صبر درويش
تندرج منظمة "شهيد إدلب" ضمن إطار المنظمات الاغاثية، التي نشأت في سوريا في ظل الحرب الدائرة منذ بضعة سنوات. وتقوم مهمتها الأساسية على الاعتناء بعوائل الشهداء السوريين، وأسر المعتقلين وذويهم في الداخل السوري، تحديداً في محافظة إدلب، وبالقرب من الحدود السورية، في مدينة اسكندرون التركية.
تأسست منظمة "شهيد إدلب" في عام 2013، بإدارة الصيدلاني طارق الحراكي المعروف بأبي النصر، وهي إحدى شركاء "منظومة وطن" في العمل الاغاثي منذ سنتين ونصف، وتتعاون مع جميع الجمعيات الخيرية في المدينة، وكل من يعمل في الداخل السوري أو خارجه في استبيانات الأيتام والعمل الجماعي.
وبحسب شهادة السيد "طارق الحراكي" لحكاية ما انحكت: (تعمل "منظمة شهيد" على توزيع كفالات الأيتام، والسلال الغذائية، وإفطار صائم، وتوزيع خبز بشكل يومي على الأسر المحتاجة، وثياب وبعض حاجيات الأسر، كما وتقدّم بعض الدعم فيما يخص المستلزمات المدرسية بحسب ما تسمح الظروف بذلك).
تواجه منظمة "شهيد إدلب" الكثير من الصعوبات أثناء تأديتها لعملها، ومنها أنّ جميع العاملين في المنظمة منذ نشأتها وحتى اليوم يعملون كمتطوعين، ومن دون أي مقابل. كما تفتقر المنظمة لمشاريع تساعد في استمرار عملها الذي تشهد لها أغلب الجمعيات والمسجلين لديها بنزاهته.
أما فيما يخص عمل المنظمة في مدينة اسكندرون التركية، فإن المنظمة تقوم بتيسير أمور النازحين السوريين فيها، بتأمين كفالات لأبناء الشهداء، كما وتقوم أيضاً بكسوة المنزل لكل نازح قادم من سوريا أو لعائلة الشهيد، حيث تزود المنازل ببعض الأدوات (من ثلاجة وتلفزيون وأغطية وغاز وأدوات مطبخ). كما وتقوم بين حين وآخر بتوزيع حصص غذائية، بالإضافة الى الخبز المجاني. كما قامت المنظمة بكفالة أو بتيسير أمور الحالات الانسانية المستعجلة وساهمت بتوزيع كراسي متحركة للأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة.
بالإضافة إلى ما سبق، تقوم المنظمة وبحسب "الحراكي" بالتعاون مع "الصيدلية السورية" بتأمين بعض الادوية اللازمة لها. كما تتعاون مع 7 مدارس سورية، وتقدم المنظمة القرطاسية وحقائب وثياب ومجلات أطفال لها.
ومن النشاطات الأخرى التي تقوم بها منظمة "شهيد إدلب" إعداد دورات دعم نفسي للأطفال، بالتعاون مع أطباء ومختصين بهذا الأمر. بينما افتتحت مؤخراً معهد (البر والتقوى) لتحفيظ القرآن الكريم، والذي يفوق عدد رواده من الأطفال 270 طالب.
تواجه منظمة "شهيد إدلب" على صعيد ميداني الكثير من الصعوبات والمخاطر، وآخرها تضرر سيارة المنظمة التي كانت بالأساس تابعة لجمعية "البر والخدمات الاجتماعية"، بسبب القصف المستمر على مدينة المعرة في إدلب، والتي تتعرض لقصف مستمر من قبل قوات الأسد, وبحسب الحراكي، كانت السيارة تقوم بتوزيع الخبز بشكل يومي على عوائل الشهداء والأسر المحتاجة، وتساعد المنظمة في تيسير أمورها.
ماتزال المنظمة حتى الآن قائمة على رأس عملها الذي تتشرف به رغم هذه التحديات الكبيرة التي تواجهها والتي تزيدها صمودا، بحسب تعبير طارق الحراكي لحكاية ما انحكت.