من رحم الوجع السوري الذي أدى لتشرد السوريين في بقاع الأرض، ولدت فكرة راديو "غربتنا" من مجموعة من الشباب السوري الذي "قرر توظيف إمكانياته وخبراته بعمل يهدف لتقديم مساعدة للسوري المغترب".
الراديو الذي تأسس بتاريخ 10 أبريل 2014، ولدت فكرته الجنينية لدى شخصين جمعتهما الرغبة بتقديم شيء لسورياهم، لينضم إليهم لاحقا أفراد أبدوا رغبتهم بالعمل المشترك ضمن فريق بات يضم اليوم 25 شاب ، يتعاونون لإخراج مشروع متكامل "من خلال العمل الجاد والإيمان بأهداف هذا المشروع"، التي يحددها الفريق بـ "بجميع النشاطات التي تهدف إلى خدمة المغترب السوري حول العالم من خلال تقديم لهم : آخر الأخبار التي تهم المغترب السوري في بلد اغترابه، ننقل له آخر فرص العمل المتاحة، ترجمة قرارات الجامعات التي تهتم بالشأن السوري، بالإضافة إلى برامج توعوية تهدف إلى دعم المغترب السوري" كما يقول أحدهم في حوار مع موقعنا "سيريا أنتولد Syria untold".
وبشكل تفصيلي تغوص الإذاعة في واقع البحث عن المعلومات التي تهم السوريين في بلدان اغترابهم، لتضعهم في صورة المصاعب التي يتعرضون لها وكيفية تجاوزها، ناهيك عن وضع المغتربين بوضع تفصيلي لكل مطار أو جهة توظيف قد يتعامل معها السوريون، إلى درجة أنهم وصلوا لوضع قائمة معلومات بالدول التي تتعامل مطاراتها وأجهزتها الأمنية بلطف مع السوريين، وتلك التي تتعامل معهم بعنف، خاصة فيما يتعلق بحالات التنقل بشكل غير شرعي، حيث وضع الراديو قائمة تحذيرات ونصائح.
وتهتم الإذاعة بواقع الشباب المغترب، خاصة لجهة الوضع التعليمي الذي تنشط فيه الإذاعة كثيرا، عبر تعريف السوريين بالمنح التي تمنحها الجامعات لهم، وكيفية التقدم لها، وذلك بلغة عربية يتولى فريق العمل ترجمتها من كل اللغات تقريبا لكي يتمكن الجميع من قراءتها، إضافة إلى وضع كادر الراديو نفسه في خدمة المغتربين عبر فقرات مخصصة للإجابة عن التساؤلات التي تهم السوريين بدءا من تجديد الإقامة وليس انتهاء بتجديد جواز السفر وكافة التفاصيل الصغيرة.
رغم أن مشروعهم هذا ولد من رحم المعاناة السورية بمواجهة نظام الاستبداد، و أن نشاطاتهم تستند "للأحداث الجارية أو من أجل وظيفة تخدم السوريين في المغترب"، فإنهم لا يربطون بين عملهم وإسقاط النظام المستبد، مؤكدين ديمومة عملهم واستمراره بعد ذلك.
يعتمد الراديو في تمويله على جيوب مؤسسيه والعاملين به، وهذا يجعلهم بمنأى عن التدخلات أو فرض الآراء عليهم، لأن "هدف المشروع له الأولوية الكبرى"، رغم حاجتهم للدعم "لننتشر بشكل أوسع".
يقوم فريق العمل بأغلب حملاته أو نشاطاته وحيدا دون مشاركة أحد، رغم عدم رفضه صيغة التشارك مع أية مجموعة "إذا كان هنالك هدف مشترك بيننا وبينهم".
راديو "غربتنا": فكرة سورية خارجة من رحم واقع السوريين المر، تلقفها شباب آمنوا بأن العمل وحده المنقذ من وهدة اليأس، فقارعوا اليأس بحثا عن أمل وحلم يعملون لأجله: حلم يتلخص بأن "يكون مشروع غربتنا المرجع الرئيسي لكل مغترب سوري حول العالم".