بدأت مؤسسة بسمة للدعم النفسي والكادر البشري العمل بكادر مؤلف من شخصين إلا أنه عند الدعوة لفكرة المشروع لقيت إقبالاً لم يكن متوقعاً من المتطوعين، ولتصل إلى مجموعة مؤلفة من الشباب والشابات المثقفين الذين شاهدوا ما حل في أطفال سورية من قتل وتشريد وإصابة معظمهم بصدمات نفسية، ما جعل المجموعة تقرر العمل معهم على الدعم النفسي وخلق جو ترفيهي محاولين إبعادهم عن الجهات المتشددة التي تحاول استقطاب الأطفال.
تستخدم المجموعة طريقة الألعاب الموجهة لمعالجة الصدمات النفسية عند الأطفال وتقدم لهم الألعاب الهادفة إضافة إلى تنفيذها جلسات خاصة للأطفال المصابين بصدمات نفسية قوية عن طريق اختصاصيين نفسيين.
على الرغم من الضغوطات التي تواجه المؤسسة، إلا أنها مازالت تعمل وفق الإمكانيات المتاحة لها، إذ أن أكثر من جهة مانحة "متشددة" عرضت على المؤسسة فكرة التمويل إلا أن القائمين على المؤسسة رفضوا الفكرة نتيجة فرضها لأفكار متشددة تتم ممارستها مع الأطفال، إلا أن ذلك لا يمنع المؤسسة من التعامل مع أي جهة شرط ألا تقوم بفرض أفكارها المتطرفة عليهم.
تضم المؤسسة كادراً مؤلفاً من 150 متطوع ومتطوعة يضاف إليهم متطوعين جدد ينضمون إلى المؤسسة عند افتتاح مراكز جديدة لها، يعملون على خدمة الأطفال بعيداً عن التطرف، وهو ما جعل الكادر إضافة إلى سعيهم في الاستمرار بعد سقوط النظام والعمل في المناطق المحررة، أن يسعوا إلى رسم البسمة على وجوه الأطفال وإنقاذهم من صدماتهم النفسية.
تقدم المؤسسة للأطفال العديد من المشاريع والنشاطات التي تحاول معالجتهم من الصدمات التي تعرضوا لها، التي تهدف إلى تقديم الدعم النفسي التعليمي الترفيهي للأطفال واليافعين وهدفه تكيف الأطفال مع الأوضاع الراهنة والقدرة على التأقلم، ويبرز من بين المشاريع المنفذة من قبل المؤسسة، مشروع حماية الطفل أو المساحات الصديقة للطفل، وهو يتألف من ثمانية جلسات يتم تنفيذ جلسة واحدة منه كل اسبوع يقسم من خلاله المرشدين النفسيين إلى ثلاث أو أربعة مجموعة وتضم كل مجموعة 15 طفل من عمر 5 أعوام إلى عمر 12 عاماً.
ويهدف النشاط الرئيسي في المشروع إلى تعريف الأطفال بخطورة الذخائر المتفجرة وغير المتفجرة، وأن القذائف الموجودة في بعض الأماكن التي تعرضت للقصف ولم تتفجر قابلة للانفجار في أي لحظة، حتى لو بقيت عشرات السنين، ويجب عدم اللعب فيها وإبلاغ الكبار عن اماكن تواجدها.
كذلك نشاط دعم الأطفال من أجل استعادة ثقتهم واحترامهم الذات، ونشاط لعبة الجوهرة وفريق الانقاذ والذي يهدف إلى تشجيع روح التعاون والعمل كروح الفريق وبناء الثقة بين الأطفال، أما الجلسة الأخيرة من المشروع فتضمن إقامة حفلة للأطفال يتم من خلالها توزيع الهدايا على الجميع، وتم تخريج 200 طفل حتى الآن. إن أهم ما ميز العمل في هذا المشروع هو ملاحظة أن أغلب المشاكل عند الأطفال كانت الخوف والتردد والانطواء والتأتأة والتبول اللاإرادي.
أما المشروع الثاني فهو مشروع تعليم أساليب البقاء ويضم الأطفال من عمر 12 عاماً وما فوق ويتضمن جلسة مع الأطفال وجلستان مع الأهل إحداها قبل البدء بجلسة الأطفال، وتنقسم جلسة الأطفال إلى ثلاثة أقسام، الجلسة الأولى يتم تخصيصها للتعارف بين الأطفال.
أما الجلسة فتتضمن إنشاء مكان آمن معتمداً على مخيلة الطفل في بنائه وتنقسم هذه الجلسة إلى الأقسام التالية: أسلوب الشاشة، اسلوب اليد والمسافة، وأساليب الشمية، والأساليب السمعية. اما الجلسة الثالثة والأخيرة فتضمن جلسة الانتباه المزدوج (EMDR)، وجلسة العمل من خلال الأعمال.
وإضافة إلى المشاريع السابقة هناك مشاريع أخرى تعمل عليها المؤسسة مثل مشروع الإثارة الفيزيولوجية والتي لها علاقة مباشرة بالاستعادات التطفلية، ومشروع التجنب والذي يهدف إلى جعل الطفل يقوم بمواجهة فعلية للخوف بدل الهروب منه وتجنبه، وهناك مشروع أبناء الشهداء والذي يتضمن جلسات مأخوذة من برنامج حماية الطفل وبرنامج تعليم أساليب البقاء، إضافة إلى عدة مشاريع تعليمية تخص الأطفال واليافعين.
استطاعت المؤسسة من خلال المشاريع التي ذكرت سابقاً وتم العمل بها مع الأطفال واليافيعن أن تخرج 400 طفل من كافة البرامج، ولاحظ القائمين عليها أنه كان هناك أطفال ممن أصيبوا بصدمات نفسية نتيجة الأحداث الراهنة، وكان أغلبهم يعاني من صدمات نفسية قوية أثرت على حياتهم بشكل كبير، إضافة إلى أن أغلب الأطفال المصدومين كان لديهم (تبول لا إرادي في الليل – خوف - تردد –عدم الثقة في النفس-السلوك العدواني ) نتيجة الضغوط النفسية ولكن بعد خضوعهم لدورة الدعم النفسي كانوا يتجاوزون هذه الصدمات.
استطاعت المؤسسة أن تضم فريقاً متنوعاً وفي كافة الاختصاصات النفسية والاجتماعية ومتطوعي الفروع الأخرى، والتي قامت على تدريبهم قبل المباشرة في العمل من خلال تقسيمهم إلى مجموعات وتضم كل مجموعة 4 ميسرين وإخصائي نفسي واجتماعي، وتعمل المؤسسة حالياً في كل من طفس وداعل في محافظة درعا، والرفيد في محافظة القنيطرة، وقريباً سيتم افتتاح مركز في صيدا في محافظة القنيطرة.