فكرة قديمة، تعود إلى عام 2011، عندما كان النشطاء في بداية الثورة السورية يملأون البوالين بغاز الهيدروجين، ما يجعلها تحلق بارتفاع شديد العلو، وقد كُتب على البالون عبارات مناهضة للنظام، مع إلصاق ضوء صغير لتتضح العبارات في السماء، وقد يتم إعداد هذا البالون بوضع إبرة معيَّرة ملصقة به، لينفجر في الأفق، وقد تم حشوه بقصاصات "الشعب يريد إسقاط النظام"، هذه القصاصات كانت تنهمر على المناطق المؤيدة، جنود الحواجز الأمنية، وسيارات الضباط، دون أن يُعرف مصدرها.
https://www.youtube.com/watch?v=z5OE5XuEKuw
عاد غاز الهيدروجين إلى الثورة السورية، ولكن ليس من أجل ملء البوالين، إذ أن أكثر المناطق التي انتفضت ضد النظام قد خرجت عن سيطرته، ولأنها تعاني من حصار مستمر، انقطاع في التيار الكهربائي والمواد الأولية، سببه النظام والميليشيات الإسلامية، فقد ابتكر أبناء محافظة إدلب أسطوانة بديلة عن تلك التي يُستخدم فيها الغاز التقليدي لإشعال النار، هذه الأسطوانة يمكن إعدادها بطريقة بسيطة، وتُستخدم للتدفئة والطبخ، بعد ملئها بغاز الهيدروجين، لكن كيف نستطيع الحصول على هذا الغاز؟.
سامي القرجي المقيم في كفرنبل، والذي سبق وأن اخترع مروحة هوائية تولد الكهرباء، صرح لحكاية ما انحكت أن طريقة إعداد الغاز تكون إما بواسطة الكهرباء أو التفاعل الكيميائي، بوضع قطبين كهربائيين "سالب وموجب"، في الماء، ليتحلل التركيب H2O، وينتج الهيدروجين، حيث تخرج ذرات H من القطب السالب، ويتم تجميع هذه الذرات عن طريق وعاء. أما التفاعل الكيميائي فيتم بمزج برادة الألمنيوم مع هيدروكسيد الصوديوم، وهو ما يُعرف بالـ "القطرونة" التي تُستخدم في تعطين الزيتون، مع قليل من الماء، وهنا يحدث التفاعل وحده، ليتصاعد منه الهيدروجين. لكن هذه الطريقة خطرة كما يوضح سامي، لأن الهيدروجين أخف من الهواء بـ 27 ضعفاً، وهو شديد الحساسية للانفجار.
بعد إحكام أسطوانة التحليل، تُغذى بالماء من منفذ أسفلها، في حين يخرج الهيدروجين من منفذ آخر أعلاها، ويتم تسريبه عبر أنبوب ينتهي بمكبس يشبه الولاعة، مولداً النار فور خروجه.
الأسطوانة التي يحدث فيها التفاعل تقترب بالحجم من أسطوانة الغاز التقليدية، وقد وفرت كثيراً من المال على أبناء محافظة إدلب، بعد أن أصبحت وسيلة لإنتاج المحروقات وتشغيل المولدات الكهربائية بفضل جهود أصحاب الفكرة.
https://www.youtube.com/watch?v=UWqcIQ-W_Q4
الهيدروجين من أخف الغازات، ولهذا فإنه يرتفع ويشتعل بسرعة، تماماً كأرواح السوريين الأحرار.