طوال شهور، عانت مدينة "كفرنبل" من تزايد الضغط السكاني بسبب استقبالها لكثير من أبناء المدن والقرى المجاورة الذين دُمرت منازلهم إثر القصف، كان لهذا الضغط أثره في عدم قدرة المختصين على إنجاز عملهم اليومي بإزالة القمامة من الحاويات، لهذا قرر المجلس المحلي في المدينة إطلاق حملة نظافة عامة لمدة أربعة أيام، وعنوانها "لنعمل بروح الفريق، ولنمطِ الأذى عن الطريق"، كما أوضح عبد الرزاق الحمود رئيس مكتب الإعلام في المجلس لـ(حكاية ما انحكت).
هذه الحملة ليست الأولى من نوعها في المدينة، لكن ما يميزها أنها كانت بتعاون مشترك بين المجلسين المحلِّيَّين في كفرنبل و "محافظة إدلب"، وبين "جمعية سداد الخيرية"، ويضيف عبد الرزاق أن "العمل في هذه الحملة كان عفوياً بين أبناء المدينة، فالجميع يهمهم الأمر"، لما تجلبه القمامة من أذىً على الصحة العامَّة والبيئة والمرور.
حققت الحملة التي انطلقت يوم السبت 17 أكتوبر/ تشرين الأول 2015 غايتها في الحفاظ على نظافة شوارع المدينة، وذلك بأدواتٍ بسيطة جداً كالكمامات والجرافات اليدوية، مع سيارة وجرَّارَين ترافق العاملين، وقد كُتبت عليها عبارات تدعم الحملة، من قبيل "مدينة نظيفة، حياة جميلة"، كما يوضح عبد الرزاق، إلا أن الغاية الأبعد منها هي "الحماس بين السكان لتكرارها بشكل دوري، فقد كان لها صدىً واسع وإيجابي"، ما دفع المجلس إلى التفكير بإعداد حملات توعية في المستقبل.
لكن كيف استطاع سكان المدينة العمل فريقاً واحداً في ظل مخاطر الحرب الدائرة والقصف؟، يجيبنا عبد الرزاق "كان هناك خوف من الغارات التي يقوم بها الطيران الروسي، إلا أن تجمع السكان في الطرقات كان تحدياً لهذه المخاطر، فالأمراض التي تسببها القمامة تشكل تهديداً أشد خطراً".
ينقسم العمل في هذه الحملة إلى ثلاث مراحل، الأولى: نقل القمامة من الحاويات والشوارع وإلقاؤها في مكب النفايات المخصص للمدينة، والثانية: إزالة الأنقاض التي خلفها القصف المدفعي والجوي على المدينة، أما المرحلة الثالثة فسوف يتم فيها غسل الشوارع بالصهاريج.