أولى الخطوات.. من ذاكرة الثورة في القامشلي


26 أيلول 2015

بحسب الناشط الكردي عبد المجيد تمر، أحد مؤسسي مجموعة "جوانين سرهلداني" في مدينة القامشلي، تأسست المجموعة بتاريخ 20 شباط من عام 2011؛ حيث حاول مجموعة من الشبان "الكورد" إنشاء صفحة على شبكة التواصل الاجتماعي فيسبوك بداية عام 2011، وأطلقوا عليها بدايةً اسم "جوانين كورد"، ولأسباب مختلفة تم تغيير هذا الاسم ليصبح فيما بعد "جوانين سرهلداني"، وتعني "شباب الانتفاضة"، والتي اختار مؤسسيها شعاراً لها، وهو عبارة عن أيل جبلي وعليه عبارة "جوانين كورد ئين روجافا" وأعلاه علم كوردستان مائلاً.

لعبت تنسيقية "جوانين" دوراً فاعلاً بداية الحراك الثوري في مدينة القامشلي، وساهمت إلى جانب فاعليات أخرى في المدينة، في إطلاق أول مظاهرة شهدتها مدينة القامشلي ، بتاريخ 1 نيسان من عام 2011، وذلك بالتنسيق مع الفعاليات الثورية في مدينة عامودا القريبة منها؛ وفعلاً خرج في كلا المدينتين (القامشلي وعامودا) العشرات من الشبان في مظاهرة هتف فيها الشبان والشابات للحرية ونصرة مدينة درعا التي كانت تتعرض للقمع في تلك الأثناء على يد قوات الأسد.

في تلك الأثناء، صدر أول بيان سياسي عن مجموعة "جوانين" وباقي المجموعات الأخرى في المدينة، وكان بعنوان: "بلاغ من شباب الانتفاضة"، ونشر بتاريخ 29 آذار من عام 2011. وساهم في صياغته مجموعة من الناشطين الكورد وفي مقدمتهم الناشط دليار ديركي، من مدينة القامشلي.

تضمن البيان مجموعة من التصورات السياسية التي عكست أفكار هؤلاء الناشطين، حيث أكدوا عبر بيانهم هذا على أن الشباب الكرد، جزء لا يتجزأ من نسيج المجتمع السوري، وأنهم كباقي "الشباب السوري الحر" ينشدون الحرية والكرامة والتخلص من حكم الحزب الواحد وسلطة الاستبداد، بحسب نص البيان. مؤكدين على سلمية حراكهم الثوري، معلنين منذ الأيام الأولى لانطلاقة ثورة السوريين على "وقوفهم إلى جانب إخوانهم السوريين في درعا واللاذقية وعموم سوريا". كما أكد الناشطون في بيانهم على الحقوق المشروعة للشعب السوري في الكرامة والحرية وبناء دولة الحق والقانون.

وبحسب العديد من الشهادات التي حصلت عليها "حكاية ما انحت"، كان من المفترض أن تخرج أول مظاهرة في القامشلي في تاريخ 24-3-2011، أي في الجمعة الثانية لانطلاق الحراك الثوري في درعا، وذلك من جانب جامع قاسمو المعروف في المدينة، إلا أن خلافات حدثت بين الناشطين أفضى إلى إلغاء تلك المظاهرة وتأجيلها حتى تاريخ 1 نيسان من ذاك العام.

من جانب جامع قاسمو في الحي الغربي من المدينة انطلقت أولى المظاهرات في القامشلي، واتجه المتظاهرون غرباً باتجاه دوار الهلالية، وحوالي الساعة الثانية ظهراً، انتهت المظاهرة التي لم يسجل بها أي اعتداء على المتظاهرين أو أي تواجد فعلي لقوات الأمن التابعة لنظام الأسد.

 ورغم تعدد القوى السياسية الموجودة في القامشلي، الكردية منها والآشورية والعربية والمسيحية وغيرها، إلا أن انطلاقة الحراك الشعبي في المدينة ووفق العديد من الشهادات، كانت بتنسيق وتنظيم من قبل قوى شبابية غير منظمة سياسياً، وكان الحراك في بدايته بعيداً قدر الامكان عن تدخل الأحزاب السياسية، وهو ما يمكن أن نلمسه في الشعارات الأولى لتلك المظاهرات والتي ركز فيها المتظاهرون على الوحدة الوطنية كشعار "عربي كردي آشوري.. سوريون رغم اختلاف ألواننا"، وكان لهذا التوجه دوراً مهما في استقطاب أعداد جديدة من فئات المجتمع التي تقطن مدينة القامشلي.

ومن بين المجموعات التي نشأت مع بداية الحراك الثوري في مدينة القامشلي كانت: تجمع سوا، آفاهي "البناء"، تنسيقية عامودا، حركة الشباب الكورد، وغيرها العديد من المجموعات التي قدمت الكثير لحراك الشعب السوري الثوري.

هذا المصنف مرخص بموجب رخصة المشاع الإبداعي. نسب المصنف : غير تجاري - الترخيص بالمثل 4.0 دولي

تصميم اللوغو : ديما نشاوي
التصميم الرقمي للوغو: هشام أسعد