منتدى الخابور المدني هو منظمة مجتمع مدني سورية المنشأ والهدف، تُعنى بشؤون الثقافة والفكر والمجتمع، وتستهدف الإنسان السوري بعيداً عن عبثية الموت ولغة الظلام.
يتكون المنتدى من مجموعة من الشباب الذين جمعهم الهم الواحد والرؤى المشتركة، وقد كانوا يعملون في ذات المجال قبل الحراك في سوريا، من موقعهم الثقافي كشعراء وفنانين وكتّاب، ضمن ما يتصل بقضايا الثقافة عموماً، ومع اندلاع الثورة قام الفريق بإعادة برمجة آليات عمله الأولى، وأعاد صياغتها ضمن رؤيا جديدة تتعامل مع الأحداث وتتفاعل معها، وتستهدف السوريين الذي عانوا ما عانوه نفسياً وثقافياً.
ولدت الفكرة بعد إطلاق المجموعة مبادرة وطنية شاملة تخاطب جميع السوريين، بهدف تأسيس برنامج وطني شامل، محوره التشارك وتوطين أسس السلم الأهلي والأمني المجتمعي، بعيداً عن التمرد القومي أو الديني أو الإقصائية. ولأن المبادرة أخذت صدى كبيراً عُقد ملتقى في مدينة أورفا التركية، جمع أطيافاً من محافظة الحسكة من عرب وكورد وسريان، وخرج الملتقى برؤى جديدة لما يجب أن تكون عليه سورية القادمة.
أما النشاطات التي يقوم بها المنتدى فتستهدف الأطفال والنساء. يتم التعامل مع الطفولة تعليمياً وتثقيفياً، بينما يتم العمل مع النساء السوريات نفسياً ومهنياً، وذلك من خلال ورش خياطة وكوافيرة وغيرها، قد تعود عليهن بالنفع المادي والنفسي، إضافة إلى ذلك تتم إقامة الندوات الفكرية والحوارية من قبل مختصين، وأيضاً إقامة الورش التي تُعنى بشؤون السلم الأهلي والمجتمعي، ونشر ثقافة التسامح والمواطنة والتشاركية، ونبذ الكراهية والبحث عن موارد السلام، وهذه النشاطات تضيف قيمة أخرى من حيث أنها تستهدف شريحة الشباب، من أجل تخليصهم من عقد الشمولية والاستبداد وإغناءهم بالفكر الديمقراطي المدني.
يحصل المنتدى على تمويل بسيط، هو ما يضمن فقط إيجار المبنى وتوابعه وبعض المصاريف الخفيفة الأخرى للمتطوعين للمقيمين في المنتدى، وليس هناك من أي شرط مقابل هذا التمويل.
لن تنتهي نشاطات المنتدى بسقوط النظام، بل سيبقى مستمراً، فالمشروع الذي بدأ قبل الانتفاضة السورية سيبقى حاملاً لطموحات شبابه في الغد، وسيتحول إلى العمل والتفاعل داخل سوريا المستقبلية، فالمنتدى يحلم أن يبقى فاعلاً فيها، بآليات تناسب المرحلة القادمة، كما سبق وغيّر آلياته لتتناسب والظروف الراهنة، وكله كي يستمر في خدمة الوطن الجريح الذي يستحق أن يحيا حراً كريماً ينعم بالأمان والحياة والحرية.
يسجّل القائمون على المنتدى أن مختلف الأطياف السورية على مشاريعهم، ولوحظ تغيّر كبير في سلوكها وتحول أفكارها وبشكل إيجابي، بالإضافة إلى كسر الحواجز والقوالب الجامدة التي كانت تفصل بين السوريين من جراح تاريخية، ومقولات شوفينية وأفكار تحريضية هدامة..
تطمح الفرقة الموسيقية التي أسسها المنتدى إلى التنقل في جميع أماكن تواجد السوريين بالمغتريات، في إطار مشروع سلام يعتمد الحكمة والأغنية والفكر كمنطلقات مهمة وفاعلة تغتني بنفسية الانسان السوري المستعد دائماً لكل فعل حضاري وأخلاقي.