أطفال سوريا يعانقون الثلج والحرية تغيب


05 كانون الثاني 2014

 

 

تزامنت أعياد الميلاد عند السوريين لهذا العام مع عاصفة ثلجية ضربت المنطقة مما أحال ميلادهم إلى مأساة وجدت صداها في لوحات الفنانين والناشطين.

مخيمات اللجوء في الداخل والخارج كانت الأكثر عرضة للعاصفة بسبب عدم قدرة الخيام على ردع البرد والثلج، الأمر الذي دفع مجموعة من الناشطين السوريين لتشكيل غرف طوارئ في كل المخيمات ليكونوا جاهزين لحالات الطوارئ التي قد تحدث، إذ رغم كل البرد والثلج وقف الناشطون معا لردع الموت عن أهلهم، حيث كتب الناشط عاصم حمشو: "من على الحدود السورية اللبنانية ..الأمطار غزيرة والبرد لايرحم ولايفرق. ويبقى العنفوان السوري لبناء مساحة من الحياة وفسحة من الأمل ، الإمرأة السورية تثبت دائماً على أنها هي العنوان الأول للثورة".

وشكر عاصم كل المؤسسات التي ساعدت في منع موت السوريين، وهي: "مجموعة نسوية، سوا لأجل سورية، عيون سورية،بسمة وزيتونة، نجدة ناو،مبادرة سورية،وجمعيات كثيرة وأشخاص كثر كانوا جنود مجهولين وقفوا وقفة رجل واحد".

لوحة للفنان السوري موفق قات. المصدر: الصفحة الرسمية للفنان على الفيسبوك
لوحة للفنان السوري موفق قات. المصدر: الصفحة الرسمية للفنان على الفيسبوك

أما على الصعيد الإبداعي فقد رسم الفنان فراس حجاج صورة لرجل الثلج وهو يرتدي لباس بابا نويل، دامجا معاناة السوريين بالميلاد والثلج في لوحة واحدة. في حين عبّر الفنان و رسام الكاريكاتير السوري "موفق قات"في لوحة له عن مأساة الأطفال السوريين بين القذائف المنهمرة عليها والثلج، وكأنه يحتج: ألا يكفي مأساة القذائف حتى تأتي قذائف الثلج!

أما الفنان "علاء اللقطة" فرسم رجل ثلج يحضن طفلا سوريا ويبكي معه وعليه، في دلالة على التراجيديا التي باتت تعكس واقع السوريين.

وعلى صعيد المواطنين السوريين فقد عبر بعضهم في الشوارع من خلال الثلج عن ميوله السياسية ورأيه في الأوضاع، فالمعارضون شكلوا من الثلج رجالا يمثلون المعارضة.

بسطار عسكري مشكل من الثلج. المصدر: شبكة أخبار المزة 86 على الفيسبوك
بسطار عسكري مشكل من الثلج. المصدر: شبكة أخبار المزة 86 على الفيسبوك

 أما في المناطق المؤيدة فشكل بعض المواطنين بسطارا عسكريا كدلالة على احترامهم للبوط العسكري الذي يحمي الوطن وفق وجهة نظرهم.

تعبيرات السوريين لهذا العام عن الثلج مشحونة باليأس والشكوى والغرق في تفاصيل الحياة اليومية حيث قل منسوب التعبير عن الحرية قياسا بسنوات سابقة، حيث كانت أعلام الاستقلال تلف رجل الثلج والعبارات المحتفية بالحرية تكتب على الثلج مؤكدة رحيل الدكتاتورية.

هذا العام مازال السوريون يريدون رحيل الدكتاتورية إلا أن التعب بلغ منهم، وهذا يبدو واضحا من تعبيراتهم ورسومات فنانيهم.

هذا المصنف مرخص بموجب رخصة المشاع الإبداعي. نسب المصنف : غير تجاري - الترخيص بالمثل 4.0 دولي

تصميم اللوغو : ديما نشاوي
التصميم الرقمي للوغو: هشام أسعد