من رفاهية الحياة أن يبني الناس بيوتهم على شكل طوابق فوق الأرض، ومن رفاهية الموت أن يبني أبناء دوما قبور ضحاياهم طوابق تحت الأرض، فمساحة المدينة لم تعد تتسع كما يصرح أحد أعضاء المجلس المحلي لمدينة دوما لـ(حكاية ما انحكت).
تذكرنا هذه الطوابق بما فعله ويفعله النظام في سجونه، حيث يقوم بنقل ضحايا التعذيب إلى مقابر جماعية، إلا أن احترام الضحية من قبل أبناء دوما منعهم عن أن يدفنوهم في مقبرة جماعية، كي يعرف أهلهم قبورهم، وكي يميز التاريخ بين ضحية وأخرى، فعدد القتلى في دوما تجاوز 6030 حسب إحصائيات VDC لكن الرقم الحقيقي أكبر من ذلك بكثير كما يؤكد المجلس المحلي، ولأنه لا يمكن شغل الأراضي الزراعية في المدينة بالقبور، فهي هامة لتغذية أبنائها وبقائهم أحياء، ابتكر المجلس فكرة الدفن الطابقي.