راديو نسائم سوريا


05 كانون الأول 2013

بعدَ تعقّد الأزمة السوريّة وضياع الحقيقة وظهور الكثير من المنابر الإعلامية التي تحاول جر الحقيقة السورية إلى اتجاهات سياسية محددة، بعد غياب المواطن الصحفي وظهور الأدوات الإعلامية المسيّسة، لم تعد المعلومات المتوافرة حول ما يجري دقيقة، واقتربتُ كثيرُ من المنابر الإعلامية في آليات عملها من النظام الاستبدادي السوري، الأمر الذي دفع مجموعة من الشباب السوري انطلاقا ممن مسؤوليتهم الأخلاقية بالعمل على إنقاذ الحقيقة السورية الإعلامية من السياسة.

نسائم سوريا هي محطة إعلاميَّة إذاعيَّة وطنية تبث على موجةFM98.5.وعلى رابط مباشر ثبثُّ على موقع الانترنت في مدينة حلب وريفها بعد تغيُّب الإذاعات الرسمية، وتعمل على إيصال صوتها لباقي المحافظات على أرض سوريا، لا تتبنَّى أفكار سياسيَّة أو دينيَّة معيَّنة،  وهي مستقلِّة عن أيَّة جهة خارجيَّة ولا تتبنَّى أطروحات أيَّ تيَّار سياسي أو إيديولوجي، وهي من عمل بعض الشبان والإعلاميين من جامعة و مدينة حلب.

"نسائم سوريا" هي أول إذاعة مجتمعيَّة في سوريا نشأت في الأول من الشهر العاشر من عام 2012، وانطلقت في بثها التجريبي في مدينة حلب وريفها في أول شهر كانون الثاني من عام 2013، دون أن يقتصرُ عملُ الإذاعة على الجانب الإعلامي فقط، بل هنالك كثيرُ من البرامج التي تصب في خدمة التنمية المجتمعيَّة، والتثقيف الصحي، والرعاية بحقوق الطفل، واحترام حقوق المرأة، لكن الهدف الأساسي من إنشاء الإذاعة هو تغطية المناطق التي يسيطر عليها كل من  "الجيش الحر" و"الجيش النظامي"، لتكون إذاعة تنقل للمجتمع الأخبار بالإضافة إلى برامج التوعية الطبيّة والنفسيّة والسياسيّة، وذلك بعد تغيُّب بعض الإذاعات الرسميَّة السوريَّّة، وبعد احتكار النّظام لبعض القنوات الإذاعيَّة ليروّج من خلالها ما يشاء من أخبار تناسب رؤيته الإعلامية.

يهدف الناشطون في الإذاعة إلى وضع حجرة أساس جديدة في المجال الإعلامي، وخاصة الإعلام البديل، والعمل على تطوير مؤسَّسة إعلاميَّة مِهَنية تنقل الخبر بموضوعيَّة وتوصل صوت المجتمع للجهات المعنيَّة وأصحاب القرار، وتأمل الوصول إلى إعلام حر جديد دون رقابة حكوميَّة، وترسيخ مفهوم الإعلام المجتمعي الجديد في سوريا الذي يعنى بالمجتمع وقضاياه.

هي الحرية الي بدنا ياها، المصدر الموقع الرسمي للراديو عالفيسبوك.
هي الحرية الي بدنا ياها، المصدر الموقع الرسمي للراديو عالفيسبوك.

الفكرة بَدأت بشكل طريف إذ أنه بعد دخول "الجيش الحر" إلى مدينة حلب لأوّل مرة، قاموا بالسيطروا على مبنى الإذاعة في حلب، وتم إغلاق كافة الإذاعات السوريَّة لساعات قليلة. حينها لم تبقَ هنالك إذاعة واحدة تبثُّ، و في تلك الساعات شعر الناس بالحاجة الحقيقة إلى منبر إعلامي حقيقي، يقوم بنفل الأخبار في تلك اللحظات العصبية، لتضاف لها ضرورة بثُّ الأخبار للمناطق التي تتعرَّض للقصف والتي قَطَع النظام عنها وسائل الاتصال والانترنت والكهرباء.

القائمون على هذا العمل في البدايات كانوا بعض الشبان الذين عملوا في المجال الإعلامي خلال فترة الانتفاضة مع استشارة بعض الإعلاميين العاملين في المجال الإذاعي سابقاً

يقول أحد الناشطين في الراديو لموقعنا سيريا أنتولد Syrian untold" الإذاعة تتلقَّى الدعم من جِهات مُختلفة أهمها مُنَظَّمات المُجتمع المدني العربية والغربية التي تُعْنى بدعم الإعلام الديمقراطي الحر، وتؤمِّن مِنح إعلاميَّة للمشاريع الصغيرة، ونسعى دوماً للحصول على هذا النوع من التمويل للمحافظة على استقلال العمل و مهنيته"

تهتمُ الإذاعة بالمواضيع المجتمعيَّة، بالإضافة إلى الأمور التي يهتم بها المواطن السوري بعيداً عن الاختلافات والمشاحنات السياسيَّة، "ولكن هذا لا يعني ألا يكون لدينا بعض البرامج السياسيّة، حيث كان هنالك برنامج سياسي في الدورة البرامجيَّة السابقة اسمه برنامج "في الممنوع"، وهو برنامج حواري بين طرفين مختلفين غالباً في الرأي، وتديرُ الحوار وتوجّه الاسئلة إحدى مذيعات المحطَّة. الجديد الذي نقدَِّمه أنَّنا نحاول خَلق إعلام حُر جديد لا يخضع لسلطة ورقابة، ونكون أقرب إلى الناس وهمومهم ومشاكلهم، ونعمل على إيصال صوتهم بعيداً عن توجُّهاتهم السياسيَّة وهذا النوع من الإعلام مطلوب في الوقت الحالي لبناء مستقبل سوريا الجديدة ونأمل أن نكون إحدى تلك المؤسسات التي تساهم في ذلك".

"نسائم سوريا" صوت المجتمع السوري صوت من لاصوت له.

 .

.

الوسوم:

هذا المصنف مرخص بموجب رخصة المشاع الإبداعي. نسب المصنف : غير تجاري - الترخيص بالمثل 4.0 دولي

تصميم اللوغو : ديما نشاوي
التصميم الرقمي للوغو: هشام أسعد