(القامشلي)، كانت السمة التي عُرِفَ بها نادي الجهاد بأنه ممثل الكُرد سبباً رئيسياً لتعرضه لعديد العقوبات من اتحاد كرة القدم السوري، فـ "العقوبات المجحفة بحق النادي وصلت إلى حدّ شطب نقاطنا كلها في مرحلة ذهاب أواخر التسعينات، ولعبنا مرحلة الإياب بعزيمة استثنائية، ونجحنا في تحقيق الإعجاز، والبقاء في دوري الأضواء".
هكذا يروي، الرياضي المخضرم، ورئيس نادي الجهاد ومدربه لسنوات عدّة (ترك المجال الرياضي اليوم ولديه محل لبيع الأدوات الرياضية يعمل به)، جورج خزوم (مواليد 1950)، المظالم التي تعرّض لها "بعبع الشمال" من اتحاد كرة القدم السورية.
إدارات متعاقبة، ولاعبين، وجمهور كبير، ومحطات مفصلية، شكّلوا تاريخاً لنادي الجهاد الذي كان أشبه بـ "مؤسسة مجتمع مدني" شملت كل المكوِّنات في الجزيرة السورية (أقصى الشمال الشرقي من البلاد)، وحافظت (كما يعتقد خزوم) على اللحمة الوطنية والتعايش السلمي المشترك.
فيما الخوض في الخلافات التي جرت داخل أروقة النادي وبين اللاعبين والإدارة، تمنع المتتبع من أن يترك الأمر على عواهنه، فالتمييز والتحيّز كانا سمة مرحلة فيه.
ولعلّ تعيين رئيس كرديٍّ للنادي لأول مرة بعد أكثر من نصف قرن على تأسيسه، ربما يفسِّر حالات التمييز والإقصاء السابقة بحقِّ الكُرد مع أنه لا يبرِّره إطلاقاً.
بعد طول منع … أول رئيس كُردي للجهاد
تأسس نادي الجهاد عام 1962، واستلم رئاسته العديد من الشخصيات المعروفة في الجزيرة السورية.
وعلى الرغم من نظام المحاصصة العرفية (كان يتم توزيع عضوية إدارة النادي بين الكُرد والعرب والسريان) الذي بات متبعاً في تحديد أعضاء إدارة النادي، إلا أنّ الكُرد، حتى وإن تم تعيينهم كأعضاء إدارة، لم يكن يُسمح لهم قبل 2011 أن يتولوا رئاسة النادي.
يقول الكابتن جورج خزوم إن لجنة الشبيبة والرياضة في فرع حزب البعث العربي الاشتراكي بالحسكة هي التي كانت تشكل إدارات الأندية.
هذا ما قد يفسِّر القيود "العرفية" التي كانت تمنع كُردياً من استلام رئاسة النادي قبل 2011م، مع عدم وجود أي مانع قانوني صريح.
بعض الضباط ورجال الأمن في المنطقة كانوا يتدخلّون بشكلٍ أو بآخر في شؤون النادي، ويضغطون على إدارتها كي "تبيع" بعض المباريات حين كانت تتقابل مع فرق الساحل تحديداً "كجبلة وتشرين".
ولعلّ ما يشدّ الانتباه أكثر، أنّ بعض الضباط ورجال الأمن في المنطقة كانوا يتدخلّون بشكلٍ أو بآخر في شؤون النادي، ويضغطون على إدارتها كي "تبيع" بعض المباريات حين كانت تتقابل مع فرق الساحل تحديداً "كجبلة وتشرين".
يدعم هذا القول الكابتن جورج خزوم الذي رفض عرضاً مباشراً لبيع مباراة كانت ضد فريق جبلة موسم 2000-2001، فحينها اضطر لاعبو الجهاد مع الكادر التدريبي والفني (تحت الضغوط والملاحقات) للمبيت في كنيسة للسريان في قرية "طرطب" خارج المدينة عشية المباراة كي لا تصلهم يد الأمن والمخابرات.
الدكتور ريبر مسوَّر، وهو أول رئيس كُردي لنادي الجهاد، يقول: "تم عرض العمل الإداري عليّ بعد تخرجي من الجامعة مباشرة لكنني رفضت آنذاك، إذ كنت أرغب أن أكون رئيساً لمجلس الإدارة وأختار أعضاءها بنفسي".
وتولّى مسوَّر رئاسة نادي الجهاد عام 2017، وتتكوّن إدارته من تسعة أعضاء، تم تعيينهم بالمحاصصة (ثلاثة من كلّ مكوِّن /كُرد وعرب وسريان).
ويعتبر مسوّر ذلك ناتجاً عن الانفتاح الذي تشهده المكونات على بعضها البعض في مجتمع الجزيرة السورية، هذا الانفتاح الذي كان مغيّباً قبل 2011 نتيجة الموانع السياسية.
وعلى الرغم من الظروف الصعبة التي تمر بها كرة الجهاد، وعلى رأسها إغلاق الملعب البلدي (ملعب ١٢ آذار حالياً) منذ أحداث ٢٠٠٤ بقرار سياسي أمني، إلا أنها حققت نتائج جيدة أهلتها للتجمع النهائي في دوري الدرجة الأولى، وزادت آماله بالتأهل لمصاف الدوري الممتاز لموسم 2019 -2020. لكن هذا لم يمنع الكابتن، ديدار ظاظا، من اعتبار أنّ هناك فرقاً كبيراً بين الإدارة سابقاً وحالياً "كانت الإدارة سابقاً تمتلك خبرة وتتكون من شخصيات كبيرة أيضاً، أعضاء الإدارة الحالية ليسوا كلهم رياضيون".
ويضيف "من الممكن أن يكون هناك أشخاص لا يدعمون الدكتور ريبر لأنه كُردي، لكنها ليست ظاهرة عامة".
ظلّ النادي الرمز الأكثر إشراقاً لتكامل المكونات داخل المدينة التي عانت من تهميش الحكومات السورية المتعاقبة، التي ميّزت بين المواطنين على أساس الطائفة والعرق.
ويصرّ مسوّر على أنه يجب اختيار الإدارة على مبدأ الكفاءة "أنا ضد المحاصصة، لأنه يجب ألا يكون هناك فرق بين المكونات، وأن تكون هناك انتخابات حرة".
دور النادي في التماسك المجتمعي
ظلّ النادي الرمز الأكثر إشراقاً لتكامل المكونات داخل المدينة التي عانت من تهميش الحكومات السورية المتعاقبة، التي ميّزت بين المواطنين على أساس الطائفة والعرق.
يؤكد الكابتن جورج خزوم الرئيس السابق لنادي الجهاد (وهو من مؤسسي النادي، ترأس ودرّب فيه فترات متعاقبة) على أهمية وجود المرأة في ترسيخ ثقافة عدم التمييز "كان النادي متفرداً بحضور النساء في المدرجات؛ فوجود "الجنس اللطيف" كان عاملاً مهماً للنادي ومنع الحساسيات بين الجمهور".
يعيش في مدينة قامشلي التي تزيد مساحتها عن أربعة آلاف كيلو متر مربع، خليط قومي من عرب وكًرد وسريان وأرمن وآشوريين، والأحياء الموجودة في المدينة هي تبعاً للعرق، مع تداخل بسيط بين المكونات في بعض الأحياء، ولم تعرف المدينة انقساماً مجتمعياً إلا في "أحداث القامشلي" بعد مباراة الجهاد مع الفتوة من دير الزور عام 2004 التي سرعان ما تحوَّلت إلى ما تُعرف بالانتفاضة الكردية التي أدت إلى صراعٍ (ولو بالحد الأدنى) بين عرب قامشلي وكُردها.
رغم ذلك، لم يألو النادي جهداً في لعب دوره المجتمعي المطلوب في احتواء هذا الصراع وضمان عدم انتشاره.
يؤكد على ذلك فؤاد القس بالقول "كان لي دور رئيسي وأساسي، ومعي إدارات النادي ومدربيه في ترسيخ التعايش السلمي الإنساني الاجتماعي الرياضي لنادينا ومدينتنا، أما عن الصراع الداخلي في النادي، فهو خلاف فني رياضي لمصلحة النادي والدليل نتائج فئات النادي وما حققه من بطولات".
ويسرد "خزوم" طريقة تعامل إدارة النادي مع الحساسيات داخله "حين لاحظنا حساسية بين نجمي الفريق هيثم كجو (الكُردي) وماهر ملكي (السرياني) هددنا اللاعبين بالطرد من النادي، لكنهما تجاوزا الخلاف بالفعل".
وهيثم كجو هو هداف نادي الجهاد والدوري السوري فئة الرجال لموسمين، ولعب للمنتخب السوري، وفقد حياته في حادث سير عام 2002.
أما ماهر ملكي فتدرج بين فئات النادي وكان مهاجماً وهدافاً له، ولعب للمنتخب السوري ونادي الجيش ثم هاجر إلى السويد ليحترف هناك. واللاعبان كانا يتنافسان على بطولة هدافي الدوري السوري.
أما الكابتن ديدار ظاظا الإداري السابق في نادي الجهاد فقال: "لم يكن هناك تكتلات بين اللاعبين في النادي.. كنا في الإدارة كأسرة واحدة وعلاقاتنا متينة".
تمييز أم خلاف رياضي؟
وجود "الجهاد" كأول نادي رياضي في أقصى الشمال الشرقي من البلاد يحقق نتائج جيدة نسبياً في الدوري السوري، رغم الظروف الصعبة، جعله متميزاً ومحترماً بين الأوساط الرياضية والمجتمعية السورية.
إلا أنّ الحساسيات واختلاف المعاملة على أساس القومية أخذت حيزاً من الخلافات التي أثرت على النادي.
الحساسيات واختلاف المعاملة على أساس القومية أخذت حيزاً من الخلافات التي أثرت على النادي.
يكشف صانع الألعاب السابق للفريق، المعتزل عام 2016، قذافي عصمت، عن وجود تمييز بين اللاعبين، إذ "كان يتم الاعتداء على حقوق اللاعبين الكُرد من قِبَل بعض إدارات النادي".
ويشتكي من رئيس النادي السابق، فؤاد القس، والذي ترأس النادي فترات متعاقبة، والذي (بحسب عصمت) حرمه من الاحتراف في وقتٍ مبكّر، بينما تساهل مع لاعبين من مكوِّنات أخرى (مسيحية وعربية)، ويعتقد أن كونه كُردياً كان سبباً في ذلك الحرمان.
فيما يرد فؤاد القس الشهير بـ "شوقي" تفاصيل قضية اللاعب، بالقول: "طلب "قذافي" الانتقال لنادي الحرية (من حلب) بعد هبوط الجهاد عام 2004، واقترحت عليه الانتقال لفريق الجيش (إحدى أندية دمشق) لوجود مقدم عقد وراتب مغري مضمون، حيث تم الاتفاق آنذاك بعودة 5 من لاعبينا المطلوبين للخدمة الإلزامية للعب مع الجهاد".
وقذافي عصمت كان صانع ألعاب الفريق من مدينة قامشلي شمال شرق سوريا، تدرج بين فئات الجهاد ولعب لعدة أندية سورية، وهو حالياً مساعد مدرب الفريق.
حالة التمييز هذه لم تنتقل للاعبين فيما بينهم بحسب "قذافي"، بل كانوا على وئام، إلا أنّ "الإدارة آنذاك كانت تظهر للجمهور وجود خلافات غير حقيقية بين اللاعبين".
ويضيف: "شوقي" أضرّ بي كثيراً وعمل ضدي، ولم يرسلني لأية دورة تدريبية، مع أن هذا حقي كوني لاعباً للنادي ولاعب منتخب سابق".
فيما ردّ "القس" الاتهامات واعتبرها باطلة "لم يطلب عصمت الالتحاق بدورات تدريبية، فقد أقمنا دورة تدريبية لكل لاعبي ومدربي النادي، ولم يلتحق بها رغم تبليغه".
وتم تطبيق نظام الاحتراف الرياضي في سوريا لأول مرة في موسم 2000-2001، لكنه لم ينجح بالشكل المطلوب.
بدايات النادي
- تأسس نادي الشبيبة (الجهاد حالياً) عام 1962 برئاسة المحامي نزار الأبرش و5 أعضاء آخرين، وذلك بعد صدور قرار حكومي بإغلاق أندية الرافدين والقامشلي والعربي.
- سافر النادي آنذاك إلى الأردن ولعب في مدينة القدس (حين كانت تابعة للأردن) وفي الموصل وبغداد وأرييل (هولير) وكركوك.
- صعد النادي للدوري الممتاز عام 1979.
- عام 1971 صدر المرسوم التشريعي رقم 38 الناظم للحركة الرياضية في سوريا، وتعمّم عام 1972 وتحول اسم النادي للجهاد من قِبَل الحكومة السورية.
أفضل إنجاز للجهاد هو أول الترتيب العام وثاني الرجال بعد الجيش، وأحرز لقب الشباب وأول وثاني الهدافين بموسم 2000-2001.
- لعب الجهاد أولى مبارياته بدوري الأضواء مع الاتحاد، وانتهت بالتعادل السلبي.
- كان المقر تابعاً لبلدية القامشلي، وتحولت ملكيتها لاحقاً للنادي.
- أول هبوط كان عام 1986 لأسباب اتحادية (حيث شطب آنذاك 14 نقطة من رصيد النادي واستبعد 5 لاعبين من المشاركة في الدوري، وحرم الفريق من اللعب على ملعبه، بسبب اعتداء لاعبه عمار اليوسف على الحكم).
- تعرض النادي لثلاث حوادث سير أليمة، في أولاها صدمت شاحنة محمّلة بالأحجار باص النادي على طريق الساحل السوري فقد فيه 5 من لاعبي وإداريي الجهاد حياتهم، وذلك في موسم 1991 وهم (المدرب عبود اسكندر والإداري حسين سعيد وحارس المرمى عبد الغني عتوقة والمعالج بيديك والسائق فلمز). وكان الحادث الثاني عام 1994 على طريق حلب دمشق بالقرب من مدينة سراقب، حيث شبّ حريق في محرك الحافلة ونجا الفريق من الحادث بأعجوبة بعد أن التهمت النيران الحافلة وحولتها رماداً. أما الحادث الثالث، فقد كان على طريق دير الزور عام 2002، حيث اصطدمت شاحنة بحافلة من نوع (فان) تقل بعضاً من لاعبي الفريق فقد على إثره لاعب واحد حياته هو هيثم كجو بالإضافة لسائق الحافلة محمد رشاد يونس.
- شعار النادي هو سنبلتين ورمزٍ للبترول وثلاث نجمات وهي دلالة على وجود النادي بالدرجة الأولى، وكان بالاتفاق بين إدارة النادي والفنان جان كارات، حيث كان عضواً في النادي حينها.
- كان الزي الرسمي هو الأحمر وحولها النادي لاحقاً الى الأبيض مكحّلاً بالأسود بسبب الحوادث المؤلمة التي تعرض لها الفريق.
- أفضل إنجاز للجهاد هو أول الترتيب العام وثاني الرجال بعد الجيش، وأحرز لقب الشباب وأول وثاني الهدافين بموسم 2000-2001.
الجهاد في ظل حكم الإدارة الذاتية
بعد الحرب السورية عام 2011 هاجر الآلاف من أبناء المدينة إلى إقليم كردستان العراق، وتركيا، إضافة إلى أوروبا، وشكّل الكُرد والسريان النسبة الأكبر من المهاجرين، وأثّر وفود آلاف النازحين من المدن السورية إلى قامشلي، (التي تتمتع بالأمان النسبي) على الوضع الديمغرافي، إذ رغم حفاظ الكرد على غالبيتهم في المدينة، إلا أن الوجود العربي بات يفوق السرياني، في ظلّ عدم وجود إحصائيات رسمية من الحكومة السورية، أو من الإدارة الذاتية التي أجرت إحصاءً سكانياً عام 2016 لم تكشف عن نتيجته إلى الآن.
ينظّم العمل الرياضي في الجزيرة السورية بإشراف هيئة الشباب والرياضة التابعة للإدارة الذاتية التي تأسست عام2014 ويشكِّل الاتحاد الرياضي في إقليم الجزيرة فرعاً منها، ويتولى جميع الأنشطة الرياضية في الجزيرة.
وعلى الرغم من تقديم الاتحاد الرياضي التابع للإدارة الذاتية مساعدات مالية للجهاد قدرت بمليوني ليرة سورية عام 2017 ومليون ونصف المليون ليرة سورية العام الحالي 2018، بالإضافة إلى مقر لاجتماع أعضاء مجلس إدارة النادي، إلا أنّ النادي ليس مرخصّاً لديها بل يتبع إدارياً للاتحاد الرياضي العام في دمشق وفرعه التنفيذي في الحسكة ويشارك في الدوري السوري لكرة القدم.
وعن معاناة النادي للعب خارج أرضه، يقول حارس الفريق عماد عيسى: "نحن نسافر لدمشق بطائرات الشحن، وهذا بحد ذاته معاناة كبيرة للنادي، ومؤخراً سافرنا إلى حماة بالبولمان لمدة 17 ساعة، والاتحاد الرياضي العام (التابع للحكومة للسورية) يؤمن باصات للتنقل من دمشق إلى المدينة التي تقام فيها المباريات، ونضطر أحياناً للعب ثلاث مباريات أسبوعياً".
ويشتكي عيسى من الظلم الذي يعانيه الجهاد، ويقول إن علاقة الاتحاد الرياضي بدمشق مع النادي هي أدنى من مثيلاتها من الأندية السورية الأخرى، ويعلل ذلك بقلة الدعم المادي، وعدم السماح للنادي باللعب على أرضه، والتي يردها إلى السياسة "أعتقد أنّ الأسباب سياسية، لأن الرياضة هي جزء لا يتجزأ من السياسة؛ فلولا هذا الربط لرأينا الجهاد يلعب على أرضه وبين جمهوره، نحن نريد عودة الألق لكرة قدم القامشلي، ونرى مساندة جمهورنا".
ويجري مكتب كرة القدم بالاتحاد الرياضي التابع للإدارة الذاتية دوريات كروية، بالإضافة لبطولة الكأس على مدار العام لفئتي الرجال والإناث وبلغ عدد فرق الرجال في المقاطعة 20 فريقاً، أما الإناث فبلغ عددها ستة فرق.
وترفد هذه الفرق نادي الجهاد باللاعبين من جميع الفئات، ويشكِّلون قواعده التي تشكِّل القوة الأساسية للفريق.
يبدي الكابتن جورج خزوم تفاؤله بمستقبل النادي "القامشلي مدينة المواهب، وستبقى تعطي لاعبين ما دامت نساءها يلدن، وهي برازيل سوريا، وسيبقى الجهاد كما نعرفه، رغم الظروف السيئة حالياً".