وجدي صالح


يبدأ وجدي صالح من ورقة وقلم، يسوّد فيها أفكاره الأولية، ثم ينتقل في مرحلة تالية إلى العمل على برامج "أدوبي" للتصميم، وخلال ذلك كله تبقى المخيلة هي الأداة الفنية الأولى التي تجعل من الأدوات الأخرى مجرد أدوات تنفيذية.

30 أيار 2014

ينتمي الفنان السوري وجدي صالح إلى الموجة الجديدة من فناني الجرافيك التي ولدتْ في خضّم الثورة، وكان عليها أن تنوء بحملَيْ: الإبداع والموقف السياسي.

عمره 24 عاماً، ولد في اللاذقية وعاش فيها سنوات الطفولة قبل أن يعود إلى حلب، مدينته الأصلية لأجل إكمال تعليمه، إذ سيدرس تقنية المعلومات Information Technologies، لمدة سنتين. وهو الآن يتابع دراسته لنيل شهادة البكالوريوس من جامعة "SVU" حيث يقيم في اسطنبول بتركيا.

الثورة السورية هي ميلاد وجدي الفنان والإنسان معاً، كما هي ميلاد غيره من الشباب السوري في مختلف المجالات العامة، كما في عمق تأثيرها على الحياة الفردية الخاصة، وبحسب توصفيه في حديثه لـ"سيريا أنتولد syriauntold": "كانت الثورة السورية نقلة كبيرة في حياتي، يسطرها إخواني في الداخل قبل الخارج. كما كانت نقلة فنية جعلتني ثائراً فنياً هدفه أن يكون فاعلاً رغم المسافات".

يشدّد صالح على الموهبة قبل المهارة، ذلك أن الفنون الحديثة قد تبدو نظراً لاستنادها إلى التقنيات الجديدة قادمةً من الصنعة والإتقان، فيقول: "يجب أن نفصل بين العمل في مجال التصميم ودخول مجال الفن، حيث إن التصميم يبدأ من تعلم أي شخص للبرامج، بينما الفن وليد الموهبة".

يعمل الفنان على تقديم بوسترات فنية تواكب ما يجري على الأرض السورية، جامعاً فيها بين جمالية الشكل وقوة المحتوى، ولعل المتابع لإنتاجاته يتلقى جرعة فكرية تعبّر عن رأي الإنسان السوري في ما يحدث له ومعه، إضافة إلى رصدها لما هو يومي مما يجري دون أن تهتم به وسائل الإعلام المشغولة بتنفيذ أجندتها، ولهذا بالذات تحاول أعماله أن تقوم بما يجب، ما أمكن ذلك، لإيصال الواقع السوري إلى العالم، في رسالة إعلامية تعتمد على الصورة ومكوناتها، حيث تروي وتوثّق الثمن الذي يدفعه هذا الشعب في سبيل حريته، في محاولة لجذب الرأي العام العالمي إلى جهة الحقوق الإنسانية للسوريين، بعيداً عن المواقف السياسية المعروفة لحكومات العالم.

أما المواضيع التي يعمل عليها فهي مواضيع إنسانية، كموضوعة القتل التي يتعرّض لها الأطفال، أو أزمة المياه التي شهدتها حلب في شهر أيار من العام الحالي، أو "العرس الديمقراطي" الزائف الذي مثّله وأخرجه النظام.

وهي أعمال لا تخلو من بعد توثيقي، يقدّم رواية السوريين أنفسهم، من منظورهم الخاص لحقوقهم السياسية والإنسانية، ومن منظور أخلاقي إنساني عام.

يبدأ وجدي صالح من ورقة وقلم، يسوّد فيها أفكاره الأولية، ثم ينتقل في مرحلة تالية إلى العمل على  برامج "أدوبي" للتصميم، وخلال ذلك كله تبقى المخيلة هي الأداة الفنية الأولى التي تجعل من الأدوات الأخرى مجرد أدوات تنفيذية.

لا تتنازل أعماله عن القيم الأخلاقية، بل هي تقوم أساساً عليها، ففي "قنبلة مائية- water bomb" صمّم زجاجة الماء مستبدلاً غطاءها بغطاء قنبلة يدوية، تعبيراً عن مدى خطورة قطع المياه وتحويله إلى سلاح لا يفرق بين مدني وعسكري. وفي "السلام الدولي في سورية- the international peace in Syria" عبّر بسخرية عن انقلاب الموازين الدولية من خلال جعل حمامة السلام الشهيرة بغصن زيتونها، بجعلها تحمل قنبلة لترميها، تحت الإكراه الدولي الذي يتذرّع بالسلام، على سوريا.

لمتابعة صفحة الفنان على الفيسبوك يمكن الضغط هنا.

 

الوسوم:

هذا المصنف مرخص بموجب رخصة المشاع الإبداعي. نسب المصنف : غير تجاري - الترخيص بالمثل 4.0 دولي

تصميم اللوغو : ديما نشاوي
التصميم الرقمي للوغو: هشام أسعد