تجمع فرح التطوعي، منظمة مدنية تضم عدداً من المتطوعين المختصين بمواضيع الدعم والإرشاد النفسي، والذين سعوا عبر عملهم إلى "تغطية حاجات الأطفال السوريين في التعلّم، وحماية أنفسهم وإعادة الثقة وبناء مساحات صديقة للطفل وسط صحراء الحرب" بحسب تعبير السيد حسين النادر، مدير التجمع لحكاية ما انحكت.
تأسس مشروع "تجمع فرح" بتاريخ 15/ 4 / 2015 على يد ناشطتين سوريتين، وخلال بعض الوقت توسع المشروع، واستقطب مع الوقت العشرات من المتطوعين المختصين، ووصل عدد كوادر التجمع إلى نحو 103 متطوعين، أغلبهم من ذوي الاختصاصات والخبرات في مجال الإرشاد النفسي، وغيرها من الاختصاصات، وبحسب وثائق المنظمة، ضمّ تجمع "فرح" الاختصاصات التالية: "5 اختصاص علم نفس، 16 اختصاص إرشاد نفسي، 14 علم اجتماع، 12 رياض أطفال، 19 معلم صف، 3 لغة عربية، 7 لغة انكليزية، 4 رياضيات، 2 هندسة زراعية، 4 هندسة مدنية، 6 حقوق، 11 رسم". وأتى تأسيس "التجمع" في سياق الاحتياجات الاجتماعية التي فرضتها ظروف الحرب وتداعياتها على المجتمع السوري، وتحديداً على الأطفال، الشريحة الأكثر هشاشة في ظل الحرب.
وبحسب السيد حسين "يبلغ عدد أعضاء تجمع فرح التطوعي 103 من المدرسين والاختصاصيين ومدربي التعليم النفسي والترفيهي، انتخبوا فيما بينهم مجلس إدارة مكون من 8 مكاتب إدارية لإدارة أعمال التجمع". وحكم التجمع مجموعة من المبادئ والقواعد، والتي كان أهمها: التغطية والشمول لجميع أنحاء محافظة درعا، الشفافية بين أعضاء الفريق في ما بينهم من جهة، وما بين الفريق وأبناء المجتمع من جهة ثانية، الموضوعية في العمل، المساواة بين أعضاء التجمع، العمل ككتلة واحدة ورفض الانفراد بالعمل واتخاذ القرار.
سعى أعضاء تجمع "فرح" إلى تحقيق مجموعة من الأهداف التي وضعوها نصب أعينهم، وبذلوا الكثير من الجهد من أجل تنفيذها، وكان من أهم هذه الأهداف:
- تقديم الدعم النفسي للأطفال واليافعين وذوي الاحتياجات الخاصة في المخيمات ومراكز الايواء.
- افتتاح مدارس تعليمية لمرحلة التعليم الأساسي في مخيمات اللجوء والقرى المنكوبة في المحافظة.
- تفعيل دور المرأة في المجتمع، وتأهيلها لمواكبة الظروف القاسية وإيجاد فرص عمل لهن من خلال إقامة دورات تدريبية ومهنية وصحية تشمل دورات (خياطة، نسيج، فنون نسويه، لغات، دورات تمريض).
- تقديم المساعدة لذوي الاحتياجات الخاصة، وإصابات الحروب من خلال توفير مستلزماتهم واحتياجاتهم من معدات طبية وأدوية واحتياجات شهرية كالحليب، وإقامة نشاطات ترفيهية ودعم نفسي.
- محاربة استغلال الأطفال من عمالة مبكرة، وتجنيد وتسرّب من المدارس.
- افتتاح عدد من الروضات لتحضير الأطفال، وتهيئتهم لمرحلة التعليم الأساسي.
- تقديم دورات خاصة لليافعين من لغات ومعلوماتية وبرامج دعم نفسي تخص هذه المرحلة الحرجة من عمر المراهق.
وكان "تجمع فرح" قد نجح في وقت سابق من تنفيذ عدد من المشاريع وفق الخطة التي أعدها ناشطو التجمع، ومنها: "مشروع حماية الطفل أو المساحات الصديقة للطفل" المؤلف من ثمانية جلسات، واحدة كل أسبوع؛ ويقسم المرشدين إلى مجموعات تتألف من ثلاثة أو أربعة مرشدين، وكل مجموعة لديها 15 طفل، وتكون الأعمار من 5 سنين حتى 12 سنة، حيث لكل جلسة عنوانها وهدفها، ولعل أهمها تلك التي تعلّم الأطفال كيفية التعامل مع القذائف والألغام وأنواعها وكيفية تفاديها والتعامل معها، وكيفية اعتماد الطفل على نفسه في حل مشاكله عبر التعاون مع الآخرين.
بالإضافة إلى مشروع "تعليم أساليب البقاء"، الموّجه للأطفال من عمر 12 فما فوق، والمؤلف من خمسة جلسات مع الأطفال، وجلستان مع الأهل جلسة قبل البدء، لتبدأ الجلسات التي يترك فيها العنان للأطفال ليتحدثوا عما شاهدوه ليتم معالجتهم لاحقا.
ويبقى القول، بأن "فرح": "تحلم برسم الفرح والبسمة على وجوه أطفال سوريا وإنقاذهم من صدماتهم النفسية وإرجاعهم إلى طفولتهم، ساعية إلى توّسيع عملها في جميع المناطق المحررة من سوريا لزيارة كل طفل سوري، لأنها تؤمن بأن "أطفالنا هم جيل المستقبل الذي سيبني سوريا الجديدة الديموقراطية بعيدا عن التطرف، كما يقول السيد حسين النادر لحكاية ما انحكت.
(الصورة الرئيسية: أحد نشاطات تمجع فرح التطوعي. المصدر: الصفحة الرسمية للتجمع على الفيسبوك)