ماذا يريد الكرد في سوريا؟ (ملف مطروح للنقاش)


02 شباط 2015

محمد ديبو

باحث وشاعر سوري. آخر أعماله: كمن يشهد موته (بيت المواطن، ٢٠١٤)، خطأ انتخابي (دار الساقي، ٢٠٠٨). له أبحاث في الاقتصاد والطائفية وغيرها، يعمل محرّرا في صحيفة العربي الجديد.

أربع سنوات مرت من عمر الثورة السورية ولا تزال المطالب الكردية ضبابية أو تعاني من عدم وضوح لدى الكثيرين، إذ لدى أي نقاش ينتهي الأمر: بما يريد الكرد من سوريا؟ بعد أن يمر بسيل من الانتقادات وتبادل الاتهامات التي باتت معروفة، بين اتهام العرب للكرد بالسعي للانفصال سابقا ودائما، والوقوف إلى جانب الاستبداد اليوم، وبين اتهام الكرد للعرب والمكونات الأخرى بأنهم شوفينيون وإقصائيون لا يسمحون للكرد بحق تقرير المصير.

تاريخيا، المسألة الكردية قائمة وموجودة منذ تكّون سوريا بشكلها الحديث (1920-1936)، مما يفترض أن تكون الرؤية واضحة ومطالب الكرد معروفة، إلا أنها ليست كذلك كما تبدو لنا اليوم، الأمر الذي يعكس نقصا معرفيا، وقلة جهد ثقافي كان يجب أن يبذل، إلا أنه لم يحصل، لأنه خلف الكلام الواسع والعريض عن الأخوة العربية الكردية أو الصدام العربي الكردي، الكثير من التفاصيل المؤرقة المتعلقة بالدولة والقومية والعلاقة مع الآخر والإدارة الذاتية والثقافة وحق تقرير المصير والعلاقة بين الوطنية المكتفية بحدود الدولة والقومية العابرة للحدود، وكيفية العيش المشترك في ظل واقع متوتر وتاريخ موشوم بالإقصاء.. كل هذا لا يحل بالنوايا الطيبة وحدها أو بالسلاح، بل بالعلم والاقتراب من الواقع والسعي لابتداع حلول تنبع من هذا الواقع بعد قراءته واستنباط ممكناته في لحظة تاريخية معقدة.
وذلك كله لا يكون دون معرفة ما يريده حقا كل طرف، وبما يفكر وكيف يتصوّر طريقة تحقيقه أفكاره على أرض الواقع.
ولهذا أردنا لهذا الملف أن يكون شفافا، عاريا، من النوع الذي يتحدثه المرء في بيته أو بيئته أو مع ذاته، لفتح النقاش على مصراعيه، بأن يقدم لنا الكتاب والمثقفون والحزبيون الكرد تصوّارتهم ومطالبهم وكيفية تحقيق ذلك، ومن ثم يرد مجموعة من المكوّنات الثقافية الأخرى في سوريا على هذه التصوّرات لنرى إن كنا قادرين على الخروج برؤية ثقافية وعملية أو تصوّر واضح وقابل للضبط بما يريد الكرد حقا في سوريا؟ وهل يوافق العرب والمكونات الأخرى على تلك المطالب؟ وأين حدود التوافق ونقاط الاختلاف؟ وكيف سيحل هذا الأمر؟

نطرح هنا مجموعة من الأسئلة لتكون محاور هذا النقاش، دون أن نحددها بها، لنترك للجميع طرح كل ما يجول في أذهانهم دون قيد أو شرط:

1- بين المطالبة بحقوق المواطنة ضمن الوطن السوري والمطالبة بحق تقرير المصير يرى البعض أن ثمة تناقضا بين الانتماء للدولة الوطنية السورية وبين التطلع لقومية خارج البلاد، كيف يحل هذا الإشكال عمليا على الأرض؟

2- هل الإدارة الذاتية أم الحكم الذاتي أم الاستقلال التام هي مطالب الكرد السوريين، وهل القبول بحكم ذاتي اليوم مثلا يلغي الاستقلال لاحقا بما يعني التخلي عن حلم الدولة القومية الكردية أم أن الأمر مفتوح للتاريخ وتحوّلاته؟

3- ما هو أفق العلاقة الكردية العربية على المستوى الاجتماعي، ففي ظل الحكم الذاتي مثلا، الذي يعطي للكرد إدارة شؤونهم في مناطق معينة، قد يشكل هذا الأمر نوعا من الغيتو، بما يجعل اللقاء مع الآخر في حدود صغيرة، الأمر الذي يضعف الاجتماع السوري عموما، وهذا الانغلاق يضر بالأكراد وكل المكونات الأخرى، فكيف تقيمون الأمر؟ أم ثمة رؤية أخرى؟

4- في حال كان هناك إدارة ذاتية أو حق تقرير المصير. كيف ستكون صلة الوصل بين المناطق الكردية المتباعدة جغرافيا. وما هو وضع أكراد دمشق مثلا في هذه الحال؟

5- هل سيعطي الأكراد للأقليات الأخرى الموجودة في مناطقهم ذات الحكم الذاتي، آشوريين وآرمن و…، نفس الحقوق التي يطالبون بها ؟ وكيف سيضبط هذا الموضوع قانونيا؟

6- ماهي الضمانات الدستورية التي يطالب بها الأكراد لحفظ حقوقهم، وهل تمنح نفس الضمانات لكل الأقليات القومية الأخرى؟

7- العلاقة بين أكراد الداخل السوري والمحيط القومي كيف ستتحدد؟ هل من آليات معينة؟ قوانين معينة؟ لضبط علاقة الكردي مع محيطه الكردي ضمن الإطار القومي من جهة، وعلاقته مع المواطنين السوريين ضمن الإطار الوطني من جهة أخرى، بحيث يتمتع الكردي بقوميته الكردية ووطنيته السورية بما يغني الوطنية السورية والقومية الكردية وكل القوميات الأخرى بعيدا عن حدود التوتر، أي كيف يمكن ممارسة الأمر عمليا في حقل متوتر اجتماعيا؟

يمكن متابعة النقاشات هنا.

هذا المصنف مرخص بموجب رخصة المشاع الإبداعي. نسب المصنف : غير تجاري - الترخيص بالمثل 4.0 دولي

تصميم اللوغو : ديما نشاوي
التصميم الرقمي للوغو: هشام أسعد