نور بعد الظلام


أثناء هربها مع أولادها من براثن الحصار والخوف دخلت الرصاصة في فخذها. إلا أن التوقف كان مستحيلا، ليتورم الجرح ويصبح العمل الجراحي متعذرا ما لم يتوقف الورم، ما اضطرها إلى تنظيف جرحها بنفسها يوميا، في قتال مع القدر الذي أوصلها إلى لبنان حيث تعمل اليوم.

06 أيلول 2017

(ينشر هذا النص بالتعاون مع شبكة الصحافيات السوريات، وهو يأتي ضمن مشروع “حكواتيات .. قصص نساء سورية خارج الظل”)

ـ "ماما بأي طريق حنروح؟"

ـ "ماما بردانة كتير، بدي جاكيتي"

ـ "ماما تعبان كتير مافي شي نقعد عليه؟"

ـ "ماما جوعانة"

أربعة أطفالٍ، أربع طرقاتٍ، وهي لوحدها، أين سيذهبون، وأي طريقٍ سيسلكون؟ لا تعرف أحداً هنا، كلّ ما أرادته حين ركبت تلك الحافلة هو النجاة بأطفالها من جحيم الحرب، ورائحة الموت. على مفترق أربع طرقٍ حيث أنزلها السائق، فتحت حقائبها، وبدأت تخرج ما تحمله من ثيابٍ شتويةٍ لتدفئ عظام أطفالها المرتجفين. جلسوا معاً على قارعة الطريق يفكرون: "هلق لوين"؟

قبل أن يحط الموت رحاله في سوريا لم تكن حال نور ابنة الواحد والأربعين عاماً أفضل، فالعادات والتقاليد الاجتماعية كانت تأسرها كأيّ سيدةٍ سوريةٍ أرادت أن تنجو من ألسنة الناس، وظلمهم. كانت الابنة الوحيدة مع ثلاثة إخوةٍ لعائلةٍ بسيطةٍ محبةٍ للعلم والثقافة، تقيم في ريف دمشق. نالت قدراً كبيراً من الدلال في طفولتها، ليس من قبل والديها فحسب، بل من قبل إخوتها كونها الفتاة الوحيدة. طلباتها ورغباتها دائماً مجابة. لم تختلف مرحلة الصبا عن مرحلة الطفولة فهي ما زالت الأخت، والابنة الوحيدة، لكنّ كل ذلك تغيّر بعد أن قررت الزواج برجلٍ منفصلٍ عن زوجته السابقة.

تقدّم لخطبتها الكثيرون، لكن إصرار ذلك الشاب، وتقدمه لها عدّة مراتٍ جعلها توافق أخيراً. مرّ على زواجهما ما بين (الأربع والخمس) سنوات أنجبت خلالها طفلها الأول، وكانت ما تزال سعيدةً وراضيةً بحياتها، حتى قرّر زوجها فجأة العودة إلى زوجته الأولى. بدأت المشاكل تشتعل ليس بينهما فحسب، وإنما بينها وبين أهله الذين عبّروا عن رغبتهم بعودة زوجته السابقة. كان ابنها قد بلغ الرابعة من عمره حينئذ، وبدأ يعبر عن رغبته في الحصول على أخٍ، أو أختٍ كسائر الأطفال الآخرين، لكن زوجها رفض الفكرة، وبشدةٍ، مما زاد الأمور تعقيداً.

في تلك الفترة كذلك كانت نور تمتلك صالوناً للحلاقة النسائية تعمل به، وتصرف على شؤون البيت من دخله. كانت المساهم الأكبر لأنّ عمل زوجها لم يكن كافياً، سيما وأنّها أحبّت أن يعيش ابنها طفولته كما عاشت هي، دون أن ينقصه شيء. مع ازدياد المشاكل أجبرها الزوج على إقفال الصالون، والبقاء في المنزل كأيّ ربّة منزلٍ، لكن ذلك تسبّب في تردّي حالتهم المادية، فاضطرت أن تبدأ بمشروعٍ آخر، وهو مشروع خياطة فساتين سهرةٍ، لكنه هذه المرة قرّر أن يشاركها في إدارته وفعلا بدآ العمل معاً.

بعد ذلك رضخت نور للأمر الواقع، واضطرت لقبول عودة زوجته السابقة آملةً أن تتوقف المشاكل، وتعود الحياة إلى طبيعتها. إلا أنّ الزوجة الأخرى كانت تحمل نوايا أخرى مما زاد الوضع سوءاً، وبدأت رحلتها الجديدة مع العذاب من إهاناتٍ إلى ضربٍ بشتى الأدوات، حتى الحادة منها. وعلى الرغم من تعرضها لكل ذلك العنف إلا أنها فضلت في البداية عدم البوح لأهلها، أولاً خوفاً على سمعتهم، ثانياً خوفاً من تصادمهم مع زوجها مما سيعقد الأمور أكثر وقد يؤدي للطلاق، الشيء الذي لم تكن راغبةً فيه كي لا تتسبب بأذى نفسي لأطفالها بسبب فقدانهم أحد الوالدين، وكذلك كي تحمي نفسها، وأهلها من ألسنة الناس. فتقاليد المجتمع تعطي للرجل مكانةً خاصةً، حتى وإن كان سيئاً أما المرأة فعليها أن تصبر، وتتحمل كي "تنال مكاناً في الجنة".

حاولت أن تجد وسيلة تفاهمٍ مع الزوجة الأولى إلا أن طرقها لم تنفع، بل كانت تزيد من غطرسة وعنف تلك المرأة لدرجة أنّها بدأت تتعرّض لها بالضرب دون أن تجد من يردعها، وعلى العكس من ذلك لطالما دافع عنها الزوج بصفتها الزوجة الأولى، وصاحبة الحق الأول بالزوج. ورغم وجودهما في بيتين منفصلين لم تسلم نور من أذاها.

استمرت بعملها متحديةً الظروف، والخلافات الخانقة. حقّقت نجاحاً كبيراً، وبدأ مشروعها يتطوّر أكثر فأكثر، لكن زوجها كان يشعر بالإهانة لمجرّد نجاحها وتقدمها. ورغم أنهما كانا من منطقةٍ واحدةٍ إلا أنّ خلفية الأسرتين الثقافية كانت مختلفةً. فبينما كانت أسرة نور تهتم بالعلم، وتؤمن بدور المرأة بمساندة زوجها بالعمل والصبر، كانت أسرة زوجها تقليديةً جداً، تمنع المرأة من الخروج من المنزل والعمل، كما تحرم عليها تجاوز مستوى الزوج العلمي أو العملي.

حاولت تجنّب المشاكل، وقبلت أن يستلم زوجها إدارة المشروع، ولم تمض عدة سنواتٍ حتى خسر كل شيء واضطرا لإيقاف العمل. أنجبت نور طفلةً أخرى إلى جانب طفلها الأول، وأصبح الحمل أثقل والمشاكل أعقد. قرّرت أن تبدأ مشروعاً جديداً لكنّ العمل سيكون من المنزل تجنباً للمشاكل، اشترت أجهزةً جديدةً للخياطة، وبدأت العمل، وما إن لاحظ زوجها بأنها بدأت تنجح حتى أصرّ على أن يستلم هذا المشروع أيضاً بصفته الرجل. وكما المرة الأولى لم يكن لديها خيارٌ سوى القبول. استمر المشروع لمدة عامين بصورةٍ ناجحةٍ لكنه في النهاية فشل كسابقه.

كانت غالبية مدخولات المشروع المادية تعود لزوجته الأولى وأبنائها كونهم الأكبر سناً، وأصحاب الاحتياجات الأكثر، وخاصة الابنة الكبرى التي بلغت سن الزواج، وبدأت بتحضير جهازها. أما نور وأبناؤها فكانوا في أسفل القائمة. وساءت أحوالهم إلى أن اضطروا لترك بيتهم، والسكن في منزلٍ آخر كان ما زال في مرحلة التحضير.

لم يعد التستر مجديا

لم تعد نور قادرةً على إخفاء تفاصيل معاناتها عن أهلها، فالأمور باتت أكثر وضوحاً. حاول أهلها إقناعها بالانفصال عنه إلا أنها تردّدت كثيراً سيما بعد عبارات اللوم الجارحة التي كانت تتلقاها من الجيران، وأقارب زوجها في كلّ مرة كانت تقرّر فيها الانفصال. فمقياس حسن أخلاق المرأة يكمن في صبرها، وتحملها للحياة الزوجية مهما بدر من الزوج من سيئاتٍ، كما أنّ الزوج لم يكن مداناً أمام مجتمعه، وإنما يمارس حقه الشرعي لا غير. فتعدّد الزوجات حقٌ للزوج، وتأديب الزوجة مباح.

لم تدرك نور في تلك المرحلة لماذا لم تفلح جميع وسائل منع الحمل التي استخدمها في منع ولادة طفلين آخرين، كما لم تفلح محاولات زوجها المستمرة ليجهضها، والتي استخدم فيها وسائل عدة تنوّعت بين الضرب، والإهانات، والأعشاب والأدوية الطبية. لكنها اليوم تعتبر بأنّ ذلك كان هبةً من الله لتجد من يقف معها، ويساندها في المستقبل.

(منحوتة للفنانة علا الشيخ حيدر. وهي صمّمت خصيصا لهذه الحكاية)

أخيراً جاء اليوم الذي تمكنت فيه من اتخاذ قرارها النهائي بمساندة أطفالها الذين كان أكبرهم في سن الثانية عشر وأصغرهم في سن الثانية. في ذلك اليوم اشتعل خلافٌ كبيرٌ بينها وبين زوجها، وقام بشتمها وإهانتها أمام أطفالها والجيران، ومن ثم قذفها بأداة حادة تستخدم للزراعة تدعى "المجرفة". عشرة سنتيمترات فقط كانت الفاصل بين الحياة والموت بالنسبة لها، لم يتمكن الأطفال من تحمل مشهد أداةٍ قاتلةٍ تعبر قرب رأس والدتهم كالرمح مهدّدةً بحرمانهم منها. أسرعوا إليها وبدؤوا يطلبون منها الرحيل فوراً. استجمعت قواها حين أدركت أن أطفالها سيكونون لها السند بعد أن خسرت والدها قبل عام من تلك الحادثة.

هجرت نور زوجها لمدة أربع سنواتٍ بعد أن رفض تطليقها بحجة أنه ما زال يحبها، لكنه لم يسع للتواصل معها أو مع الأطفال طوال تلك الفترة، على الرغم من تعرّضها لإصابةٍ شديدةٍ أقعدتها سنةً كاملةً. فمع بداية المظاهرات في سوريا بدأت أحوال البلاد تتغير، وسلك العنف طريقه إلى المدن والأحياء المنتفضة.

إنها الحرب..

كانت منفصلةً عن زوجها منذ حوالي سنةٍ ونصف السنة عندما خضعت مدينتها لحصارٍ شديدٍ، وأطبق الجوع على الأطفال والكبار. شهدت مع أطفالها عدّة مجازر، وكانت كغيرها تنتظر فرصةً للنجاة بحياتها، وحياة أطفالها. وعندما شعرت بأن تلك الفرصة قد اقتربت، خرجت وأطفالها بمساعدة أحد إخوتها محاولين اجتياز الحواجز التي تحاصر المنطقة، وما إن انطلقت سيارتهم مسرعةً حتى انهال عليهم الرصاص من جميع الجهات. نور وأطفالها اختبأوا تحت المقاعد بينما تابع أخوها القيادة بأقصى سرعة. قلبها المرتجف خوفاً على أطفالها لم يمنحها الفرصة لتدرك ما حصل بالفعل إلا بعد أن بدأت تشعر بحرارةٍ ملتهبةٍ تأكل فخذها الأيسر، كانت رصاصةٌ قد اخترقته ولكن للأسف لا يمكنهم التوقف، وإلا سيقتلون جمعياً.

تأخر نور في تلقّي العلاج عرّض جرحها للالتهاب والتقيح، فلم يكن من السهل الوصول إلى أي مشفى تحت ذلك السيل الهائل من الرصاص. كان عليهم الاختباء لعدّة أيامٍ قبل أن يتمكنوا أخيراً من الوصول إلى دمشق. لكن إجراء أيّة عملية كان مستحيلاً بسبب التقيح والالتهاب الذي غطى غالبية مساحة الفخذ حتى لم يعد مكان الإصابة واضحاً.

أجبرتها تلك الإصابة على البقاء في البيت لمدة سنةً ونصف السنة لم يكن لها معينٌ سوى أطفالها، فإخوتها أيضاً كانوا متفرقين في أماكن مختلفةٍ. سكنت مع أطفالها الأربعة في أحد أحياء دمشق حيث بدأت رحلتها مع عذابٍ جديدٍ. كان عليها أن تقوم بالعناية بجرحها، وتنظيفه بشكلٍ شخصي حتى تتمكن من إجراء العملية. أيامٌ لا يمكنها أن تنساها، حيث كانت تختلي في غرفتها لساعاتٍ بعد أن تقفل الباب مدعيةً بأنها نائمة، ولا تريد من أحد أن يزعجها. ليس لديها من مسكنٍ للآلام سوى مخدةٍ صغيرةٍ تضعها على فمها كي لا يصدر منها صوتٌ ينبّه أطفالها لحقيقة ما تفعله، بعد كل تلك الإجراءات الاحتياطية تقوم بعصر فخذها بيديها لإخراج القيح ثم تقوم بتعقيمه وربطه، لتعاود الكرة في اليوم التالي. عدّة أشهرٍ أمضتها على تلك الحال، دموعٌ تسيل على خديها بصمتٍ جارحٍ، لا صراخ ولا شكوى حتى بدأ الالتهاب والقيح يختفيان، وزال الورم من فخذها وبدأ مكان الإصابة بالظهور. ومن ثم توجهت إلى مشفى حكومي حيث تمكن الطبيب من إجراء العملية.

بعيدا عن الحرب

لم تنتظر بعد ذلك طويلاً، فما إن بدأت تتحسّن حالها، وأصبحت قادرةً على السير حتى قرّرت الهروب بأطفالها بعيداً عن شبح الموت، وآلام الحرب التي أزمت حال الأطفال الصحية والنفسية، وبدأت تنعكس على سلوكياتهم. تقدّمت بطلبٍ للمحكمة للحصول على الوصاية الشرعية للأطفال، وعلى اعتبار أنّ الزوج لم يسأل عنهم طوال السنوات الثلاث الماضية وافقت المحكمة على طلبها. حزمت حقائبها، وبعضاً من ذكرياتها واتجهت إلى لبنان، هرباً من ماضٍ مؤلمٍ نحو مستقبلٍ مجهولٍ.

هناك حيث وقفت مع أطفالها على مفترق أربعة طرقٍ كانت بداية مشوارٍ صعبٍ لكنه تكلّل بالنجاح. عرفت في ذلك اليوم أنّها لابد أن تكون امرأةً مختلفةً، امرأةً جديدةً كي تتمكن من بناء حياةٍ جديدةٍ لها ولأطفالها. وصلت أخيراً إلى منطقة البقاع اللبناني حيث بدأت الرحلة. الأشهر الأربعة الأولى كانت في غاية الصعوبة، فإصابتها كانت ما زالت تعوقها عن الحركة الطويلة ممّا صعّب عليها مسألة البحث عن عملٍ.

الطلاق.. باركولي باركولي

يوماً بعد يوم ومع إصرارها على ترميم أسرتها، تمكنت من الحصول على عملٍ في مركزٍ للخياطة، وهناك تعرّفت على جمعياتٍ مدنيةٍ تدعم النساء وتحمي المعنّفات، وكانت إحداهن جمعية كفى اللبنانية التي قدّمت لها معالجةً نفسيةً خلال فترة عملها استمرّت مدة خمسة أشهرٍ ساعدتها على إعادة التوازن لشخصيتها، مما انعكس على نفسية أطفالها، وبدأت تتحسّن أحولهم أيضاً. بعد انتقالها إلى لبنان بحوالي السنة تقريباً تلقت الخبر الذي كانت تنتظره، لقد أرسل لها زوجها أخيراً ورقة الطلاق. خفق قلبها فرحاً وبدأت تخبر صديقاتها قائلة: "باركولي، باركولي".

أصبحت الأشغال اليدوية والخياطة مهنتها، ولم تعد تعمل بها فحسب، بل بدأت بتدريس نساءٍ أخريات في نفس المركز، كما كانت تستخدم تجربتها لتشجعهم على النضال والاستمرار بما يسعين خلفه. أما النجاح الأكبر الذي تفتخر به، وتشعر أنه إنجازها الحقيقي، فهو قدرتها أخيراً على تسجيل أطفالها في المدارس، وعودتهم إلى مقاعد الدراسة. فهي تؤمن أنّ التعليم سلاحهم الأول في مواجهة الحياة وبناء المستقبل.

باتت تعرف أنّ نور اليوم مختلفةٌ عن نور المدللة التي خرجت من بيت أهلها لتتحمل كل ذلك القهر، والظلم خوفاً من مجتمعٍ لا يرحم. هي اليوم قويةٌ تعرف حقوقها وواجباتها أكثر من ذي قبلٍ. تعرف أنّها إنسانةٌ كاملة الأهلية، وليست ضلعاً قاصراً. تعرف أنّها حرةٌ، وليست تابعة لأي رجل، تؤمن بأنّ المرأة ليست نصف المجتمع فحسب، بل صانعة المجتمع، فهي من ينجب الذكر والأنثى، وهي من يربيهم إما على التعاون والمساواة، أو على السلطة والتبعية. وذلك تماماً ما تفعله اليوم مع أطفالها، لا تريد، سواء لابنتيها أو لابنيها، أن يتبعوا العادات والتقاليد العمياء ويغفلوا حقوق الطرف الآخر، سواء أكان رجلاً أم امرأة.

إلى جانب عملها الآن في لبنان على دعم ومساندة النساء السوريات، تحلم بالقيام بنفس الدور في سوريا عندما يحين موعد العودة. هي تؤمن بأنّ الحرب لا بد أن تنتهي يوماً، وعند ذلك ستكون النساء السوريات أكثر وعياً بحقوقهن وإيماناً بقدراتهن، وبأيديهن ستبنى سوريا المستقبل، فما قاسته النساء طوال هذه السنوات من تهجيرٍ، وفقدان للذكر المعيل جعلهن يخرجن من مجتمعٍ نسائي ضيقٍ، ويكتشفن أنّ هناك أدواراً كثيرةً ومهمةً في الحياة يمكنهن لعبها والانتقال من موقع المفعول به إلى موقع الفاعل.

(الصورة الرئيسية: ملصق لمجموعة الشعب السوري عارف طريقه. 12يناير 2014. المصدر: الصفحة الرسمية للمجموعة على الفيسبوك. والصورة تنشر بموجب الاستخدام العادل والحقوق محفوظة لأصحابها)

هذا المصنف مرخص بموجب رخصة المشاع الإبداعي. نسب المصنف : غير تجاري - الترخيص بالمثل 4.0 دولي

تصميم اللوغو : ديما نشاوي
التصميم الرقمي للوغو: هشام أسعد