لم تهمهم المشاهدة، بل العمل على تخفيف مأساة الحرب، في 28/10/2013، قام هؤلاء السوريون بتوزيع الألبسة على اللاجئين السوريين في منطقة "البقاع"، ومنذ هذا التاريخ يعملون بالتعاون والتنسيق مع مؤسسات ومنظمات عدة، مطلقين على أنفسهم اسم "عيون سوريَّة" كما صرح أحد مؤسسي الفريق طارق عواد لـ(حكاية ما انحكت).
إلى جانب السوريين، يتواجد في هذا الفريق عدد من الشبان المنتمين إلى جنسيات أخرى، لا سيما من اللبنانيين، لكن ثمة تحدياً يواجههم، وهو السفر، خصوصاً خارج لبنان، بما يتضمنه من جهود وتكاليف، فهم لم ينتقلوا بعد إلى مرحلة "توظيف" كوادر متفرغة للفريق، بل يعملون بشكل تطوعي إلى جانب أعمالهم الخاصة التي يقومون بها لكسب معيشتهم.
ينشط الفريق ضمن الحدود اللبنانية فقط، فالدخول إلى سوريا بالنسبة إليه غير ممكن، بسبب التكاليف المادية الباهظة، لكن مليون سورياً لاجئاً في لبنان يحتاجون إلى المساعدة في كافة جوانب الحياة، هكذا يقع على عاتق الفريق عمل كبير إغاثي وتعليمي وعلاجي في المخيمات والبيوت التي يقيم فيها اللاجئون.
بالإضافة إلى التبرعات الفردية، يستمد الفريق تمويله من جمعية "ياسمين هيلفيه" السورية الألمانية للقيام بأغلب أنشطته، وعن الجانب الإغاثي يحدثنا طارق عوَّاد بأنه يشمل الألبسة والسلل الإغاثية والحطب والمدافئ والشوادر التي تقي البرد، وقد كان مخيم "الجراحية" في "المرج" مقر أنشطتهم الأساس، حيث أقاموا مراكز خدمات، عيادة طبية مجانية، وفرناً لبيع الخبز بأسعار رمزية، وفصلاً لتعليم الأطفال، وافتُتحت هذه المراكز في عام 2014، لكنها تضررت بشكل كبير جراء الحريق الذي نشب في المخيم في الشهر السادس من هذا العام، ويعمل الفريق على إعادة إعمارها، وفي مخيم "فارس" بمنطقة الروضة في البقاع، أسس الفريق أحواضاً زراعية، حيث يقوم مع اللاجئين بغرس النباتات والاعتناء بها.
أهم الأعمال التي يقوم بها "عيون سورية" هي التواصل مع الأطفال السوريين، حيث يخصص خمس حصص أسبوعياً للدعم النفسي بالتعاون مع جهات أخرى، مثل مؤسسة سلام، لكن ما وسائل هذا الدعم؟، يقول طارق عواد لـ(حكاية ما انحكت) إنه لا يوجد برامج دعم نفسي، لكنهم يعتمدون الأنشطة الفنية وسيلة للدعم، مثل معارض الصور والرسوم التشكيلية بإشراف مختصين تربويين، كما يقوم الفريق بتعليم مبادئ القراءة والكتابة لصغار السن، لكن هذا لا يغني عن المدرسة، فمعظم هؤلاء الأطفال يذهبون إلى المدارس.
في الشهر العاشر من عام 2015 أطلق الفريق مشروع "سوريا ببالي" بالتعاون مع منظمة اليونيسيف وجمعية "بلادي"، بهدف خلق ذاكرة تتعلق بالوطن لدى الأطفال الذين لم يعيشوا طفولتهم في سوريا، وتعريفهم بتراثها وتاريخها، وبالتالي تهيئتهم للعودة إليها في المستقبل، وذلك من خلال أنشطة التعليم اللاصفِّي، كاللعب والغناء والحكايا، وقد استهدف 2000 طفلاً تتراوح أعمارهم بين 4-14 سنة، في عدة مناطق لبنانية، جونية، صيدا، النبطيّة، مرجعيون، والخيَّام.