ميديا

شباك الضوء: تحية لمحمد نور مطر


لم يكد المصوّر "محمد نور مطر" يهنأ بحريته الأولى على يد النظام ويشبع من معانقة أمه التي تظهر في أول الفلم، وكأنها كل أم سورية: أم كل معتقل لا تزال تنتظر أن تعيش تلك اللحظة التي عاشتها " أم محمد مطر" لتعود وتفقدها بعد أن وجدت كاميرته متفحمة في 13/8/2013 بعد التفجير الانتحاري الذي نفذته دولة العراق والشام الإسلامية (داعش) في الرقة، ضد مبنى "كتيبة أحفاد الرسول"، حيث تبعه قصف المظاهرة التي خرجت احتجاجا على ممارسات (داعش) بقذائف "آر بي جي" ورصاص، وصدف وجود مجموعة من الصحفيين والمسعفين في المكان، حيث فقد أي أثر لمحمد مطر الذي لم يعرف مصيره حتى اللحظة.

مصير "مطر" بين فرحة لم تكتمل و مصير مجهول المعالم حتى اليوم، حكاية سورية تعكس جزءا من معاناة السوريين، إلا أن حكاية مطر هنا تعكس ألما وحزنا شديدا، لأنه حمل كاميرته ليوّثق معاناة الآخرين واحتجاجاتهم ضد النظام وداعش معا، كما في فيلمه "كابوس" الذي كان لنا وقفة خاصة معه، ليغدو هنا هو الحكاية والمآساة والبطولة في آن.
الفيلم مدته دقيقتان وعشر ثواني وهو من إنتاج مؤسسة الشارع للإعلام والتنمية التي كان يعمل بها مطر نفسه. 

هذا المصنف مرخص بموجب رخصة المشاع الإبداعي. نسب المصنف : غير تجاري - الترخيص بالمثل 4.0 دولي

تصميم اللوغو : ديما نشاوي
التصميم الرقمي للوغو: هشام أسعد