لازال الفنان "فارس" المولود في مدينة حماه ( 1988) يعتبر نفسه في البدايات، إذ يعود تاريخ أول عمل له إلى سنة خلت ( آذار 2012)، حيث شجعه نشر أول عمل له ( ويحدث في الغربة) على صفحة "فنون الثورة السورية" على الاستمرار بالرسم، إذ يحاكي العمل مشاعره يوم انقصفت مدينته (حماه) وهو في الغربة ( السعودية)، متلّهفا لسماع ومعرفة أي خبر عنها.
الفنان الذي لا يريد البوح باسمه كاملا لأسباب أمنية، وتخرج من قسم اللغة الإنكليزية عام 2011، ساعده على السير في لجة الفن تشجيع عدد من الفنانين السوريين، منهم "أكرم رسلان" الذي يقبع اليوم في سجون النظام السوري، وفنان الكاريكاتير "جوان زيرو" والفنان "كاميران شمدين" و"عبد القادر مكناس" و"أنس" المسؤول عن صفحة "فنون الثورة السورية"، حيث قدّموا له العديد من النصائح في التكنيك وغيره، كما يقول لموقعنا "سيريا أنتولد Syria untold".
حاول الفنان فارس بأعماله "المتواضعة" على حد وصفه و أدواته البسيطة والتي هي عبارة عن برنامج الفوتوشوب، تسليط الضوء على ما يحدث في سوريا, كما حاول لفت الانتباه إلى الانتهاكات التي تحدث، سواء من قبل النظام أو الجماعات المتطرفة التي تحاول تشويه وجه الثورة/ الانتفاضة، ووجه سوريا نفسها كما يقول، حيث نجد لديه عملا قام بنشره مؤخراَ يصوّر بشار الأسد يجرف سوريا بكاملها بجرافة, وقد استوحى فكرته بعد أن شاهد على الأخبار جرافة تسحب جثث أناس على أنهم إرهابيون حسب رواية النظام السوري.
لا تركز لوحته على رصد الانتهاكات فحسب، بل تسعى لاقتناص لحظات الأمل وبثها للشباب السوري علّها تكون محرضا لهم على العمل والمشاركة في بناء سوريا الديمقراطية و الحرة والملونة مثل عمله "ضع بصمتك في سوريا الجديدة"( الصورة الرئيسية)
للألم نصيب كبير في لوحته، فهي تصوّر الواقع السوري بآلامه و تظهر ما آلت إليه الشوارع في سوريا من حواجز تقطع أوصال المدينة، و تبعث الرعب في قلوب السوريين، إضافة إلى رصد ساحات الوطن التي تحوّلت إلى ساحات حرب، كما تقول لوحته "ما أقسى أن يصبح وطنك ساحة حرب".
أعمال فارس لا تخلو من النكتة والكوميديا والسخرية أيضاً، فقد صوّر بشار الأسد بشخصية الزرافة المستوحاة من فيلم الأنيمشن "مدغشقر" كاستهزاء من الديكتاتور، بالإضافة لعمل فني آخر يظهره زرافة عنونه بـ "لبس البدلة".
يعتقد "فارس" أن دخول السلاح إلى الثورة عقد الأمور أكثر، وغيّر وجهة نظر المجتمع الدولي تجاه الثورة, معتبرا أن "استخدام السلاح يجب أن يكون على الجبهة فقط بغرض حماية المدنيين". وهو يعتبر أن الجماعات المسلحة المتطرفة ( من داعش إلى حالش) هي خطر على الثورة، لذا يركز على نقدها في لوحاته، قائلا "الأجدر بهم لو أرادوا المساعدة أن يقوموا بدعمنا إغاثياً أو دعم الجيش الحر بالسلاح دون الدخول إلى الأراضي السورية، لأن سوريا فيها رجال قادرة على حمايتها من قوات الأسد و حلفائه"، وهو ما عبر عنه "نحرر نعمر ...لا ندمر" ولوحة "رجل دين عسكري" التي تنتقد التطرف.
يتمنى الفنان فارس أن يعود في يوم ما إلى مدينته ليعيش فيها بسلام ويعود لمهنة التدريس في نفس المدرسة التي درس فيها في يوم ما.
رغم إيمانه أن السوريين لديهم الوعي الكافي لتحقيق ما يطمحون له، لا ينكر بأن الواقع صعب، وأن ما يحدث يدعو للتشاؤم أحياناً، وهو ما يدفعه للاستشهاد بقول الشاعر محمود درويش للتعبير عن حالته التي تنوس بين الأمل واليأس "وبي أمل يأتي ويذهب ...ولكن لن أوّدعه".
صفحة الفنان الفنية على الفيسبوك