تأتي أهمية هذه الجمعية في أنها تعمل على ردم الفجوة التي أحدثتها الحرب بين شرائح الشعب السوري، ولأن مقرها في طرطوس، المدينة التي تشهد حساسية طائفية بين سكانها وبين الوافدين إليها من مناطق الاشتباكات، فقد كانت أولى مهامها "نشر ثقافة المجتمع المدني ومفاهيم المواطنة وفتح قنوات تواصل بين جميع السوريين"، وذلك بـ " دمج الوافدين مع المجتمع المحلي وتخفيف حدّة التوتر وتصغير الفجوة الناتجة عن الفروقات المجتمعية"، كما جاء في توصيف الجمعية على صفحتها الرسمية.
إثر تفجير طرطوس، قام أعضاء الجمعية التي تأسست في بداية عام 2015 بتنظيم نشاط للأطفال في مكان التفجير، فقد رسموا بالألوان الزيتية على جدران الأبنية المحيطة فراشات وعصافير ووروداً، هذا النشاط يصب في الهدف الذي تسعى إليه الجمعية، من رفع مستوى الثقافة عبر الأنشطة الثقافية والترفيهية، وهو ليس النشاط الفني الأول، فقد سبق وأن قامت الجمعية بنشاط سينمائي تمثل بعرض أفلام للأطفال المهجرين وأطفال المجتمع المحلي في طرطوس، كما قاموا بأنشطة مسرحية للأطفال بتدريبهم على المسرح التفاعلي، بغية تشكيل نواة فرقة مسرحية في المستقبل، حيث يقول علي علوش أحد أعضاء "عبور" لـ (حكاية ما انحكت)، " انتسبتُ إلى الجمعية في تشرين الأول 2015، بهدف مساعدة الأطفال، فمن أهم مشاريع الجمعية رعاية الأطفال المشردين والنازحين، والمساعدة في تعليمهم وتنمية مواهبهم والكشف عن خبراتهم".
أما عن آلية سير الجمعية فإنه يعتمد على " توظيف إمكانياتنا وقدراتنا في الحيز المناسب والتعلم ممن سبقونا بالنجاح والفشل"، كما صرح علاء محسن أحد أعضاء الفريق، "فلكل منا دوره في التنسيق والإعداد، وطريقة التقديم متفق عليها مسبقاً وممنهجة بهيكل تنظيمي واضح ودقيق وكافٍ لاتمام سير العمل بنجاح وسلاسة، والذي يشجعنا في التقدم بما نحن عليه مرونتنا في التعامل مع المشكلات، إضافة إلى مراعاة تبعيات الأزمة في وطننا.
بالإضافة إلى الأنشطة الفنية، تقوم الجمعية بتنظيم دورات دراسية مجانية لطلبة المدارس من أبناء المهجَّرين في الصفوف الدراسية الأولى، وبعد تفجير طرطوس أطلقت الجمعية حملة في طرطوس من يريد السلام، وشملت إلى جانب رسوم الجدران زراعة أشجار وتنظيف الشوارع في محيط الانفجار، وزيارات نظمها الفريق إلى مراكز إيواء النازحين وأسر الضحايا.
تعتمد "عبور" في تمويلها على متطوعين من أبناء طرطوس، وخاصة بعد " تثبيت مصداقية عملنا وإنسانيته بغض النظر عن الخلفية السياسية أو الدينية للمستفيدين"، كما يؤكد غدير غانم مؤسس الجمعية في حديث مع (حكاية ما انحكت)، في حين أن "الفريق استطاع تجاوز الصعوبات الأمنية عبر إشهار الجمعية والبعد بشكل كامل عن أي نشاط سياسي، فالهدف الأساس خدَمي، أما من الناحية المجتمعية، فقد لقيت الجمعية منذ تأسيسها ترحيباً من مختلف شرائح السوريين في طرطوس".