ليست المرة الأولى التي يختلف فيها السوريون ويتساجلون حول مؤتمر جنيف، إذ تكرر نفس السجال في جنيف 1 وجنيف 2، بل أكثر من ذلك، طالما كانت إشكالية الحوار أو التفاوض مع النظام مسببة لشروخ في بنية المعارضة السورية وأطياف الشعب أيضا، فمنذ بدء الحراك السوري رفض قسم من السوريين الحوار مع السلطة القائمة مطالبين برحيلها خاصة بعد الشهر الثالث للثورة وصاعدا، لتتصاعد المواقف الجذرية طردا مع تصاعد قمع السلطة إلى درجة تسمية أحد الجمع بجمعة "لا للحوار" (8 يوليو 2011)، ما يعني أن إشكالية التفاوض والحوار مع النظام طالما كانت قائمة في أذهان السوريين، بسبب خبرتهم بكذب النظام وتسوفياته وسعيه الدائم للتهرب من وضع مطالب السوريين موضع التنفيذ، الأمر الذي جعلهم متوجسون دوما من أن تؤدي طاولة التفاوض إلى تضييع حقوقهم وهدرها، وهو ما يحدث اليوم في ظل اختلال موازين القوى لصالح النظام السوري بعد التدخل العسكري الروسي، وفي ظل ضبابية تكتنف المرجعية التي تستند عليها المفاوضات وعدم وضوح الأهداف التي ستؤدي لها، وهو ما عبر عنه المحامي السوري "ميشال شماس" إذ قال: "بخصوص جنيف، في الظروف الحالية ولكثرة التدخلات الأجنبية، وغياب الرؤيا، وعدم وجود قوى سياسية فاعلة حاملة للهم الوطني، فإن الاشتراك بمؤتمر جنيف هو بمثابة الإقرار بما تريده روسيا وأمريكا".
الذهاب إلى جنيف بين مؤيد وقابل
ما إن أعلن عن موعد جنيف في ظل ما تسرب عن انزياح الموقف الأمريكي إلى جانب الموقف الروسي، بعد الاجتماع السيء الذي جرى بين وزير الخارجية الأمريكي "جون كيري" ورئيس الهيئة العليا للمفاوضات "رياض حجاب" حتى انقسم السوريون ما بين مؤيد ومعارض للذهاب إلى جنيف، حيث قال المثقف المعارض "فارق مردم بك": "لا تذهبوا إلى جنيف !لا تُشاركوا في أيّ "مُفاوضاتٍ" بالشروط الإيرانيّة الروسيّة !لا تُحمّلوا شعبنا، فوق نكبته، هزيمةً أخلاقيّة مُشينة !"، في حين قال المفكر السوري وأول رئيس للمجلس الوطني برهان غليون: "من الأجدى للمعارضة بل من واجبها أن تنأى بنفسها عن محادثات لا تهدف إلا إلى إعادة تأهيل النظام من أن تذهب بنفسها إلى المقصلة المعدة لها. أي تسوية لاتضمن الخروج من نظام الإرهاب القائم إلى نظام ديمقراطي وقانوني جديد، لن يكون مصيرها سوى الفشل، وإطالة أمد الحرب وعذابات السوريين".
هذا الأمر دعا الكاتب والمخرج "علي الأتاسي" لتأطيره ضمن فعالية ما، حيث دعا لأن "نتشارك في توحيد الستاتو: "لا تذهبوا الى جنيف". قد لا يكون للشعب السوري القدرة اليوم على التعبير عن رأيه أو انتخاب ممثليه المشروعين إلى مفاوضات جنيف. لكن يبقى أقل الإيمان أن نحاول أن نضغط ونعمل حملة رأي عام من خلال وسائل التواصل الاجتماعي للضغط من أجل إيقاف مهزلة جنيف. لنكتب على صفحاتنا : "لا تذهبوا الى جنيف".
وفعلا أطلقت على وسائل التواصل الاجتماعي وسما حمل عنوان "لا تذهبوا إلى جنيف" سجل السوريون عليه اعتراضاتهم للذهاب، حيث كتب الناشط عمر إدلبي: "لم يخرج شعبنا في ثورته ليتقاسم السلطة مع الأسد ومجرميه ومعارضته المزورة.. وإنما ليكون حراً كريماً .. لا يساق كالقطيع!".
البعض حمل موقفا يميل للمشاركة، شرط وقف القصف وسياسة التجويع والحصار وإطلاق سراح المعتقلين وكشف مصير المفقودين كبادرة حسن نية قبل الذهاب إلى طاولة التفاوض، حيث قالت الفنانة "واحة الراهب": "إن لم يكن التفاوض يوقف هدر الدماء وإيقاف التجويع والإفراج عن المعتقلين وإعادة المهجرين بتنحية الأسد وإخراج قوى الاحتلال التي استحكمها ببلدنا، فهو - بالتأكيد - سيكون لدعم القاتل على استمرار سفكه لدمنا وتدميراً لما تبقى من بلدنا! وهو ما يستشف من الضغوطات الأميركية على المعارضة للقبول بالوضع القائم، لنبقي على شعلة الأمل باستعادة الحرية والكرامة الإنسانية بدلاً من حياة الذل والعبودية التي يحاول العالم إجبارنا على العيش تحت نيرها"، في حين قال الفنان "فارس الحلو" أن: "التفاوض على وقف إطلاق النار أولاً، لايعتبر شرطا مسبقاً. بل بادرة حسن نية للعمل على إنهاء صراع مسلح عبثي. التفاوض على وقف إطلاق النار أولاً، هو في الأصل استحقاق دولي لامهرب منه .التفاوض على وقف إطلاق النار أولاً، حاجة مدنية سورية وعربية ودولية. القرار الأممي غير الملزم 2254 هو نفسه نريده ملزماً. أمس، ديمستورا في مؤتمره الصحفي: التفاوض على وقف إطلاق النار وإدخال المساعدات الإنسانية سيكون أولا .. (هو كاذب أم صادق، يتمنطق بالسياسة أم لا) علينا أن ننقض عليها بأسناننا وأظافرنا فهي مفتاح الفرج المنشود"، وهو ما أكده المحامي "ميشيل شماس"، إذ قال: "أنصح بعدم الذهاب إلى جنيف إلا بشروط واضحة وصريحة قبل الدخول في أية مفاوضات أو محادثات. يأتي في مقدمها وقف القتال وقصف المدنيين والاعتقال وفك الحصار عن المناطق المحاصرة والإفراج عن المعتقلين والسماح بوصول المساعدة للمدنيين ولاسيما المهجرين. إن الذهاب إلى جنيف دون تحقيق تلك الشروط سيخسر أكثر بكثير من عدم الذهاب الى جنيف".
الرفض لم يكن على ساحات الفيسبوك فقط، بل أيضا في الميدان، حيث خرج نشطاء في مدينة حلب يرفضون هذه المفاوضات رافعين عبارات وشعارات كتبوا عليها "لا مفاوضات قبل وقف القصف وإطلاق سراح المعتقلين"، و "رسالة من الشعب السوري إلى الوفد المفاوض: الموت ولا المذلة"، في حين رفع نشطاء في مدينة داعل في درعا لافتة كتب عليها: "المفاوضات مع النظام تكون بمكبرات الصوت بالقرب من ثكناته المحاصرة".
من جهة أخرى، كان هناك مؤيدون لجنيف، حيث أن أغلب الرافضين هم مقربون من الائتلاف الوطني المعارض ويؤيدون تمثيل الهيئة العليا للمفاوضات التي انبثقت عن مؤتمر الرياض كطرف وحيد عن المعارضة، في حين أن أغلب الموافقين على جنيف هم المؤيدون لخط هيئة التنسيق الوطنية ومجلس سورية الديمقراطية الذي يرأسه هيثم مناع، حيث قال الناطق الإعلامي باسم هيئة التنسيق "منذر خدام": "يتصور بعض المعارضين في الهيئة العليا للمفاوضات أو في خارجها إن عدم الذهاب إلى جنيف للمشاركة في المفاوضات مع وفد الحكومة السورية سوف يعطل المفاوضات. هذا محض وهم، لا يجوز ارتكاب هكذا حماقة. كفاكم حماقات. ينبغي الذهاب حتى ولو كان من أجل شرب الشاي على طاولة واحدة. لا يجوز أن تتحمل المعارضة فشل المفاوضات. على الطاولة يمكن طرح كل شيئ، وتحسن الهيئة العليا للمفاوضات إذا غيرت وفدها بحيث يتشكل من أشخاص سياسيين وازنين وذوي خبرة".
المجتمع المدني وطاولة التفاوض
على ضفاف السجال بين السوريين حول حضور المعارضة لمؤتمر جنيف من عدمه، برزت إشكالية المجتمع المدني ودوره في التفاوض، خاصة أن "ديمستورا" وبعض مؤسسات المجتمع المدني السورية تسعى لأن يكون للمجتمع المدني وجود في غرفة المفاوضات سواء كشريك أو كمفاوض، وهو ما يجعل المعارضة تخشى أن يسعى النظام لإيجاد "مجتمعه المدني" الخاص لعرقلة المفاوضات وحرفها عن مسارها من جهة، وأن يؤدي وجود هكذا دور إلى عرقلة المفاوضات وتشتيتها، ناهيك عن تخوّف البعض من أن تكون مؤسسات المجتمع المدني التي تتلقى التمويل من المؤسسات الغربية قد أحدثت للحظة مثل هذه، وهو ما دفع الإعلامي "أحمد كامل" للقول: "واليوم جاء دور الذين أنفقت عليهم المخابرات الغربية، بأسماء ومسميات براقة لامعة، لأداء دورهم في تمرير تسوية تبقي نظام أسد إلى الأبد.اليوم سيتم استدعاء الاحتياطي الذي ربته أمريكا وأوربا ليكون أداة مصالحهم في سورية. الإسم المعلن : مجتمع مدني وحركة نسوية".
إلا أن المؤسسات المدنية السورية فاجأت الجميع وأصدرت بيانا حمل اسم "بيان المنظمات المدنية"، جاء فيه: "الموقعون على هذا البيان يعتقدون أن وضع سوريا على طريق الخلاص يستلزم تحرير الشعب وما تبقى من مؤسسات الدولة السورية من هيمنة هذه السلطة الغاشمة، وبأن للمجتمع المدني بتعبيراته المختلفة دور أساسي يلعبه في الانتصار لثورة آذار وقيمها، وإحلال السلام المستند إلى العدل في بلادنا، والانتقال نحو بناء نظام ديمقراطي تعددي يساوي بين السوريين جميعاً في الحقوق والواجبات. وإن كان لا بد من حضور للمجتمع المدني في العملية التفاوضية، فإنه لا بد من أن يشارك في هذه العملية، أولئك الذين ولدوا من رحم نضال الشعب في سبيل الحرية والكرامة وانحازوا لمطالبه العادلة"، مطالبين أن "تقود العملية التفاوضية إلى دخول البلاد في مرحلة انتقالية نحو نظام ديمقراطي تعددي، تبدأ بنقل كافة السلطات من القيادة الحالية لنظام الحكم في دمشق إلى جسم حاكم انتقالي متوافق عليه وطنياً، وأن لا يكون لبشار الأسد والمسؤولين عن قمع الشعب السوري أي دور فيه"، ووقع على البيان عدد كبير من مؤسسات المجتمع المدني السورية والمجالس المحلية العاملة في الداخل السوري، ما دفع الناشط والإعلامي "منهل باريش" للقول: " شخصياً أقدر الصدمة التي عاشها عدد كبير من سفراء الدول الغربية بعد رؤيتهم لكل هذا العدد الكبير من المنظمات الموقعة على بيان العملية السياسية، فاعتقدوا أن الدعم الذي قدموه إلى تلك المنظمات حول أشخاصها إلى عملاء ومرتزقة، ونسيوا أنهم الثوار الذين صنعوا الثورة يوماً، واعتقلوا ونكل بهم الأسد .هذه الثورة ليست للبيع أيها السفلة".
حول نفس المسألة أصدر موقع الجمهورية بيانا دعا فيه إلى عدم الذهاب إلى جنيف، حيث قال: "لا نرى في جنيف 3 أدنى المقومات الأساسية لعملية سياسية حقيقية، فلا سياسة في أن يُفرض على أحد طرفي المباحثات المفترضة كل شيء، بما في ذلك كيفية تمثيله لنفسه، في حين لا يُطلب من النظام أدنى إجراء لاثبات استعداده لعملية سياسية. لا نتوقعُ خيراً من جنيف 3، ولا حتى وقفَ إطلاقٍ للنار. ولا نرى بأي وجه يمكن أن ترعى روسيا مباحثات سلام سورية، بينما هي قوة حرب واحتلال في بلدنا، تقتلُ المدنيين السوريين كل يوم. لكل ذلك نقول للمعارضين السوريين: لا تذهبوا إلى جنيف، لا تكونوا شهودَ زورٍ على تصفية قضيتكم، ولا تُسهموا في تعويم القاتل وأجهزة القتل، لا تتركوا شعبكم يضيع"، وهو الأمر الذي عارضه الخبير الاقتصادي "جهاد يازجي"، إذ رد عليهم بالقول: "دعا أصدقائنا في موقع "الجمهورية" المعارضة السورية إلى عدم الذهاب الى جنيف وشرحوا جيداً مدى خطورة الذهاب الى هناك .ومع ذلك، لن يكون خيار عدم الذهاب خياراً جيداً الا إن كانت الخيارات الأخرى أسوأ. ..اذهبوا إلى جنيف وحاولوا نقل الصراع من ساحات الحرب إلى طاولة المفاوضات. اذهبوا إلى جنيف وحاولوا إشراك أكبر عدد ممكن من اللاعبين الدوليين لحمايتنا من النظام. اذهبوا إلى جنيف وحاولوا إرسال قوة للأمم المتحدة أو لدول أخرى إلى سوريا لضمان تطبيق وقف إطلاق النار وإطلاق سراح المعتقلين؛ اذهبوا إلى جنيف وابنوا على خسارات النظام لنصف ثاني أكبر مدينة في سوريا، وضواحي العاصمة وأجزاء كبيرة من الجنوب لاستخراج أكبر قدر ممكن من التنازلات منهم. وقبل الذهاب إلى جنيف حاولوا الضغط بأكبر جهد ممكن من أجل رفع الحصار وإنهاء عمليات القصف. اذهبوا إلى جنيف وحاولوا إنقاذ أكبر قدر ممكن مما تبقى من شعبنا وبلدنا الحبيب. الذهاب إلى جنيف في ظل الظروف الراهنة هو خيار سيء. ومع ذلك، عدم الذهاب أسوأ منه"، ليرد عليه "كرم نشار" بالقول: "مختلفين جذرياً يا عزيزي، الذهاب الآن وبهذه الشروط ليس إلا وضع صك الموافقة على الاستمرار بالقصف الروسي، فصل المعارضة السياسية عن الكتائب المقاتلة بشكل كامل، والدفع بالأخيرة الى حضن النصرة وداعش. يريدون أن يسحقونا بموافقتنا وإنهاء القضية السورية. أقله أن نحرمهم من هذا، سيما وقد برز تهلهل المفاوضات على أكثر من صعيد (ليس فقط مسألة حضور الهيئة) ووضوح معالم دعم إقليمي وفرنسي لموقف الهيئة. برأيي موقف الهيئة الآن ممتاز".
الهيئة العليا للتفاوض تفاجأت بالموقف الأمريكي!
كان لإعلان المعارضة أن الموقف الأمريكي تراجع عن التزاماته السورية وقع الصدمة لدى الكثيرين، ومادة للتندر على المعارضة لدى آخرين، حيث قال المترجم "ثائر ديب": "لا تغدر أمريكا بالثوّار، ولا بالشعب الثائر، لأن هؤلاء لا شغل لهم معها، بل عادة ما يكون شغلهم ضدها بالمعيّة. تغدر أمريكا بأشباه ثوّار، وبنصّابين أغرار، وبعملائها كالعادة".
الموقف الأمريكي سبب حيرة للمعارضة السورية ولمؤيديها، ما جعل مواقفهم من الذهاب أو عدم الذهاب مترددة حيث قال "إبراهيم الجبين": "عن حيرة الهيئة العليا للمفاوضات. نحن لا نحتار ..فإن رفضت المعارضة الذهاب إلى جنيف فإننا جميعاً سنقف معها ونؤيد موقفها المشرّف. وإن وافقت على الذهاب إلى جنيف فلن نقصّر في دعم خيارها واجتهادها ولن يلومها أحد على بحثها عن حل ينقذ الأرواح وما تبقى من سوريا"، علما أن هناك قسم لديه اعتراض على الهيئة العليا للمفاوضات نفسها، حيث قال الشاعر "مروان علي" أن "هذه المعارضة البائسة والفاسدة والتي خرجت من رحم النظام (رياض حجاب ورياض نعسان آغا ومن على شاكلتهم ) غير قادرة على تحقيق أي اختراق سياسي .لذلك أنا مع وقف القتل وإطلاق سراح المعتقلين وإعادة المهجرين .. ولو بمساعدة الشيطان ".
حرب تحرير بدل المفاوضات
ردا على تراجع الالتزام الدولي بقضية الشعب السوري، دعا البعض على عدم الذهاب إلى جنيف بهذه الشروط "المذلة"(وفق رأيهم)، مقترحين إعلان "حرب التحرير الشعبية" ضد النظام والجميع، حيث قال "برهان غليون": "لا الروس ولا الأمريكيون ولا الإيرانيون ولا أي دولة أخرى قادرة على فرض الهزيمة على شعب قرر الخلاص والانعتاق. وإذا لم يكن هناك خيار آخر أمام السوريين غير الخيار الفيتنامي والأفغاني للاحتفاظ بحقهم وسيادتهم على أرضهم وتقرير مصيرهم، وهو أصعب الخيارات وأكثرها إيلاما، فهم ليسوا أقل شجاعة ولا بطولة من الآخرين. والشعب الذي يقبل بالإذعان ويتخلى عن كرامته لا يبقى لديه سبب للبقاء والارتقاء، ويعيش في التعاسة والذل إلى أن ينفرط عقده ويذوب"، في حين قال الإعلامي "أحمد كامل": "سيواصل الشعب السوري حرب التحرير العظمى، سيواصل محاربة النظام والاحتلالين الإيراني والروسي، إذا أحبت المعارضة أن تقف مع الشعب.. فهذا رائع. أما إذا خضعت للأمريكي والروسي والإيراني، فهي التي ستخرج من المعادلة، وسيواصل الشعب حرب التحرير العظمى وحده، وسينتصر وحده".
إلا أن هذه الدعوة لقيت سخرية البعض، باعتبار أن حرب التحرير الشعبية باتت أمرا مستحيلا في ظل ميزان القوى السائد اليوم، وفي ظل وجود الجهاديين المتربصين في كل مكان من سورية، ما يجعل المعارضة محاصرة بين تخلي أصدقائها وشح الدعم عنها وعنف النظام وميليشياته وطيران الروس وتربص داعش وأشباهها، فعل أي جانب تميل؟