تزامنت أعياد الميلاد عند السوريين لهذا العام مع عاصفة ثلجية ضربت المنطقة مما أحال ميلادهم إلى مأساة وجدت صداها في لوحات الفنانين والناشطين.
مخيمات اللجوء في الداخل والخارج كانت الأكثر عرضة للعاصفة بسبب عدم قدرة الخيام على ردع البرد والثلج، الأمر الذي دفع مجموعة من الناشطين السوريين لتشكيل غرف طوارئ في كل المخيمات ليكونوا جاهزين لحالات الطوارئ التي قد تحدث، إذ رغم كل البرد والثلج وقف الناشطون معا لردع الموت عن أهلهم، حيث كتب الناشط عاصم حمشو: "من على الحدود السورية اللبنانية ..الأمطار غزيرة والبرد لايرحم ولايفرق. ويبقى العنفوان السوري لبناء مساحة من الحياة وفسحة من الأمل ، الإمرأة السورية تثبت دائماً على أنها هي العنوان الأول للثورة".
وشكر عاصم كل المؤسسات التي ساعدت في منع موت السوريين، وهي: "مجموعة نسوية، سوا لأجل سورية، عيون سورية،بسمة وزيتونة، نجدة ناو،مبادرة سورية،وجمعيات كثيرة وأشخاص كثر كانوا جنود مجهولين وقفوا وقفة رجل واحد".
أما على الصعيد الإبداعي فقد رسم الفنان فراس حجاج صورة لرجل الثلج وهو يرتدي لباس بابا نويل، دامجا معاناة السوريين بالميلاد والثلج في لوحة واحدة. في حين عبّر الفنان و رسام الكاريكاتير السوري "موفق قات"في لوحة له عن مأساة الأطفال السوريين بين القذائف المنهمرة عليها والثلج، وكأنه يحتج: ألا يكفي مأساة القذائف حتى تأتي قذائف الثلج!
أما الفنان "علاء اللقطة" فرسم رجل ثلج يحضن طفلا سوريا ويبكي معه وعليه، في دلالة على التراجيديا التي باتت تعكس واقع السوريين.
وعلى صعيد المواطنين السوريين فقد عبر بعضهم في الشوارع من خلال الثلج عن ميوله السياسية ورأيه في الأوضاع، فالمعارضون شكلوا من الثلج رجالا يمثلون المعارضة.
أما في المناطق المؤيدة فشكل بعض المواطنين بسطارا عسكريا كدلالة على احترامهم للبوط العسكري الذي يحمي الوطن وفق وجهة نظرهم.
تعبيرات السوريين لهذا العام عن الثلج مشحونة باليأس والشكوى والغرق في تفاصيل الحياة اليومية حيث قل منسوب التعبير عن الحرية قياسا بسنوات سابقة، حيث كانت أعلام الاستقلال تلف رجل الثلج والعبارات المحتفية بالحرية تكتب على الثلج مؤكدة رحيل الدكتاتورية.
هذا العام مازال السوريون يريدون رحيل الدكتاتورية إلا أن التعب بلغ منهم، وهذا يبدو واضحا من تعبيراتهم ورسومات فنانيهم.