عدسة شاب مالو علاقة بالتصوير


24 شباط 2014

لأن مهمة الصورة ليس التوثيق فحسب، بل نقل "المعاناة الحقيقية للمواطن واللاجئين السوريين" و "هموم المواطن ومعاناة الناس في لقمة العيش والظلم الذي أصاب الجميع" بما يجعل تلك المعاناة محسوسة في الصورة، حمل فريق عمل "عدسة شاب مالو علاقة بالتصوير" المكوّن من شابين ( رامي وفهد) كاميرتهم، منذ "بداية الثورة أو الأزمة أو الأوضاع أو المشاكل في حلب من سنتين" وبدؤوا يوثقون عبر الصورة ما يخدم هدفهم المتمثل بنقل الحقائق عبر الصورة، لأن كتير حقائق الناس ماعم تتقبلها الناس بالحكي، لازم يكون في صور مثلا، عن أخطاء النظام والمعارضة في حلب وجميع القوى المقاتلة في سوريا" كما يقول أحدهم لموقعنا "سيريا أنتولد Syria untold".

تسعى كاميرتهم لرصد الخراب والدمار "الذي لحق في مدينة حلب والآثار فيها، ويوجد لقطات عن أطفال فقدت آبائهم وأهلهم جرّاء الحرب"، معرّضين أنفسهم لأخطار كثيرة في سبيل التقاط هذه الصورة، خاصة وأن فريق العمل لا تربطه أيّة علاقة مع "أي جهة مقاتلة في سوريا. كل العمل في السر وفي الخفاء" مما يجعل الخطورات الأمنية أعلى ومن "جميع الأطراف" التي قد لا تخدم رؤيتها الصور الملتقطة.

ولتفادي المشاكل التي قد تعترضهم أقدم المصوّران على استخدام طيارة صغيرة "عم نصوّر منها حلب من فوق مناطق النظام. طبعا هي الأخطر ولسا ما انكسرت"، لنكون أمام إرادة تبحث عن أدوات لتحقيق هدفها حين تسد أمامها الطرق التقليدية المعهودة.

لم يمارس رامي وفهد التصوير باحتراف قبل الانتفاضة إذ كان الأمر لم يتعدى الهواية، لتبدأ رحلة العمل في ظل المخاطر المتصاعدة تصقل عملهم في ظل التجربة اليومية التي وصلت حد التنسيق كفريق بينهم، ففي حال" تصوير الدمار في حلب" يقوم كل شخص بتوثيق المنطقة الأقرب له.

وقد تعرض المصوّران لخطر داهم، حين تعرّض "رامي" "لطلقة قناص في مناطق محررة. ممكن من النظام أو من الحر. طلقة في الرجل"، في حين تعرّض "فهد" للخطف من "مجموعة الحياني وأُخذ منه 500 ألف ليرة سورية. ولم يكن للخطف علاقة بالتصوير، بل فقط لأنه يسكن في مناطق النظام" كما يقول.

على خلاف أغلب المصورين في الانتفاضة/ الثورة ليس هدف "العدسة" إسقاط النظام، فهم لم يخرجوا لهذا الهدف، إذ يصرون على القول أنهم محايدون يسعون لنقل الحقائق كما هي، محددين هدف صفحتهم وعملهم بـ " وحدة الشعب وإنو يحبو بعض قدر الإمكان، ويتقبلو آراء الغير لأنو بالنهاية نحنا كلنا سوريين" متمنين أن يتوقف سيل الدماء في سورية بأي شكل من الأشكال، لأن "حاج دم".

"عدسة شاب مالو علاقة بالتصوير" تغدو هي الأخرى صورة حيّة عن تفاعل ما بات يوصف في سوريا بالكتل الصامتة مع الانتفاضة على طريقتها الخاصة، فهي وإن كانت لا تتشارك في الأهداف السياسية للسلطة والمعارضة معا، إلا أن لها رؤيتها الخاصة التي تنبذ أخطاء الطرفين وتعمل على تحقيق "السلام" بين ضفتي الوطن المتحاربين.

لمتابعة الصفحة على الفيسبوك اضغط هنا.

 

 

هذا المصنف مرخص بموجب رخصة المشاع الإبداعي. نسب المصنف : غير تجاري - الترخيص بالمثل 4.0 دولي

تصميم اللوغو : ديما نشاوي
التصميم الرقمي للوغو: هشام أسعد