تأسست "مؤسسة دم" والتي تعني باللغة الكردية الزمان في عام 2011، وجاء في تعريفها عن ماهية عملها إنها مؤسسة غير ربحية مهمتها توسيع فضاء المجتمع المدني وتعزيز المبادئ والممارسات التي تعزز قيم الديمقراطية والحكم الرشيد، من خلال الإعلام والعمل على بناء مجتمع تسوده منظمات مجتمع مدني مهنية حقيقية، هدفها المساهمة في بناء جيل واعٍ وقادر على الانخراط في المجتمع وفق أسس عملية، وعلمية صحيحة من خلال افتتاح ورشات تدريبية، ودعم ورعاية مختلف النشاطات المدنية والتنموية.
تقوم المؤسسة بتنفيذ نشاطاتها وفقاً لدراستها لحاجة المجتمع والجمهور المستهدف لأهداف الورشة التي تريد تنفيذها، وهي تعتمد التركيز في ورشاتها التدريبية على "الإعلام، العدالة الانتقالية، الدعم النفسي" وتقوم بالإعلان عنها بناءً على خططها الشهرية.
وتهدف المؤسسة في إطار نشاطها المدني المشاركة في بناء مجتمع قوي قادر على أداء دور فعال في تنمية المجتمع ورفده بالمشاريع التنموية والثقافية التي تحقق له النماء والازدهار، ضمن رؤية نشر ثقافة الحوار والعمل على تقديم كل ما من شأنه خدمة المجتمع، فهي في نشاطاتها تفتج أبوابها للجميع من أجل الاستفادة من برامجها الخاصة بالتدريب، كما تقوم بإجراء الدراسات الاستطلاعية والميدانية لقياس اتجاهات الرأي العام، وربط مشاريع الدراسات الاستطلاعية بحاجات المجتمع وقضاياه.
فكرة المؤسسة نشأت من الرغبة في تأسيس إطار يعبر عن الطموح في خدمة المجتمع الكردي الذي بدأ يشعر بوجوده وكيانه، إضافة إلى الرغبة في وجود إطار يؤمّن لهم فسحة لاختيار تعليم الدروس والاستفادة من الخبرات، وتعلم أصول الإعلام ومعرفة ماهيته وأصول الإدارة على أنه علم لا يمكن الخوض فيه دون معرفة قواعده، وكيفيّة الدفاع عن أنفسهم في ظل التحولات الكبرى، ولاسيما في زمن ثورتنا بعيداً عن أتباع إيديولوجيا أو موقف سياسي ما، فهي تريد خلق مناخ يحقق لهم الاستقلالية حتى يستطيعوا ان يكونوا بمثابة جسر تواصل بين أصحاب الخبرات والمجتمع بكافة طبقاته، وذلك تحت شعار المؤسسة الذي يقول: عندما يصبح المجتمع السلطة الوحيدة.
وبدأت "مؤسسة دم" نشاطها المدني مع بداية الثورة، لذا هي وليدة هذه الثورة وجاءت ولادتها كحاجة مجتمعية نتيجة عقود التغيب التي مارسها النظام، وبالتالي فإنها مستمرة في عملها ضمن سوريا تعددية ديمقراطية حرة، وهي البيئة التي يمكنها قبول الرأي الاخر واحتضان المنظمات المدنية التي تسعى لتطوير افق الديمقراطية في دولة عانت الويلات من نظام يقتل شعبه.
وتعتبر "مؤسسة دم" من أوائل المؤسسات التي عملت في الداخل السوري، وهي ممولة من مجلس ادارتها الذي يضم سبعة أعضاء، يقومون بالإشراف على النشاطات وتنفيذها، أي أن تمويلها ذاتي، وتضم ضمن فريقها عدداً من المتطوعين الشباب، إضافة إلى وجود منظمات متعاونة مع نشاطات المؤسسة وبخاصة النشاطات الميدانية.
لذا نجد أن المؤسسة تعمل بفريق إداري وآخر من المتطوعين، إضافة إلى وجود شركاء محليين، ويتم تنسيق الاعمال والنشاطات فيما بينهم إن وجدت الإدارة حاجة إلى ذلك، كما أن الشراكة المحلية تتم وفق اتفاق مجلس إدارة المؤسسة مع المؤسسات الشريكة وفق قواعد عمل ومشاركة البرامج.
فالمؤسسة في النهاية تسعى لبناء مجتمع حر ديمقراطي تعددي، مع التركيز على تنمية المجتمع ورفده بالمشاريع التنموية والثقافية، ضمن رؤية نشر ثقافة الحوار وخدمة المجتمع، وإجراء الدراسات الاستطلاعية والميدانية لقياس اتجاهات الرأي العام، وربط مشاريع الدراسات الاستطلاعية بحاجات المجتمع وقضاياه.
قامت المؤسسة بمجموعة من الأنشطة، ففي مجال الإعلام، إضافة إلى إطلاقها موقعاً الكترونياً إخبارياً يحمل اسمها، نفذت المؤسسة ورشتين إعلاميتين خلال حزيران، كانون الاول 2012: الأولى "كتابة التقرير الصحفي، والقصة الخبرية"، الثانية مهارات الإعلامي، وفن الصورة والخبر".
كما قامت المؤسسة بتنفيذ 6 حملات مسح ميدانية بهدف بناء قاعدة بيانات كاملة عن ذوي الاحتياجات الخاصة في مدينة كوباني والريف مع إحياء يوم الاعاقة العالمي بزيارات ميدانية إضافة إلى ورشة تعريفية بدور الأهل والحالة النفسية للمعاق، وإطلاق موقع الكتروني يخص المعاقين ونشاطاتهم الثقافية.
وفي مجال الفنون والمسارح: (عرض مسرحيتين: ”ربيع الدم“ “يوم جديد“، الأولى جسدت الثورة وقيمة الشهادة والتضحية بعرض ”صامت” والثانية نقلت معاناة النازحين وجرائم النظام)، إضافة إلى احياء مهرجان فني، مسرحي تحت عنوان "بالفن نثور".
وفي مجال نشر الوعي وفكر المجتمع المدني: إطلاق حملة ”شوارعنا ملونة” بأيام عمل ميدانية بهدف تنظيف شوارع المدينة، وحملة للتعريف بمخاطر حمل السلاح وإهمال حفظه في المنازل، والإطلاق العشوائي للنار. وافتتاح ورشة عمل “خطوة نحو فكر المجتمع المدني“، وافتتاح ورشة عمل “ المدنية فكر وعمل“، وافتتاح ورشة عمل عن العدالة الانتقالية، ونشر مبادرات الجمعيات الأهلية وثقافة المجتمع المدني والتطوع مع التركيز على أهمية تمكين المتطوع وتدريبه.