جريدة منحازة إلى تطلعات الشعب السوري في الحرية والكرامة، وهي مستقلة عن كل القوى والتيارات والأحزاب السياسيّة.
"صدى الشام" جريدة أسبوعية مستقلة، وتطبع في تركيا بسبب عدم توافر مطابع حديثة في "المناطق السورية المحررة"، كل مواد الصحيفة، باستثناء مواد الرأي، يحررها في الداخل صحافيون محترفون متمكّنون ومنتشرون في معظم المناطق السورية. كما أن كل صحافي يكتب ضمن اختصاصه، فصفحة الاقتصاد يحررها صحافي اقتصادي، وصفحة التحقيقات يحررها صحافي يعمل في مجال التحقيقات... وهكذا. لصحيفة «صدى الشام» المعارضة مكتب في دمشق يضم سبعة صحافيين يغطون العاصمة وريفها والمنطقة الجنوبيّة، ضمن خطّة تقومُ على تحديد المساحة التي يجب أن تشملها التغطية الإخباريّة للمنطقة ونوعية التغطية المطلوبة، من أخبار تحقيقات أو تقارير محلية أو... شؤون اقتصاديّة.
تقع «صدى الشام» في 12 صفحة ملونة من قطع التابلويد (53 و35 سنتمتراً)، ويُطبع منها حالياً نحو 5000 نسخة يومياً، لكنها توزع مجاناً. يتم توزيع 4000 نسخة في المناطق المحررة بمعدل 2000 نسخة في محافظتي إدلب وحماه، و2000 نسخة في محافظتي حلب والرقة وذلك من خلال مراكز توزيع معتمدة. كما توزع 1000 نسخة في تركيا، في كل من أنطاكيا والريحانية وغازي عنتاب وإسطنبول، أي في أماكن السوريين والمؤسسات والهيئات التي تعمل لخدمة الثورة، وتسعى إدارة «صدى الشام» إلى فتح باب الاشتراك في الصحيفة أمام السوريين المقيمين في أوروبا وأميركا وبعض الدول العربية، في مقابل مبلغ مالي مقبول، من أجل تأمين دخل للصحيفة يضمن استمراريتها واستقلاليتها. إذا فريق العمل هو مشروع إعلامي خاص مستقل غير مرتبط بأية جهة، شكّلت منذُ البداية تجسيداً لحلم إنشاء صحيفة مطبوعة ذات طابع وطني، تغطي الاحداث من الداخل وتشكل مصدر موثوق للمعلومة.
وبالنسبة لكيفية الاجتماع وإنشاء الجريدة يقولُ أحد العاملين في الجريدة لموقعنا Syrian untold سيريا أنتولد :" المسألة لم تحتاج الى اجتماع، عندما توفرت المقومات الماديّة بالحدّ الادنى لإطلاق الجريدة اعتمدتُ على معرِفتي الواسعة بالوسط الصحفي، كونَه عَمَلي قبل الثورة، ولأنَّ هنالك الكثيرُ من الزملاء الصحفيين، الذين لايزالون في الداخل وهم منحازون للثورة، وبحاجة الى هكذا عمل، تواصلت معهم وشكلنا فريق الجريدة"، وبالنّسبة للمواد التي تتناولها الجريدة، فإنَّ الجريدة تتناولُ كلّ أنواع العمل الصحفي، كالخبر والتقرير والتحقيق والحوار والتحليل والكاريكاتير، في مجالات السياسة والاقتصاد والثقافة والفن والمجتمع والشؤون المحلية والمنوعات، ويقوم بتحريرها فريق من الصحفيين المهنيين وتلتزم بالمعايير المهنية للعمل الصحفي، أمَّا بالنسبة لآلية اختيار المواد، يقول الناشط في الصحيفة:"لدينا سياسة تحريريَّة واضحة، وشعارنا الأهم هو الموضوعية في التغطية، وطبعا لدينا اجتماع شبه أسبوعي لهيئة التحرير يتم النقاش فيه حول أهمّ المواضيع التي هي بحاجة إلى تغطية، وطبعا هناك أحداث تفرض نفسها في التغطية، وبما أن جريدتنا هي جريدة أسبوعية فنحن لانهتم بالمادة الخبرية بقدر ما نهتم بماوراء الخبر، والجريدة تهتم بالجانب الاستقصائي التحقيقي لذلك هناك صفحتين من الجريدة مخصَّصات للتحقيقات والقضايا، وبالنتيجة طبعا نحن نغطّي الحدث السوري بموضوعيَّة ولكن ليس بحياديَّة فنحن لدينا رسالة إعلاميَّة نحاول إيصالها لجمهورنا المستهدف من خلال تغطيتنا".
أما بالنسبة للتمويل فإنَّه لفريق العمل تمويل ثابت يتلقّوه من "منظمة سمارت" لدعم الإعلام، وهي منظمة سورية مرخصة في فرنسا تدعم الإعلام البديل، وعقدُ الدعم تم إقراره بمبلغ حوالي 3000 يورو شهريا، وهو دعم شرطه الوحيد القابلية للاستمرار، علماً أنَّ هذا الدعم هو الحد الاعلى للدعم الذي تقدمة المنظمة ولكنه قابل للتناقص أو التوقف في حال الابتعاد عن الموضوعية والمهنية،"عند تأسيس الجريدة تلقينا دعما من المجلس الوطني لمرة واحدة فقط بمبلغ 12000 دولار، وتلقّينا دعماً لتمويل الجريدة بشكل كامل لمدة شهرٍ واحد من قبل منظمة ايركس بقيمة 15000 دولار، كما وقعنا عقد تمويل شهري مع منظمة "بصمة" بقيمة 1300دولار شهرياً، ولمدة ثلاث شهور قابلة للتجديد وشرطهم الوحيد هو وضع البوسترات التي تصممها "بصمة" على الجريدة، وهي بوسترات تدعم حملاتها التي تقوم بها(كحملات دعم المرأة أو حملات الدفاع عن الحريات العامة وغيرها) كما تدعمنا جمعية البيت السوري بمبلغ 1500دولار شهرياً لمدة ستة شهور، كما تبرع الدكتور حازم نهار بمبلغ 500 دولار شهرياً من دخله الخاص لدعم الجريدة، وبالعموم نحن لانقبل الدعم الذي لا تتوافق شروطه مع سياستنا التحريرية، وجميع الجهات التي دعمتنا شروط دعمها كانت موافقة لسياستنا كجريدة مستقلة".
هناك ثلاثةُ أنواعٍ من الصعوبات تواجهُ الفريقَ العامل في الجريدة، الأولى تتعلّق بترخيص الجريدة حيث أنَّ الترخيص يجعلُ منها شخصيَّة اعتباريَّة تمكّنها من الحصول على مصادِر تمويل ذاتيّة من خلال البيع والاشتراكات والإعلانات وغيرها، والثانية تتعلق بامكانية استمرار الصدور بشكل ورقي، "فنحن جريدة لاتقوم على المساهمات أبداً وبالتالي نحنُ نعاني من نقص في التمويل الذي يمكننا من الطباعة بشكل مستمر"، والصعوبة الثالثة هي صعوبة التوزيع في المناطق التي تتواجد فيها "داعش" أو تنظيمات متطرفة، "ولكننا نحاول التغلب عليها من خلال مكاتبنا وبطرقنا الخاصة".
"صدى الشام" هو التجسيد للحلم السوري في بناء صحافة حرة وموضوعية قادرة على أن تكون في مستوى الحدث.