(ريف إدلب)، يقف حسام الأصفر على أنقاض بيته الذي سقط فوق أجساد أطفاله الثلاثة ليكون بذلك ضحية غدر النظام وطائراته الحربية بعد استهدافهم في مدينتهم معرة النعمان بريف إدلب الجنوبي، بأكثر من أربع غارات جوية، استهدفت السوق الشعبي للمدينة، ما خلف عشرات القتلى والجرحى، وذلك في 22 تموز 2019.
السوق المستهدف يعد السوق الأضخم في المدينة، ويضم كثافة سكانية عالية، الأمر الذي أدى لأن يكون عدد الإصابات مرتفعا، حيث خلّف القصف أكثر من خمسة وثلاثين شهيد وستين جريحا، بعضهم بحالات حرجة، تم نقلهم إلى المشافي التركية. هذا عدا عن الدمار الهائل في الممتلكات والبنى التحتية، ولا يزال العمل جاريا من قبل فرق الدفاع المدني لانتشال الضحايا والعالقين تحت الأنقاض، كما لا زال عدد الشهداء والجرحى مرشح للازدياد نتيجة سقوط أبنية بأكملها فوق رؤوس ساكنيها الذين معظهم من النساء والأطفال.
محمد شاهين، أحد المتطوعين في الدفاع المدني، يوضح لحكاية ما انحكت تفاصيل الحادثة إذ يقول: "في تمام الساعة الثامنة والنصف أقلعت طائرة حربية من مطار حميميم العسكري حيث ألقت الطائرة عددا من الصواريخ المتفجرة التي استهدفت الحي، مما أدى إلى تدميره بشكل كامل، وتعد هذه الهجمة هي الأعنف على المدينة منذ أكثر من سنتين حيث وقع الاستهداف في سوق شعبي يسكنه مدنيون آمنون، وتتناوب فرق الدفاع المدني على إجلاء المدنيين العالقين تحت الأنقاض وإزالة الركام نتيجة الدمار الهائل في الأبنية والبنى التحتية".
مصطفى السعيد، أحد سكان الحي المستهدف، يقول لحكاية ما انحكت: "لم يؤلمنا دمار منازلنا ومحالنا التجارية بقدر ما تألمنا على الأشخاص الذين سقطوا في هذه المجزرة المروعة، حيث ترتكب طائرات النظام مجازر ومآسٍ جديده باختلاف المكان والزمان، فمعظم الاستهدافات تقع في مناطق مكتظة بالسكان المدنيين لإسقاط أكبر عدد ممكن من القتلى، وذلك نتيجة فشله في الحملة العسكرية على أرياف حماة الشمالي وإدلب الجنوبي لينتقم بذلك من المدنيين والأطفال والنساء وسط صمت مطبق من المجتمع الدولي".
ويذكر أن منطقة إدلب، وما يسمى مناطق خفض التصعيد تتعرض لهجمة عسكرية من قبل النظام وحليفه الروسي منذ منتصف نيسان أبريل 2019، وهو ما خلف أعداد كبيرة من الشهداء بين المدنيين حتى اللحظة.