عمر فهد


22 شباط 2014

رغبة في أن يعطي نفسه "فسحة من الحرية لرسم الثورة" غادر الفنان "عمر فهد" سوريا بتاريخ 28/8/2012، متجها إلى دبي، لأن " الأمر ( أي الرسم بحرية) صعبا حدوثه أثناء تواجدي في الوطن" الذي انفجرت فيه انتفاضة سلمية في الخامس من آذار 2011 ألهمت الفنان الذي رأى فيها "محفزاً لأي طاقة إبداعية، بل هي من فجر هذه الطاقة وألهمها، ولكني رسمت الثورة في سلميتها فقط وهي بعيدة عن السلاح ولم أشجعها في تسلحها أبداً" كما يقول لموقعنا "سيريا أنتولد syria untold".

الرحيل نحو الحرية بعيدا عن الوطن، لم يُنس الفنان دمشق التي تسكنه، إذ سرعان ما داهمه الحنين لدمشقه، فكان الإبداع وسيلة لإطفاء هذا الحنين وإسكات نزقه، فرسم مجموعة من اللوحات تحمل عنوان "دمشق طريق العودة ".

رفض الفنان المولود في دمشق (28/1/ 1982) للسلاح انعكس في أعماله، حيث عنوّن مجموعة من اللوحات بعنوان "سلاح" تحت تأثير دهشته من  "سهولة استخدام السلاح"، لتقابلها مجموعة حملت عنوان "المظاهرات" التي يعتبرها الفنان الذي تخرج من كلية الفنون الجميلة - قسم النحت من جامعة دمشق (2007) "مميزة" بالنسبة له، وهي مستوحاة من "المظاهرات التي أوحت لي بهذا العمل، إذ حاولت إيصال هذه الروح من خلال هذه اللوحات، وكان تعبيري المفضل هو الدائرة كرمز لاستمرارية هذا الحراك، وهي الأصوات ونجحت".

أن تندرج عدة لوحات تحت عنوان واحد هي تيمة خاصة بالفنان الذي فاز مؤخراً بمسابقة نظمت بباريس، حيث اختير أحد أعماله ليطبع كبطاقة تباع في فرنسا وكندا على أن يعود ريعها لصالح دعم أطفال المخيمات السورية، حيث رسم ضمن نفس الأسلوب مجموعة لوحات تحمل عنوان "ملائكة المخيمات"، راصدا الأطفال السوريين في مخيمات اللجوء. هؤلاء الأطفال الذين يعتبرهم الفنان "الأبطال الحقيقيين" في سوريا، حيث نجدهم في لوحته ملائكة بأجنحة بيضاء، في اشتهاء لما يجب أن يكون عليه الأطفال بدلا من واقعهم المزري في المخيمات أو الشوارع كما تصوّرهم لوحته التي نرى بها طفلا مشردا بهيئة ملاك!

لوحة للفنان تمثل طفل سوري مشرد. المصدر: الصفحة الرسمية للفنان على الفيسبوك
لوحة للفنان تمثل طفل سوري مشرد. المصدر: الصفحة الرسمية للفنان على الفيسبوك

أن يرسم الفنان اليوم بطريقة "الديجيتال آرت" أي  أن "أقوم بالرسم باستخدام شاشة لمس" بعد أن كان في سوريا يرسم لوحات على الورق وبألوان مختلفة مخصصة للرسم، هو خيار فني متعلق بتطوير أدوات الفنان الذي بدأ واقعيا "بحكم دراستي في الجامعة" لينتقل إلى التجريد إذ "ظهرت التجريدية في معرضي الذي عنونته (اختزال) في مجمع دمر الثقافي .. عنوان المعرض يختزل مدينة كاملة ببضع ضربات من ريشة على لوحة، واعتبرته نوعاً من النضج الفني آنذاك".

وعن اتجاه أغلب أحد الفنانين نحو الديجتال يقول الفنان أنه أحد نتائج الهجرة القسرية التي دفعت الكثير من الفنانين بعيدا عن مراسمهم، و "سفرهم إلى خارج سوريا، وأيضا سرعة الأحداث وتواليها كانت أسرع من أن توضع في لوحة قد تحتاج شهرا أو أكثر لإنجازها. وبالنهاية وجب على الفن السوري اللحاق بمرحلة مابعد الحداثة ومواكبة الفن العالمي".

اليوم يرسم الفنان لوحات تعبيرية، ربما تحت تأثير الحالة السورية والمشاهد القادمة من سوريا، معتمدا "الألوان الرمادية واللون الأحمر" كتعبير عن رمادية وضبابية الحالة السورية، وما تحمله من دم وأمل في ذات الوقت، مشبها لوحته الآن بـ "ظلال لأشياء كانت يوما ما ملونة".

يحضر صاحب "المظاهرات" اليوم، لمعرض جماعي في المركز الثقافي الإسلامي في باريس، و روحه تسكن دمشق، آملا أن يراها "جنة الله على الأرض، وحالما بأن "أترك بصمة في الفن السوري".

لمتابعة أعمال الفنان عبر الفيسبوك: اضغط هنا.

معارض للفنان:

1-معرض خريجين كلية الفنون 2007

2-معرض جماعي رواق الشارقة للفنون 2010

3-معرض صالة ألفا السويداء بعنوان تحية الى طلال معلا

4- معرض مجمع دمر الثقافي 2011

5-معرض سكيتش في القشلة بدمشق 2012

6-مشاركة بمعرض أصوات عمان 2013

7- مشاركة بمعرض جماعي في سويسرا 2013

الوسوم:

هذا المصنف مرخص بموجب رخصة المشاع الإبداعي. نسب المصنف : غير تجاري - الترخيص بالمثل 4.0 دولي

تصميم اللوغو : ديما نشاوي
التصميم الرقمي للوغو: هشام أسعد