يوم الثلاثاء 31/05/2016 خرج عشرات المدنيين في مدينة عامودا بريف محافظة الحسكة، تنديداً بممارسات حزب الاتحاد الديمقراطي، والذي يسيطر على المناطق التي يعيش فيها الأكراد شمال سوريا، وذلك رداً على الأعمال التي قام بها حزب الاتحاد الديمقراطي مؤخراً، فقد زاد من سوق الشباب إلى التجنيد الإجباري في جناحه المسلح، والمُسمى بـ "الأسايش"، عبر مداهمة بيوت المدنيين، إضافة إلى أنه قام بالاعتداء بالضرب على "يونس أسعد" رئيس المجلس الوطني الكردي في مدينة عامودا.
"كانت المظاهرة بتنظيم من المجلس الوطني الكردي" كما صرح سيروان حاج حسين مدير إذاعة آرتا إف إم في عامودا لـ (حكاية ما انحكت)، أما السبب الرئيس لانطلاقها فهو " اعتقال الأسايش كلاً من أنور ناسو، وعبد الإله عوجي، محسن خلف، ورضوان حمُّو، وهم أعضاء في حزب يكتي الكردي في سوريا، وذلك بتهمة إقامتهم مظاهرة غير مرخصة".
ضمت المظاهرة رجالاً ونساء وأطفالاً من مختلف شرائح المجتمع السوري، ورُفعت خلالها الأعلام الكردية، ولافتات "الحرية لمعتقلي الرأي والتعبير"، و"لا للاعتقال السياسي"، وتذكرنا هذه اللافتات بتلك التي كانت تُرفع في بدايات الثورة السورية، كما يذكرنا حزب الاتحاد الديمقراطي بممارسات نظام الأسد، فليست المرة الأولى التي يقوم بها هذا الحزب بانتهاكات حقوق المدنيين، فمنذ أن خرجت قوات النظام من محافظة الحسكة وريفها ليسيطر عليها الحزب عام 2012، قام الأخير بكثير من الانتهاكات، حيث اعتقل حتى اليوم ما يزيد عن1651 شخصاً بطريقة عشوائية، معظم تهمهم تتعلق بحراك مدني أو بالتعبير عن الرأي، بينهم أربعة وعشرون مراسلاً صحفياً ومصوراً تم احتجازهم بطريقة كيفية، حسب المنظمة السورية لحقوق الإنسان.
حزب الاتحاد الديمقراطي الذي يرأسه صالح مسلم، هو الفرع السوري من حزب العمال الكوردستاني، تأسس عام 2002، "ولم يكن له حضور قبل الثورة السورية، لكنه برز بقوة بعد أن عقد صفقات سلاح بينه وبين نظام الأسد"، كما سبق وأكد الباحث السوري عمر كوجري لـ (حكاية ما انحكت) في مقال سابق، وقد "نجح في تحييد العديد من الكرد عن الانخراط في الحراك الثوري في سوريا عامة، وحقق ما طلب منه النظام”. أما الأسايش فإنها الذراع الأمنية والعسكرية الضاربة لهذا الحزب الذي لا يمثل الأكراد بشيء".