لم تكد الفنانة الشهيرة أنجلينا جولي تنتهي من إلقاء كلمتها أمام مجلس الأمن الدولي فيما يخص المسألة السورية، حتى بدأ احتفاء السوريين بما قالت على وسائل التواصل الاجتماعي، معربين عن محبتهم وتقديرهم لموقفها.
محبة عبرت عن نفسها في التظاهرات وعبر صفحات الفيسبوك وفي القصيدة واللوحة، حيث رسم الفنان "مصطفى يعقوب" لوحة لوجه الفنانة، كتب بجانبه: "مع إني صرلي زمان ما رسمت بالحبر والرصاص والألوان. بس الحرّة أنجلينا جولي تستاهل رسمة باليد الحرة. سيدة راقية ورقيقة وعظيمة فعلا. ومن أكثر الناس يلي عم يدعموا قضية اللاجئين السوريين إعلاميا وبالمحافل الدولية متل ما صار مبارح بمجلس الأمن الدولي. من القلب شكرا أنجلينا جولي"، ليلاقيه الشاعر "وفائي ليلا" بقصيدة تقول: "لعينيك الواسعتين/ أكبر من أرض/ وأعمق من وجع/ لنحيل أصابعك/ عروق الرهافة التي تنتفض/ لأخضر روحك و أنت تمسين روح الناس/ فتحيين موتهم/ و تمشين على ماء الصلوات/ لمسيح البلاد الثكلى/ و الأولاد الذين صاروا بلا أرض/ لدرب الآلام الطويل/ و فقد الأمهات/ يا عذرائنا/ يا كل البتولة/ تومضين أكبر من قلب/ و تورقين في قطعنا البعيد جذر/ يا سيدة الحنان/ كم من الأبناء يتساقطون قطرات ضوء/ من ماء وضوئك الإله".
متظاهرو كفرنبل لم ينسوا ما قامت به "جولي" خلال مظاهرتهم التي اعتادوا تنظيمها بشكل أسبوعي تقريبا، حيث رفعوا لافتة باللغة الانكليزية، نترجمها هنا: " أنجيلينا جولي! لست فقط أجمل ملاك على وجه الأرض ولكنك أيضا تحملين قلب ملائكة. شكرا لك"، وذلك إلى جانب لافتات أخرى جاء في بعضها: "اقصف حيثما تشاء، واشرب من دمائنا قدر ما تشاء، فقدرك أن تقتلك دماؤنا وتحرق أنفاس أبيك وجذورك".
صفحات الفيسبوك كانت بدورها منصة للتعبير عن امتنان السوريين الذين كتبوا عبارات محبة مرفقة مع صور أنجلينا جولي، حيث كتب "علاء زيدان": "صباح الإنسانية والضمير الحي"، في حين اختارت المخرجة السينمائية "هالة العبد الله" صاحبة "هي لا تنسى الكمون" أن تشير إلى ردة فعل المواليين للنظام على ما قالته جولي، إذ كتبت: "سمعت انو في ناس من هدوك الجماعة عمينتقدو أنجلينا جولي بأنها أصلاً ما بتعرف تمثل ...لا حول ولا قوة ".
على هامش الاحتفاء بما قالته "جولي" تفجر خلاف بين السوريين حول دور الفنانين السوريين وموقفهم من الثورة، حيث رأى البعض أن موقف الفنانين السوريين متخاذل في حين أن موقف جولي مشرّف، الأمر الذي دفع الفنانة السورية "لويز عبد الكريم" للرد بقوة على أصحاب هذا الرأي، إذ كتبت: "ثلاث ممثلين صرحوا بمواقفهم المؤيدة للنظام. ثلاث ممثلين فقط هم من وقفوا مع النظام بكل وقاحة و أيدوا الإجرام. ثلاث ممثلين فقط من هان عليهم دم الناس المهدور. الباقي منهم لم يتكلم، وعدة ممثلين كانوا لأخر ثانية ( الآن أقصد ) يعملون من أجل الثورة بما استطاعوا إليها سبيلا. وعندما يشكر أحدهم انجلينا جولي لمواقفها اتجاه المقتلة السورية يأتي تعليق من مستثقفين : عندنا قنادر. أستغرب فعلا هذا الهجوم على فناني البلد الذين حاولوا على مدى الأربع سنوات ماضية أن يوصلوا رسالة شعب إلى العالم كله. عيب أن تتهم فناني بلدك. معيب جدا هذا الإجحاف بحقهم"، ليتتالى النقاش على صفحة الفنانة وعلى صفحات آخرين، بمقابل متابعة السوريين احتفاءهم بملاكهم الجديد.