اللافتة في سوريا لم تعد مجرد صرخة بوجه الاستبداد والظلم، بل يوما بعد يوم تحولت مؤشرا يعكس وعي الشعب السوري لما يحدث حوله في العالم.
الكلمات والعبارات المكتوبة على اللافتة تعكس وعي رافعيها وطبيعة تفكيرهم وكيفية تفاعلهم مع ما يحدث في العالم، لترد عليه بطريقتهم المعينة، سخرية حينا، وعتبا حينا، وتحية حينا.
لافتات كفرنبل التي طالما أدهشتنا بالتعليق على الحدث والسخرية منه، تستمر في ذلك لتبين لنا أن خلف هذه اللافتة تكمن عقول تتفاعل مع ما يحدث في سوريا لحظة بلحظة، دون أن تنسى ما يحدث في العالم، فأيّ حدث يسقطه السوريون على واقعهم، ليعبروا من خلاله عن ثورتهم، إذ إن اندلاع الاحتجاجات في مدينة مهاباد الكردية في شمال غرب إيران ضد نظام الملالي الذي يدعم الدكتاتورية السورية وجد صداه لديهم، ليرفعوا لافتة تحيي نضال الكرد الذين يستشعرون الحرية قبل حدوثها، فكما كانت انتفاضة الكرد في سوريا عام 2004 مؤشرا مبدئيا للثورة السورية التي اندلعت عام 2011 آملوا أن يكون ما يحدث في مهاباد مؤشرا لتفكك الاستبداد الإيراني.
انشغالهم بالحدث الإيراني لم يمنعهم من السخرية من خطاب الدكتاتور الأخير الذي وعد فيه جمهوره بفك الحصار عن مشفى جسر الشغور الذي تتحصن فيه قوات النظام.
لافتات كفرنبل مستمرة، للعام الخامس على التوالي، يوما بعد يوم، لتقول دوما، وبلا ملل: سنبقى نقاوم.