين السياسي السابق "أبو علي صالح" أن "تصريح بثينة شعبان عن ضحايا الغوطة أنهم المخطوفون من اللاذقية يساوي تماما ضحايا تفجير جبهة النصرة أنهم من المعتقلين وأتى بهم النظام الى مكان التفجير"، معتبرا أن الطرفين باتا يكذبان في حين يقع المواطن السوري ضحيتهما معا!