بحسب وزارة التربية والتعليم العالي في لبنان، إنّ 58% من أصل 488,236 طالب سوري نازح في لبنان بسنّ الدراسة ليسوا في المدرسة، رغم أنّ الدوام الثاني بعد الظهر الذي بدأ العمل به عام 2014 ساعد حوالي 200 ألف طفل سوري على الالتحاق بالمدرسة، ما يعني أنّ ثمّة عدّة فجوات بحاجة إلى المعالجة.
يعتقد الأساتذة والخبراء في قطاع التعليم أنّ عائق اللغة هو الأبرز، حيث يُدرّس المنهج التعليمي اللبناني باللغتين الإنكليزية والفرنسية بشكل عام، بينما يدرس الطلاب في سورية باللغة العربية، ما يخلق عوائق تعليمية أمام الأطفال السوريين من جميع الأعمار.
تمنع تكاليف النقل الأهل أيضاً من إرسال أطفالهم إلى المدرسة. ورغم أنّ المدارس الرسمية مجانية، إلا أن أقرب محطة تبقى بعيدة عن المنزل، ويبقى النقل العام مكلفاً للعائلات التي تملك وصولاً محدوداً إلى فرص العمل. كذلك، ثمة معدّل عالٍ للتسرّب من المدارس، فعندما يبلغ الفتيان سنّ 11 أو 12 عاماً، يُتوقّع منهم أن يساندوا عائلاتهم، بينما سبب ترك للفتيات للمدرسة، فغالباً ما يتعلّق بزواج القاصرات ومسؤوليات رعاية الأطفال.
لطالما جرى التعامل مع مسائل تعليم الأطفال السوريين على أنها مؤقتة لأنّ صانعي القرارات، وحتى طواقم المساعدة، يتوقعون عودة اللاجئين إلى سوريا في المستقبل القريب. لكن، ما من براهين تضمن هذه العودة. وفي غياب استثمارات جدية في تعليمهم، سيفوّت الأطفال السوريون فرصة الدراسة، ليس فقط نتيجة الحرب، وإنما أيضاً بسبب الحياة في المنفى.