الصحافة في روجافا (3)

الهويات المتضاربة في سماء الإعلام المستقل


رغم وضوح المشاعر القومية الكردية، يفضّل الإعلام المستقل في روجافا مقاربةً توافقية عند التعامل مع القضية الكردية. فهم يفضّلون رؤية قائمة على دولة ديمقراطية لجميع السوريين، بدلاً من التركيز على روجافا كتجربة سياسية منفصلة. يتابع الباحثان الإيطالي، إنريكو دي انجلس، والسوري، يزن بدران، في الجزء الثالث من هذه السلسلة، تحليلهما لواقع الإعلام في روجافا

13 نيسان 2019

(صياغة الهوية الكردية في سياق هوية سورية ديمقراطية أرحب تنطوي على التعدّد هو خيار أكثر براجماتية وواقعية/ خاص حكاية ما انحكت)
انريكو دي انجيليس

باحث مستقل متخصص بالاعلام في العالم العربي. يحمل شهادة الدكتوراه من جامعة سالرنو، ايطاليا. لديه العديد من المقالات في مجال الاعلام والتواصل في الشرق الاوسط وشمال أفريقيا بالاضافة إلى كتاب عن الاعلام والنزاعات. هو أحد مؤسسي حكاية ما انحكت وعمل كباحث مستقل مع عدد من المنظمات غير الحكومية. يعمل حاليا كباحث مع مؤسسة Free Press Unlimited ويقيم في برلين.

يزن بدران

باحث دكتوراه في جامعة بروكسل الحرة في بلجيكا وزميل في المجلس البحثي الفلمنكي (فلاندرز). بحثه يتمحور حول المؤسسات الاعلامية الجديدة في العالم العربي بعد ثورات ٢٠١١.

(تنشر هذه السلسلة بالتعاون والشراكة مع موقع نوى على أوبن ديموكراسي)

تذهب هذه المقالة[1] إلى تحرّي هوية "الإعلام المستقل في روجافا" كما أطلقنا عليه في مقالتينا الأولى والثانية من هذه السلسلة.

تعيّن على الإعلام في روجافا، وخصوصاً بعد 2011، أن يصوغ هوية صحافية مرنة يمكن تطويعها للتكيف مع سياق اختصّ بتعقيداته وتقلباته. بعبارات أخرى، كانت الطرق التي صاغ بها الإعلام مواقفه من القضية الكردية، والنزاع السوري، ومستقبل روجافا هي استجابةً لضرورات التعامل مع اللاعبين الإقليميين والمحليين المختلفين وأجنداتهم المتنوّعة. وقد كانت الغاية من كل ذلك هو إيجاد متنفّس للتعبير عن الهوية الكردية القومية، ولضمان استمرارية هذه المؤسسات الإعلامية وهي تسير نحو مستقبل يصعب التكهّن بماهيته.

وبحسب الصحفيين العاملين في الإعلام المستقل في روجافا، إن الهوية الاحترافية لإعلامهم المستقل تبنى على  ثلاثة عناصر رئيسية:

أول هذه العناصر هو تعريفهم لأنفسهم على أنهم نقيض الإعلام المتحزّب، وتحديداً الإعلام المؤيّد لحزب الاتحاد الديمقراطي. يقدم هؤلاء الصحفيون  أنفسهم على أنهم الصوت المعبّر عن حركات المجتمع المدني التي تولّدت في سياق الثورة السورية التي اندلعت عام 2011، وعن تنوع الأعراق التي تسكن روجافا. ويرى هؤلاء الصحفيون أن عملية الدمقرطة، على وجه الخصوص، هي واحدة من أهمّ الأهداف والعامل الرئيسي الذي سيُتيح للأكراد فرصة التعبير عن هويتهم الثقافية بكل حرية.

يميل هؤلاء الصحفيون ثانياً إلى استخدام أكثر من لغة، وخصوصاً العربية، على عكس ما قد يُتوقّع من توّجههم إلى تفضيل اللغة الكردية. وبهذا المعنى، يعطي هؤلاء الصحفيون الأولوية لتعزيز ونشر وجهات النظر الكردية والمحلية بين جماهير متعدّدة، وخصوصاً الجمهور السوري الأوسع، أكثر مما يركزون على  تعزيز الهوية الكردية كفكرة بحد ذاتها.

أما ثالثاً، فهو تعزيز صورة مجتمع روجافا على أنه مجتمع متعدّد الطوائف، فيُهمِل الإعلام المستقل أي إشارات لطموحات تأسيس دولة كردية أو حتى لنزعة الاستثنائية الكردية. وفي هذا السياق، يمكن العودة إلى ما قاله، جوردي تيجيل، من أنهم يفضلون اعتماد مقاربة تقول بالهوية السورية على حساب الهوية الكردية القومية.[2]

الاستقلال عن العلاقات الحزبية

إحدى أهم النقاط التي تميّز الإعلام المستقل في روجافا هو تسميته لذاته بأنه إعلام مستقل، ويرتكز هذا الطرح على أن حزب الاتحاد الديمقراطي هو القوة الحاكمة على أرض الواقع على الصعيدين الإداري والعسكري. وقد فرض الحزب في أكثر من مرة ضغطاً على الإعلام المستقل والجهات الإعلامية المحسوبة على الأحزاب المنافسة، كما بينّا في مقالاتنا السابقة. وبعبارات أخرى، فإنّ بعض الأكراد، سواءً ضمن الأحزاب السياسية الأخرى أو ضمن سياق المجتمع المدني، يتوجّسون من طموحات حزب الاتحاد الديمقراطي بالهيمنة التامة، بالرغم من أنّ الحزب يصرّ في خطابه السياسي على إيمانه بالديمقراطية، والمساواة بين الجنسين، والحريات الفردية والجمعية. فترى رئيسة المركز الأوروبي للدراسات الكردية، إيفا سافيلسبيرج، أن الأحزاب السياسية الكردية، وبالعودة إلى تاريخها، قد همشّت العديد من مجموعات المجتمع المدني، و"باتت عوائق في وجه عملية الدمقرطة بدلاً من أن تكون قوة دافعة لها".[3] وفي هذا السياق، يرى الإعلام المستقل دوره، على أنه دور رقابيّ لصدّ هيمنة الأحزاب السياسية وخصوصاً حزب الاتحاد الديمقراطي. وهنا يتبلور الانفصام عن دور الإعلام الحزبي الذي، كما يخبرنا الصحفي الكردي الحر، مصطفى عبدي، "يتبع طريقة كلاسيكية دون بذل أي جهد للتعمّق والتقصي، فالمهم هو الولاءات السياسية. أما الحديث عن الرأي العام فهو أمر ثانوي، وهم أدوات تكرّر أفكار الأحزاب ولكن بلغة ليس فيها روح".[4]

يرى الإعلام المستقل في روجافا، أن دوره هو رقابيّ لصدّ هيمنة الأحزاب السياسية وخصوصاً حزب الاتحاد الديمقراطي

وتشدّد وسائل الإعلام المستقل على أنها تريد تمثيل "شعب" روجافا، بمختلف انتماءاتهم وطوائفهم، إضافةً إلى دعم منظّمات المجتمع المدني. فيقول سيروان بيركو، مدير آرتا إف إم: "نحن لا نملك أي موقف سياسيّ محدّد. ولكنني أنا لا أستطيع التصالح مع الوضع الحالي، فلدينا حكومة تلوّنت بلون واحد. ولكن شعب روجافا يتألف من مجتمعات وجماعات إثنية مختلفة، وهو يحتاج إلى حكومة تمثّل كل هذه الأطياف".[5] وبعبارات أخرى، يشدّد الإعلام المستقل على أن دوره هو دور إعلام ديمقراطيّ غير منحاز، على النقيض من الإعلام الحزبي الذي يبثّ بروباغاندا خدمةً للأحزاب السياسية المحسوب عليها.

الصحافة في روجافا (1)

29 آذار 2019
تتناول هذه السلسلة المكونة من أربعة أجزاء، والتي يكتبها الباحثان والأكاديميان، الإيطالي أنريكو دي إنجليس، والسوري يزن بدران، بيئة الإعلام في شمال شرق سوريا. وستركز المقالات الثلاث الأولى على تحليل...

ويؤمن الإعلام المستقل أيضاً، بأن إفراد مساحة للمجتمع المدني المحلي هو الطريقة الوحيدة لإيصال صدى أصواتهم، وهذا بدوره يوصل أصوات الأكراد. فيرى الكثيرون من الصحفيين الأكراد أن مآسسة الديمقراطية هي استراتيجية أكثر واقعية لتحصيل الحقوق المدنية للأكراد في المستقبل، و هو ما يناقض المشاريع السياسية الأخرى التي تنظّر وتدعو بشكل أساسي لتأسيس هوية قومية كردية.

وأخيراً، يصوّر الإعلام المستقل نفسه على أنه صحافة "احترافية" و"موضوعية"، وهو ما يساعدهم على الدفاع عن استقلالهم في وجه نفوذ الأحزاب السياسية كما وضحّنا في المقالة السابقة.

تعدّد الألسنة

لا يستخدم جلّ الإعلام المستقل في روجافا اللغة الكردية كلغة أساسية، فإذاعة آرتا تبثّ باللغات الكردية والسريانية والعربية والأرمنية، وتُنشَر مجلات شار Shar وولات Welat وبوير Bûyer باللغتين الكردية والعربية. وكانت آرا نيوز تُنشر فقط باللغتين العربية والإنكليزية. وقد يبدو هذا التوجه مفاجئاً للوهلة الأولى، فاللغة هي أحد أهم مكوّنات الهوية الكردية مثلها مثل أي هوية قومية أخرى.[6] بل إنّ اللغة الكردية قد اكتسبت أهميةً أكثر رمزية بعد عقود من الحرمان كانت فيها اللغة الكردية محظورةً في سوريا، وخصوصاً الطباعة أو الكتابة باللغة الكردية أو استخدامها في الأماكن العامة.

ولكن كان هناك عدد من الأسباب وراء هذه الظاهرة، فالصحفيون الأكراد يشتكون من قلة الكتاب القادرين على النشر باللغة الكردية. فسنوات المنع الطويلة تحت حكم حزب البعث، قلّلت من عدد السوريين الأكراد الذي تلقّوا تعليمهم باللغة الكردية. وكان مما عقّد هذه المشكلة، هو تصحّر مجال الصحافة بشكل عام في سوريا. وفي ظلّ هذه الظروف، لم يكن هناك سوى بضعة صحفيين مدرّبين من أصول كردية في بدايات الثورة، وكان هؤلاء يكتبون باللغة العربية أصلا. فيصعب أن تجد في سوريا، كما يخبرنا الصحفي الكردي فريد إدوارد، أناساً يتمتّعون بمستوى كتابة وقراءة جيدة للغة الكردية نتيجةً لكل ذلك.

اللغة الكردية لن تكون الوسيلة الأمثل للوصول إلى جمهور كرديّ قومي نظراً لتشتت الأكراد في أكثر من بلد

ويُضاف إلى ذلك، أن اللغة الكردية لن تكون الوسيلة الأمثل للوصول إلى جمهور كرديّ قومي نظراً لتشتت الأكراد في أكثر من بلد، كما أنّ اللغة نفسها تتباين في لهجاتها ونصوصها. والحديث تحديداً عن التباين بين "الكورمانجي" (اللهجة الرئيسية لأكراد سوريا، والتي تكتب بأحرف لاتينية)، و"السوراني" (اللهجة الرئيسية لأكراد العراق والتي تُكتَب بنصوص عربية معدّلة)، وهو ما يصعّب  خلق استمرارية ثقافية تتصل مع كردستان العراق، وهو الإقليم الكردي الآخر الوحيد الذي يتمتّع بشيء من الاستقلالية. ووفقاً للصحفي بيروز بيريك، فإنّ غياب مرجعية لغوية مركزية للغة الكردية (تُعنى بالجمع بين اللكنات المختلفة) يُعيق، وبصورة حقيقية، نجاح أي جهود لإنعاش اللغة الكردية واعتمادها لغةً رسمية في سوريا، والعراق، وتركيا.[7]

الصحافة في روجافا (2)

05 نيسان 2019
تتناول هذه السلسلة المكونة من أربعة أجزاء، والتي يكتبها الباحثان والأكاديميان، الإيطالي أنريكو دي إنجليس، والسوري يزن بدران، بيئة الإعلام في شمال شرق سوريا. وستركز المقالات الثلاث الأولى على تحليل...

ومن زاوية أخرى، يسمح البثّ باللغة العربية، أو بأكثر من لغة، لوسائل الإعلام هذه بالوصول إلى شريحة أوسع من الجمهور، سواءً على الصعيد المحلي أو الإقليمي. وكما بيّن بعض الصحفيين، سنحت الفرصة للأكراد في ظل ثورة عام 2011 بإيصال صدى أصواتهم على المستوى المحلي وحتى خارج سوريا. ويحتلّ هذا الهدف نفس أهمية إنعاش اللغة الكردية بين الأكراد، رغم أنّ خيار اعتماده  يؤدي إلى الحد من جمهورهم.

ولكن هناك أسباب أخرى أقل عملية. فتحاشي التركيز على اللغة الكردية يُضفي شيئاً من الضبابية المقصودة والمرونة على الهوية الصحافية للإعلام المستقل عند الحديث عن القضية الكردية ومستقبلها. وبهذه الطريقة، لا يمكن تصنيف هذا الإعلام تحت خانة "أكراد" ويسمح لهم بالتفاعل بصورة أكثر حرية مع اللاعبين المختلفين على أصعدة الاقتصاد، والسياسة، والمجتمع. ويمكن النظر إلى ذلك على أنه استجابة لعدم الاستقرار الذي أصبح سمةً جوهريةً في الأزمة السورية، وأيضاً كطريقة لاستغلال ذلك للتقرّب من أوسع شريحة ممكنة من الجمهور. وتبقى هذه الاستجابة هي الأسلم والأكثر إفادة مع استمرار تعقّد الأزمة، وبصرف النظر عن القوى على الأرض وتغيراتها، انحسارا أو توسعا في المستقبل.

وأخيراً، بات الاعتماد على لغات متعدّدة، وخصوصاً العربية، جزءاً جوهريّاً من الهوية التحريرية الذي يتبنّاها الإعلام المستقل، فهو "إعلام سوري" قبل أن يكون إعلاماً كردياً. فسياسات الهوية الكردية تقفز باستمرار، كما يبيّن تيجيل، بين "إضفاء الطابع السوري" و"الترويج للقومية الكردية"، فمن الواضح أن الإعلام المستقل يفضّل الخيار الأول. وفي الواقع، لم تشر أيٌّ من الجهات الإعلامية التي تناولتها هذه الدراسة إلى نفسها بأنها إعلام "كردي" أولاً وقبل كل شيء، بل فضّلت تسمية نفسها بأنها "مستقلة" أو "من قلب المجتمع".

هوية متعدّدة الطوائف

من الواضح أن الإعلام المستقل في روجافا ينبذ الصحافة القائمة على سياسات الهوية وعلى تفضيل الهوية الكردية. فصحيح أنّ الإعلام الكردي غطّى، ودعم حرب الميليشيات الكردية ضد داعش وتركيا باهتمام خاص، ولكنهم أيضاً لا يهملون النزاع السوري، ويعبّرون عن تعاطفهم مع الموجات الأولى للثورة في سوريا حتى لو كانوا ليسوا مناهضين للنظام. بل إن بعض المجموعات الإعلامية، مثل آرا نيوز التي أغلقت الآن، قد بدأت كشبكة من الناشطين الإعلاميين تغطّي الثورة في روجافا وغيرها من مناطق سوريا، مثل الكثير من الجهات الإعلامية السورية المستقلة.

(يترتّب على التنظير والدعوة لسوريا ديمقراطية فيدرالية إعادة هيكلة الهوية السورية نفسها، بحيث تصبح أكثر شمولاً وانفتاحاً من تجسداتها السابقة التي فضّلت القومية العربية/ خاص حكاية ما انحكت)

ويرى بعض الصحفيين بأن صياغة الهوية الكردية في سياق هوية سورية ديمقراطية أرحب تنطوي على التعدّد هو خيار أكثر براجماتية وواقعية. ويتطرّق بيروز بيريك من مجلة شار، لذلك: "يحمل كل كرديّ في قلبه حلم الدولة القومية المستقلة التي تجمع كل الأكراد (في سوريا، والعراق، وتركيا، وإيران). ولكن لا يمكن إنكار أحكام الواقع السياسي والتاريخي، ولهذا علينا العودة إلى قيم آخرى مثل الديمقراطية الفيدرالية".

يترتّب على التنظير والدعوة لسوريا ديمقراطية فيدرالية إعادة هيكلة الهوية السورية نفسها، بحيث تصبح أكثر شمولاً وانفتاحاً من تجسداتها السابقة التي فضّلت القومية العربية. ووفقاً لبيريك، فإنه هو وغيره من الكثير من الأكراد يولون ذات الاهتمام للمشهد السياسي السوري والمشهد السياسي الكردي: "إذا كنا نملك سوريا ديمقراطية فيدرالية فلماذا نُدخِل أنفسنا كأكراد سوريين بحرب مع تركيا في سبيل حلم كردستان العظمى؟ سيكون هذا غباءً سياسياً!". وهكذا، وحتى مع وجود مشاعر القومية، يفضّل الإعلام المستقل مقاربةً توافقية عند التعامل مع القضية الكردية. فيبدو أنهم يفضّلون رؤية قائمة على دولة ديمقراطية لجميع السوريين، بدلاً من التركيز على روجافا كتجربة سياسية منفصلة.

المراجع:

[1] هذه المقالة هي نسخة مختصرة من

Badran, Y., & De Angelis, E. (2016). ‘Independent’ Kurdish Media in Syria: Conflicting Identities in the Transition. Middle East Journal of Culture and Communication, 9(3), 334–351. https://doi.org/10.1163/18739865-00903001.

[2] انظر:

Tejel, Jordi (2006). Les Kurdes de Syrie, de la ‘Dissimulation’ à la ‘Visibilité’? Revue des mondes musulmans et de la Méditerranée, https://remmm.revues.org/3022.

[3] Savelsberg, Eva (2014). The Syrian-Kurdish Movements: Obstacles Rather than Driving Forces for Democratization. In D. Romano and M. Gurses (eds.), Conflict, Democratization, and the Kurds in the Middle East, pp. 85–107. New York: Palgrave Macmillan

[4] مقابلة مع الصحفي مصطفى عبدي، 22 تشرين الثاني 2015.

[5] مقابلة مع سيروان بيركو، مدير آرتا إف إم، 26 تشرين الثاني 2015.

[6] Sheyholislami, Jaffer (2010). Identity, Language, and New Media: The Kurdish Case. Language Policy 9(4): 289–312.

[7] مقابلة مع بيروز بيريك، رئيس تحرير مجلة شار، 27 تشرين الثاني 2015.

هذا المصنف مرخص بموجب رخصة المشاع الإبداعي. نسب المصنف : غير تجاري - الترخيص بالمثل 4.0 دولي

تصميم اللوغو : ديما نشاوي
التصميم الرقمي للوغو: هشام أسعد