لافا مسلم


06 نيسان 2014

درست الهندسة الميكانيكية في جامعة حلب وكان هذا الفرع قضاء وقدر بالنسبة لها كأغلب طلاب سوريا الذي يفرض عليهم الفرع. حلمها كان دراسة الإعلام ولكن لم يشجعها أحد بسبب "أن الإعلام في سوريا أسير البعث وأيضاً ظروفه صعبة". وأما الغناء فكان قدرها المخبأ، فهي تغني منذ أيام المدرسة الابتدائية حيث تلقت  تشجيع كبير من قبل المدرسين و أصبحت رائدة على مستوى محافظة حلب.

وكلما كبرت كان أهلها يحاولون توجيه اهتماماتها لأشياء أخرى أكثر أهمية لأن" الموسيقى والغناء ما بيطعمو خبز"، حيث بقي الغناء مجرد هواية حتى أصبحت في الجامعة وتعرفت على شاب "حباب" ( وفق وصفها) عن طريق أحد الأصدقاء.

 كان الشاب يشارك في تأسيس فرقة موسيقية تدعي فرقة تمرد ويبحث عن أعضاء لتكوين الفرقة، فأسمعته صوتها وكان البحث لا يزال جاريا عن بقية أعضاء الفرقة، لتبدأ التدريبات والتجهيز لبعض النشاطات، لتشعر لافا ( خلال فترة التدريب) أن مؤسس الفرقة يشبهها كثيرا بحبه للموسيقى وبالقمع الذي تعرض له من قبل الأهل.

وعندما علم أهلها ( بداية عام 2011) أنها عادت للموسيقى حاولوا منعها بكل الطرق و الأساليب. فأحست بالضعف وأنها بحاجة للشاب الذي أعادها للغناء من جديد ليكون حبل الخلاص لها، حين تطوّرت علاقتهما إلى حب فارتباط، ليكملا معا المشروع الذي بدؤوا به بالسر. وهنا بدأت الثورة في سوريا..

في البداية كان القرار أن يشاركوا بالانتفاضة عن طريق موسيقاهم، فسجلوا عدة أغاني ثورية خفيفة قريبة من الشارع ليفهمها كل الناس "لأن الثورة شعبية وليست نخبوية" . كان التسجيل يتم بأدوات بسيطة جداً في بيت "فرقة تمرد" أنذاك، وسط الكثير من الخوف والرعب من الأهل و النظام في آن، ومن الفشل الذي كان يلاحق الحراك السلمي.

مع تطوّر الانتفاضة وتطوّر قمع النظام أيضا، زادت الأوضاع سوءاً ونزح كل واحد منهم إلى منطقة، منتظرين تحسّن الأحوال التي لم تتحسن، مما شلّ عملهم، الأمر الذي دفعهم للزواج والذهاب إلى تركيا، بهدف "إكمال نشاطنا الموسيقي، ولكن الإمكانيات المادية كانت سيئة جداً فعملنا بتنظيف المنازل والمدارس وبعدها عملنا بمطاعم واستطعنا شراء مكسر ومايك، وبدأنا بالتسجيل...طبعاً كان التسجيل سيء ورديء، ولكننا كنا نبحث عن فرصة من خلال عملنا المتواضع" كما تقول لافا لموقعنا "سيريا أنتولد Syria untold".

الفرقة مكوّنة الآن من لافا وزوجها فقط، حيث حصلت لافا على عمل بإذاعة وزوجها عمل كمهندس صوت بإذاعة أخرى، "والإذاعتين "شافو شغلنا وقالوا إنو الإستيديو تحت تصرفنا ايمتا ما بدنا، وهيك بلشنا نحقق أحلامنا ونطور حالنا شوي شوي ولسا المشوار طويل".

تصف لافا علاقة الفن بالحراك الثوري والانتفاضة، بالقول: "الفن هو رسالة وإلو علاقة بكل شي بيعبّر عن أصغر تفصيل بيدور برأسنا فما بالك الثورة؟"، لهذا تركز أغانيها على الوطن الذي يجمع الجميع كما في أغنية "الوطن أنت وأنا" و "ريحة وطن"، ونقد المثقفين كما في أغنية "ثقافة" التي تنتقد موقف المثقفين السوريين من الثورة وتنظيرهم من عل على الشباب، إذ تقول:" ما تصرعني بالثقافة أنا عندي ميت كتاب/ منو بيحكي عا الثورة وشي بيحكي غرام/ ما تصرخ بي وتنظر عن دوري بالحراك/ لولاي أنا ورفقاتي ما كان بيطلعك لسان".

https://www.youtube.com/watch?v=alvyZaJxJnI

إلا أن تحولات الثورة التي أخذت طابع الحرب كما تقول "لافا" دفعها لأن تغني "للإنسان، للحب، للجوع، لأي شي دافي، لأنو بصراحة الثورة ما بقي منها غير الاسم ،هاد رأي طبعا " كما في أغنية "الساعة عم تمشي" المهداة إلى شهداء الجوع في سوريا.

وعن سبب قلّة أعمالها، تقول لافا أن "عنصر الوقت ما بيساعدني، كوني عم اشتغل بإذاعة، بالإضافة إلى أنني أريد أن أنطلق بقوة، ولكن دون تسرّع بإطلاق الأعمال"، معتبرة أنه ينقصها الكثير بعد، وأنها "بحاجة لتدريبات مكثفة لأثبت جدارتي الحقيقية بهاد المجال".

يساعدها عملها في الإذاعة اليوم على البقاء على صلة مع الغناء، كونها  "تقدم للإذاعة صوتها فيما يخص ألبومويات إذاعية ومقدمات البرامج".

تجهز لافا اليوم لمشروع "موسيقى الشارع" مع مجموعة من الشباب، بهدف نشر ثقافة الشارع بين سوريي غازي عنتاب، وذلك عن طريق خروجهم إلى مكان معين في كل فترة والجلوس في الشارع وتقديم موسيقاهم "هيك منكون أقرب للناس ومننشر ثقافة الموسيقا يلي ما كان إلها المكانة يلي بتستحقها ببلدنا سوريا"، كما أنها تحضر لمجموعة كبيرة من الأغاني الجاهزة "بس عم نحاول نسرق الوقت لتصير قيد التنفيذ".

نظمت الفرقة "أمسية موسيقية برعاية مجلة حنطة بمركز "بيتنا السوري" في غازي عنتاب.

ترى "لافا" أن الثورة ساعدتها كثيراـفلولاها " ما كنت وصلت لما أنا عليه اليوم، فقد كان لها دور كبير بتحقيق طموحاتي التي لم تنتهي بعد" إلا أنها تستدرك قائلة: "كل شي إلو ضريبة وعم ندفع هالضريبة كلنا. وكمان لكل شيء نهاية ورح ينتهي الكابوس ورح ترجع سوريا ونعمرها بالحب والموسيقا" التي ساعدت – وفق رأيها- في إبعاد الحقد ونشر المحبة كما "أنها تحل أعظم المشاكل".

لمتابعة أعمال الفنانة على الفيسبوك، اضغط هنا.

الوسوم:

هذا المصنف مرخص بموجب رخصة المشاع الإبداعي. نسب المصنف : غير تجاري - الترخيص بالمثل 4.0 دولي

تصميم اللوغو : ديما نشاوي
التصميم الرقمي للوغو: هشام أسعد