مع بداية الحراك السلمي في دير الزور، نشأت الحاجة إلى وسيلة إعلامية تغطي مجريات الأحداث، ولأنه ما من سبيل إلى إنشاء قناة سمعية أو بصرية في ظل الافتقار الإعلامي وملاحقة النظام للنشطاء، فقد قرروا إنشاء صفحة على فيسبوك باسم شبكة دير الزور الإخبارية، وذلك في شهر نيسان 2011.
تطورت هذه الشبكة لتشمل قناة دير الزور كانت الأولى من نوعها من حيث اشتمالها على اسم مدينة سورية، واختصاصها بكل مجريات الأحداث فيها، انطلقت هذه القناة عام 2013، ثم توقفت مع دخول "داعش" إلى المدينة منتصف العام التالي، غير أن الشبكة استمرت بنقل الأحداث لحظة بلحظة عبر موقعها الإلكتروني وصفحاتها في وسائل التواصل، على الرغم من الظروف بالغة القسوة في ظل الممارسات الوحشية التي يقول بها التنظيم ضد الإعلاميين، فكيف استطاعت هذه الشبكة الاستمرار بعملها حتى اليوم؟.
https://www.youtube.com/watch?v=AYkplP_JsSk
(حكاية ما انحكت) تواصل مع أحد النشطاء العاملين في الشبكة، والذي صرح بأن جميع مراسليها لم يزالوا يعملون من داخل دير الزور، في حين أن الإدارة موجودة خارجها، حيث يقوم المراسلون بالتواصل مع أعضاء الإدارة عبر تقنيات لا يستطيع التنظيم كشفها وملاحقتهم من خلالها، "واتس آب أو سكايب"، يضيف الناشط: إن هؤلاء المراسلين لم يخافوا من النظام وهو في أوج قوته عام 2011، لذلك فمن الطبيعي أن لا يخافوا من "داعش".
شبكة دير الزور التي تم ترخيصها وسيلةً إعلامية في المملكة المتحدة منذ عام 2013، تهدف إلى بناء تدريب مراسلين مهنيين يعتمدون المعلومة الدقيقة، حيث يوجد فريق خاص بتحري مصداقية الخبر، ومن ثم نقله إلى العالم من خلال فريق مختص بالتنسيق مع الشبكات الإعلامية الدولية، كما يعتمد المراسلون المُدربون الأجهزة المتطورة في نقل الأخبار المصورة أو المكتوبة.
تركز الشبكة على توثيق الانتهاكات بحق السوريين، سواء التي يقوم بها النظام أو داعش أو جبهة النصرة، من اعتقالات وخطف وذبح وقصف، بالإضافة إلى الأخبار الاجتماعية والاقتصادية، وقد أثبتت الشبكة فاعليتها خلال حصار تنظيم داعش لبعض الأحياء التي يسيطر عليها النظام، وذلك منذ شهر يناير/ كانون الثاني 2015، حيث استمرت بنشر أخبار الحصار الذي ترافق بانقطاع التيار الكهربائي والمياه واستمرار عمليات القصف على أحياء هرابش والقصور والجورة والبغيلية، أما في باقي المدينة التي يسيطر عليها داعش، فيقول الناشط لـ (حكاية ما انحكت) إن التنظيم يقوم بإيقاف مقاهي الإنترنت لعدة أيام، وفي هذه الحالة، تعتمد الشبكة على صفحات المدنيين من داخل المناطق المحررة، علماً أن جميع مراسلي الشبكة متطوعون يعملون دون أجر.