زوجي معتقل منذ أربع سنوات، بمعنى آخر إن جسدي معتقل منذ أربع سنوات.
في السنة الأولى لاعتقاله لم أكن أعلم أي شيء عنه، ثم ظهر وتمكّنت من زيارته، لم أكن أفكر في جسدي إلا لماماً، كان يكفيني أن حبيب حياتي قد احتفظ بحياته، وأنا أراه دورياً. بعدها أصبح وحش الجنس يهاجمني تدريجياً، في السنة الأخيرة أصبحت هجماته عنيفة وكثيرة، لم يتركني وشأني، بات يستحوذ على تفكيري وشعوري..
كيف أهرب بجسدي بعيداً عن رغباته وأنا قد تجاوزت الثلاثين، أي أني في قمة نشاطي وطاقتي الجنسية، وزوجي بعيد ولا يلوح في الأفق أية إشارة إلى حريته.
يخطر لي أن أحدثكم عن محنتي هذه بطريقة إلقاء الضوء على بعض الأشياء وما تعنيه لي.
الخشونة:
كم أحتاج إلى لمس أي شيء خشن، فالذكورة ترتبط بالخشونة، ولقب الجنس الخشن يطلق على الرجال.
كم أتوق إلى تحسس الخشونة بيدي، بفمي، بجسدي، ربما أعاني حرماناً مضاعفاً منها يفوق ما تعانيه غالبية النساء، فشعري ناعم جداً، وجسدي يختلف عن معظم أجساد النساء إذ يخلو تماماً من الشعر.
عندما أرى رجالاً ملتحين، تجتاحني رغبة مجنونة بتلمس لحاهم، فاللمس هو الطريقة الأكثر تعبيراً في حياتي، فأنا أملك كلبة صغيرة بنية اللون، هي الأكثر قرباً لي، أضمها، ألمسها، أقبّلها، لذلك اختصرت التعبير عن رغباتي باللمس، وأحياناً بالعناق والتقبيل.
في فصل الصيف أذهب إلى البحر بشكل دوري، أعيش متعتي الأكبر بالاستلقاء تحت أشعة الشمس وجسدي في ثياب السباحة يلمع من أثر الشمس وزيت السمرة.
أراقب كيف ينظر إلي الرجال بشهوة تحرقني، أرنو من خلف نظاراتي الشمسية إلى أجسادهم السمراء المغطاة بالشعر وأتوق إلى لمسها والتمتع بخشونتها.
الروائح:
يكاد تأثير روائح الرجال يصيبني بالدوار. لا أتحدث فقط عن رائحة عطورهم، بل عن روائح أنفاسهم وأجسادهم.
أشتمّ روائحهم وأحاول تخزينها في ذاكرتي، بل وصل الأمر بي إلى أكثر من ذلك، لقد صرت أشتري العطور ومزيلات العرق الرجالية، وأمارس العادة السرية وأنا أشتمّها فقط.
هل هذا ضرب من الجنون؟ هل يفعل الحرمان كل هذا؟ أتساءل ماذا أنتظر من جسدي بعد كل هذا؟
الطبيب النسائي:
بعد اعتقال زوجي بسنة أصبت بارتفاع نسبة البرولاكتين (هرمون الأمومة)، بتّ كلما رأيت طفلاً صغيراً أشعر بالاختناق وينطلق الحليب من ثديي حتى يلوث ثيابي.
ذهبت إلى الطبيب، ولا أستطيع وصف شعوري أثناء قيامه بفحص ثديي، أصبت بقشعريرة جعلتني أستمر بالارتجاف لما بعد انتهاء الفحص بساعة.
أخبرني الطبيب أن سبب هذا هو أن حياتي تخلو من الجنس وأن كل شيء سيعود على ما يرام بعد عودة زوجي.
بعدها بسنة أخرى عانيت من اضطرابات بالدورة الشهرية، فعدت إلى الطبيب مجدداً، للمرة الأولى في حياتي أجرى لي إيكو مهبلي (وهو جهاز إيكو يولج في المهبل) عانيت قليلاً في إيلاجه بسبب ضيق فرجي أولاً، ومرور سنيتن ونصف دون ممارسة الجنس ثانياً.
كان شعوري غريباً جداً، صرت أبكي وأضحك بنفس الوقت، كان إحساساً رائعاً أن يلجني شيء، وإحساساً مقيتاً أن يكون هذا الشيء هو إيكو لا أكثر.
أيضاً أخبرني الطبيب أني أعاني من اضطرابات بسبب عدم ممارسة الجنس.
كل أمراضي ومشاكلي بسبب الجنس.
استشرت طبيبتين نفسيتين حول هذا الموضوع، كلتاهما نصحتاني بممارسة الجنس حتى لو مع رجل آخر.
كيف أمارس الجنس مع رجل آخر؟! ببساطة لا أستطيع.
العادة السرية:
منفذي الوحيد، ملجئي الوحيد، أحياناً مجرد رائحة تستثيرني لأمارسها، أحياناً أخرى أشاهد الأفلام الجنسية، وأحياناً تذكرني الأشياء الخشنة والصلبة بجسدي، ولكن غالباً أتخيل زوجي يلج عضوه داخلي، يلعق عضوي، ألعق عضوه، يلمس كل قطعة في جسدي، يمصّ أصابع قدمي ويديّ، يقبلني، وأنتشي، وأسوأ مافي الموضوع أن نشوتي تترافق بنوبة بكاء حادة.
عندما أقابل الناس وخاصة عندما أزوره في السجن، أشعر أن جسدي مفضوح الحرمان، وهذا الشعور يمزّقني.
عندما أستحم، ألمس كل قطعة في جسمي بحنان، برغبة، أخرج من الحمام وأقف قبالة المرآة، أتأمله عارياً، ناعماً، مثيراً، وأسأل نفسي إلى متى..
عندما أرقص – وأنا أعشق الرقص وأتقنه – أشعر أني أرقص فوق جسد زوجي وعضوه داخلي، بات كل شيء في حياتي يرتبط بالجنس.
هدية:
منذ عدة أشهر تلقيت هدية مميزة من إحدى صديقاتي، وهي عبارة عن عضو ذكري اصطناعي، كان رائعاً أن أرى شيئاً يشبه العضو الذكري الحقيقي إلى هذا الحد، وفي المرة الأولى لاستخدامه، ارتبكت قليلاً وشعرت بألم عند إدخاله، كان زوجي وقتها يحدثني على الهاتف، يهمس لي بكلمات مثيرة وكأننا نمارس الجنس، ووصلت إلى نشوتي بسرعة فائقة، كانت هذه أكبر مغامرة جنسية لي منذ أربع سنوات.
ولكن ما حدث بعدها أن هذا العضو الاصطناعي بدل أن يقدم لي حلاً لمشكلتي، جعلني أتوق أكثر إلى الحقيقي فتوقفت عن استعماله.
خيانة!
كما ذكرت سابقاً بأن طبيبتين نفسيتين نصحتاني بإقامة علاقة جنسية، طبيبي النسائي أوحى لي بأن نقص الجنس في حياتي يسبب لي اضطرابات هرمونية، عدة أصدقاء لي أخبروني بأن إقامة علاقة مع رجل آخر بهدف الجنس ليست خيانة.
فكرت في كل هذه النصائح، ولكنني لم أستطع، كنت أشعر بخديعة ثلاثية فيما إذا فعلتها، أخدع نفسي وأخدع زوجي وأخدع رجلاً آخر لأنني سأتخيل زوجي طيلة ممارستنا للجنس، فأنا لا أقدر على تصور أي جانب بالحياة من دونه.
ثم بتّ أفكّر، ماذا لو لم يعجبني الآخر، ماذا لو كان تقليدياً في ممارسته للجنس، وهذا ما لا أفضّله، ماذا لو لم يعجبني جسده، الشعر في جسده، رائحته، لو لم يفهم احتياجات جسدي ورغباته، باختصار ماذا لو لم يكن كزوجي يعرف تماماً ما يفعله وكيف وأين يفعل في جسدي.
كل ما سلف جعلني أعزف عن الموضوع.
رغم إنني عندما أفكر في الموضوع لا أشعر بمقدار كبير من عقدة الذنب، لأن الموضوع بالنسبة لي لا يتجاوز تناولي لطعام يحبّه زوجي، ولكن ما يمزقني هو فكرة أنني سأتخيل زوجي وأنا بين ذراعي رجل آخر، وأن هذا الآخر سوف يكون كالعضو الاصطناعي فقط بالنسبة لي وهذا ما لا أريده، أريد إحساساً كاملاً، ولا أعرف إن كان ثمة رجل غير زوجي سيحقق لي هذا الإحساس.
لا أريد خداع أحد ولا إيذائه.
لم أستطع ممارسة الجنس، ولا أظن أني سأفعلها.
ولكن إلى متى سأبقى متعففة عن ممارسة الجنس؟! إلى متى سأتجاهل جسدي؟! إلى متى سأنتظر زوجي؟! إلى متى سأقاوم وحيدة وحش الجسد؟! إلى متى سأخفي حرماني؟!