لاجئو الراب


09 تشرين الثاني 2013

تأسست فرقة "لاجئي الراب" عام 2005  في مخيم اليرموك بالقرب من دمشق، كواحدة من فرق " الهيب هوب" المهتمة بقضايا الشأن العام بدءا من الحق والحرية، وليس انتهاءا بمجال الأعمال الخيرية، حيث شاركوا بعدة أعمال خيرية وإنسانية مع عدة جمعيات مثل "بسمة" للأطفال المصابين بالسرطان في سوريا.

تأسست الفرقة على يد أربعة مغنين راب، من أصول فلسطينية وسورية وجزائرية، (ياسر جاموس ومحمد جاموس و أحمد زروق ومحمد جواد )، لتبدأ رحلة طويلة من النضال أوصلتهم إلى أن يحوزوا اهتماما كبيرا، تكللت، بأن يكونوا أوّل فرقة راب تشارك بدار الأوبرا بدمشق ( 2010)، إضافة إلى مشاركتهم بمهرجان "الملتقى الرابع لثقافة الهيب هوب في منطقة البحر المتوسط بالقاهرة - مصر 2011 و حفلات بدار الأوبرا في القاهرة.

اختار المغنون الأربعة اسم "لاجئو الراب" تحت ضغط أمرين، أولهما أن أن الراب هو الملجأ الذي يتيح للفرقة حرية التعبير بشكل جريء عن مختلف قضايا ومشاكل المجتمع. والثاني: أن أعضاء الفرقة من جنسيات عربية مختلفة فكان الراب العربي الملجأ الذي جمعهم.

وهدفت الفرقة حين تأسست إلى تقديم تفسير لبعض القضايا ( السياسية والاجتماعية) من وجهة نظر شباب يقطنون الأحياء الشعبية البسيطة، مع احترام عاداتهم وتقاليدهم بعدم احتواء الأغاني على ألفاظ نابية، إضافة إلى السعي لتأسيس ثقافة عربية ضمن الأصول العربية والقومية لفهم المجتمع ومشاكله، وجعل الراب ركيزة أساسية من ركائز الموسيقى العربية في سوريا والعالم العربي عبر تطعيمه بآلات شرقية مثل العود والقانون والناي.

بحكم الوعي و الأسس الثقافية التي تأسست عليها الفرقة، وجدت نفسها تلقائيا في خضم الانتفاضة السورية ( آذار 2013) ضد الدكتاتورية، ليتحوّل  الاستديو الخاص بها في مخيم اليرموك إلى ورشة عمل لإنتاج أغاني تعزز موقف الانتفاضة السورية وتشرح وجهة نظرها عبر أغاني تسلط الضوء على مساوئ الدكتاتورية ومحاسن الحرية، الأمر الذي جعلهم هدفا لأجهزة الأمن التي لم تتوانى عن ملاحقتهم، وتهديدهم بالقتل، وتدمير الاستديو المموّل "من قبل الأمم المتحدة، وكنا نسميه صوت الشعب"، كما يقول ياسر جاموس أحد أعضاء الفرقة لسيريا أنتولد Syria untold".

وهكذا كان أول عمل للفرقة في خضم الانتفاضة بعنوان "زمن الصمت" في أيار 2011 بالتعاون مع مغني الراب والصحفي الإيطالي "أندريا"، ليتحدث (ياسر) عن بداية  "اندلاع الثورة و سقوط أول شهيد من شهداء الكرامة بدرعا والذي كسر حاجز الصمت، حيث بدأنا بكتابة هذه الأغنية التي تبدأ: "زمن السكوت انتهى من زمان ليش الظلم مرافق الانسان/ لازم تفيق وتصح من الأحلام/ وقت الصمت راح راح "بالكلام". إلا أن الظروف الأمنية الغير آمنة وعدم امتلاك الفرقة وقتها الاستديو الخاص بها، دفعهم لـ"عدم نشرها لحين أن نجد الفرصة مناسبة لكي لا نلحق الضرر به مرة أخرى"، ليتم نشرها فيما بعد.

يختار الفريق مواضيع أغانيه من "صلب الشارع ومن صوت الشعب وما نراه في حياتنا اليومية"، ليبدأ بعدها فريق العمل بالتدرب على أداء الأغنية بعد الاستقرار على الفكرة والكلمات بعد نقاش طويل، حيث المعروف "عن الرابير بأنه يكتب أغانيه ويغنيها فكنا الأعضاء الأربعة في الفرقة ننسق معا على الأغنية"، علما أنه صادفتهم عوائق تتعلق بالتلحين خاصة في بداية عملهم، فكان التلحين " بـ 2005 لغاية الـ 2009 عن طريق شبكة الأنترنيت كونه لم يكن يوجد العديد من المنتجين لهذا النوع من الألحان،  لكن بعد فترة التقينا بشاب سوري موهوب،  و أصبح ملحن الفرقة "دكتور هشام" وفي الوقت ذاته عملنا مع عدة ملحنين موسيقيين في أعمال ضخمة موسيقياً مثل جدار الفصل مع الملحن الموهوب "رامي مغربل"، وفي أغنية "حرام" مع الملحن والموزع السوري المعروف "حازم العاني"، لتتعامل الفرقة اليوم مع مع عدة ملحنين أوروبين من الطراز الاحترافي بعد مغادرتها البلد في أيار 2013، بسبب المناخ الأمني الصعب في البلاد، وعدم قدرتهم على العمل بحرية دفعهم، دون أن يتخلوا عن إدانة القمع والوحشية التي ترتكب يومياً بحق السوريين، إذ لم يكن البعد محبطا لهم، بل سعوا لتوظيفه أكثر، حيث أطلقت الفرقة مؤخرا ألبومها الثالث، تحت عنوان "عصر الصمت"، كناية عن الحالة التي كان يقاسيها السوريون على مدى عقود طويلة، وهو يحوي عشرين أغنية قدمها الفريق منذ بداية الانتفاضة السورية وحتى الآن، منها أغنية "حرام" التي تتحدث عن أوضاع الانتفاضة السورية، علما أن ألبومهم الأول ( نهاية 2007 ) حمل اسم "لاجئي الراب" ، حيث حظيت "أغنية فلسطين، القرار" بقدر كبير من الاهتمام بالشارع العربي وصنفت بالمرتبة الأولى لمدة شهر بالموقع الرسمي لأغاني الراب بالوطن العربي، وتم تنزيلها أكثر من 500000 مرة عن طريق الانترنت. والثاني حمل عنوان "وجه لوجه" (2010).

حين وجودهم في سوريا لم يقتصر عمل "لاجيئ الراب" على الموسيقا والغناء، بل "كنا نركز على عمل عدة ورشات عمل للأطفال واليافعين، لأن العديد منهم كان محطم نفسيا من انقطاعه عن المدرسة والأصدقاء وعيش طفولته في صلب الحرب، لذا افتتحنا دورتين بمخيم اليرموك ودورة باستوديو صوت الشعب الخاص بنا، وكان الهدف إعطاء الثقة بالنفس للأطفال واليافعين من خلال إثبات بأن لهم القدرة عن التعبير عن ذاتهم وفعل ما يحبوه،  وإبعادهم عن أجواء الحرب".

يعتبر الفريق أن للأغنية الثورية دور كبير في "التغيير للأفضل لا شعوريا"، لأنها "تعبر عن مشاعر الناس المخفية، و لها دور كبير في اقناع العالم بصدق الثورة وضرورتها".

تعاونت فرقة لاجئي الراب مع فنانين ذي شهرة على مستوى العالم، حيث أنتجوا أغنية "أفكار" بالتعاون مع فرقة الهيب هوب الفلسطينية (الدام)، و"ماليكا وأر جي بي" و"رمسيس" من البنان و فرقة "أسفلت" من مصر و"صلاح الدين أريان" من تركيا و"أندريا" من إيطاليا و "دونة" و"ألفا ميكا".

 وشاركوا العديد من المغنين الآخرين حفلاتهم وأغانيهم مثل حازم العاني وبشار موسى (فرقة كلنا سوا) و هنيبال سعد ( قائد الأوركسترا السورية) و أغنية "فساد" بالتعاون مع المغنية "ليندا بيطار" والمغنية "ميرنا قسيس" والمغني "عاصم سكر" والمغني "شادي العلي" من سوريا ومجموعة المدرسة الدنماركية الموسيقية من الدنمارك.

وقد ظهر الفريق في وسائل الإعلام الدولية مثل قناة (الرولينغ ستونز)، وقناة البي بي سي التي صورت وثائقي عن عملهم الفني عام 2010، وقناة MBC1  و العربية و الجزيرة و الآن. وعالمياً على Guardian Tv البريطاني، و TRT Turk ووكالة الأنباء التركية AA Turk ، والعديد غيرها كما شاركت بفيلم المدرسة السورية من إنتاج قناة الBBC WORLD.

(تم تعديل النص بتاريخ 16/3/2017، وقد شمل التعديل عبارة "إلا أن اعتقال أندريا من قبل أمن الدولة لتصويره المظاهرات في سورية وعدم امتلاك الفرقة وقتها الاستديو الخاص بها، دفعهم لـ”عدم نشرها لحين أن نجد الفرصة مناسبة لكي لا نلحق الضرر به مرة أخرى”، ليتم نشرها فيما بعد" لتصبح "إلا أن الظروف الأمنية الغير آمنة وعدم امتلاك الفرقة وقتها الاستديو الخاص بها، دفعهم لـ"عدم نشرها لحين أن نجد الفرصة مناسبة لكي لا نلحق الضرر به مرة أخرى"، ليتم نشرها فيما بعد"، وذلك في إطار التدقيق الدائم في صحة المعلومات)

الوسوم:

هذا المصنف مرخص بموجب رخصة المشاع الإبداعي. نسب المصنف : غير تجاري - الترخيص بالمثل 4.0 دولي

تصميم اللوغو : ديما نشاوي
التصميم الرقمي للوغو: هشام أسعد