رغم الاختلافات بين البلدان العربية إلا أنّ الانتفاضات التي انتقلت كالنار في الهشيم من عاصمة إلى أخرى أثبتت أن معاناة الشعب العربي التي رزحت طويلاً تحت نير الاستبداد كانت واحدة. هذا ما تؤكد عليه مجموعة "الشعب السوري عارف طريقه" التي أسسها مجموعة من الشباب السوري في 26 مارس/آذار، 2011 بعيد اندلاع الشرارة في درعا في 18 مارس/آذار، وأعلنت المجموعة على صفحتها الرسمية على الفيس بوك الهدف من تأسيسها بعد انتصار الثورتين التونسية والمصرية:
"هذه الصفحة هي صفحة للحوار حول مصير بلدنا سورية وتأثرها بما يحدث في المنطقة فالتغيير آت آت وخاصة بعد الزلزال المصري ... لا يمكن لسلوك الحكومات أن يبقى علي م هو عليه ولا أن يبقى شكل الأنظمة الحاكمة على ما هو عليه... والكل مدعو إلى الحوار حول مصير البلد والدعوة إلى نبذ العنف.... شيء واحد مرفوض في هذا النقاش هو الخطابات الطائفية أو الخطابات التي تقسم أبناء المجتمع الواحد المتساوين أمام القانون إلى سيد وعبد .... لنتعلم من شعب مصر العظيم كلنا يد واحدة"
حافظت المجموعة على نهجٍ مدني لم تحد عنه رغم الصعوبات والانقلابات الجذرية التي طرأت على الثورة السورية بسبب عنف النظام المفرط في التعامل مع المتظاهرين ومطالبهم في دولة ديمقراطية مدنية وارتهان العديد من المعارضين السياسيين للمشاريع والطموحات الإقليمية والدولية في سوريا، لتنتقل الثورة تدريجياً من الطور السلمي والمدني فتترافق مع العسكرة إلى أن طغت الأخيرة تقريباً على الحراك المدني ليصبح المجتمع السوري برمّته عالقاً بين نيران المسلحين والمساومات الدولية.
تتمسك المجموعة بخطابٍ وطني جامع لكل السوريين وترفض التعليقات أو الخطابات الطائفية التي تقسم أبناء المجتمع السوري إلى طوائف وإثنيات متصارعة. وقد أنشأت المجموعة بالإضافة إلى صفحتها على الفيس بوك موقعاً إلكترونياً يتضمن مقالات عن قضايا الثورة كقضية الحرية، والدولة، والمجتمع المدني، والمرأة، والقضية الكردية، والجولان، والقضية الفلسطينية، بالإضافة إلى بوسترات الثورة، ومقالات عن النضال السلمي لشعوب العالم ضد الديكتاتوريات كالسلفادور وغواتيملا.
شاركت المجموعة بأغلب الفعاليات والنشاطات المدنية السلمية التي جرت في سوريا، مثل "إضراب العزة" و"إضراب الكرامة" و"نحن بديل أخلاقي" وحملة إضراب المعتقلات في سجن عدرا" وغيرها الكثير، وذلك من خلال تصميم الغرافيتي و اللوحات والبوسترات والنشر الإعلامي وغيرها، إضافة إلى المسامهة في دعم الأغاني التي غنيت والأفلام التي أنتجت ساعية لنقل صوت المنتفضين والمساهمة في صقل هذا الصوت ليصبح اكثر مدنية من خلال الوعي الذي تعمل المجموعة على بثه عبر نشاطاتها النابذة للطائفية و المناطقية.
تاهت الكثير من الصفحات عن طريقها وعن أهداف الثورة الأساسية لكن الشعب السوري مازال عارفاً طريقه.
الموقع الرسمي لمجموعة الشعب السوري عارف طريقه: الرجاء اضغط هنا