بالصور.. عودة السكان إلى منازلهم وسط تخوفات من خرق الهدنة

لا نريد أن نتهجر مرة ثانية وثالثة ورابعة..


هدوء حذر تشهده مناطق خفض التصعيد على جبهات القتال والمناطق المدنية، حيث لم تسجل أي طلعة جوية منذ ثلاثة أيام على المنطقة، ما أدى لأن يكون عدد العائلات العائدة كبيراً. لكن بنفس الوقت فضّل البعض الإنتظار والتريث عدة أيام لمعرفة مدى جدية النظام وإلتزامه بوقف إطلاق النار. حكاية ما انحكت، رصدت عودة النازحين والحياة إلى كفر نبل، في هذا التقرير المصوّر.

07 آب 2019

(صورة تظهر عودة النازحين برفقة أثاث بيوتهم إلى كفر نبل، بتاريخ 5 آب/ أغسطس 2019. تصوير نايف البيوش/ خاص حكاية ما انحكت).
نايف البيوش

كاتب وصحفي من ريف إدلب

(ريف إدلب)، "الحمد لله عدنا إلى قرانا ومنازلنا وأرزاقنا، فقد كان فراقهم أمراً شاقاً وفاق مقدرتنا، لا نريد أن نتهجر مرة ثانية وثالثة ورابعة.. كفانا نزوحاً وجلوساً تحت خيام لا تقي حر صيف ولا برد شتاء، نريد أن نبقى في منازلنا وبجانب محاصيلنا وأرزقنا".

هذا ما يقوله الحاج خالد محمد بركات (55 عام) من أهالي قرية حزارين لحكاية ما انحكت بعد عودته من منطقة عفرين حيث كان نازحا إلى قريته حزارين، وذلك في بعد دخول الهدنة حيز التنفيذ، وهي التي جاءت بعد حملة همجية شنتها قوات النظام السوري بمساعدة روسية لمدة خمسة وتسعين يوما على مناطق ريفي حماه الشمالي وإدلب الجنوبي.

وقد بدأ بعض النازحين بالعودة إلى منازلهم التي فروا منها سابقاً تحت وابل القصف، وذلك غداة إعلان وقف إطلاق النار في شمالي غربي سوريا، في الوقت الذي حذر فيه بعض الناشطين الأهالي من العودة المستعجلة بسبب مخلفات الحرب والقنابل العنقودية، إضافة لوجود منازل مدمرة ومتصدعة قابلة للسقوط فوق ساكنيها.

أهالي كفروما، معرة النعمان، كفرنبل، حاس، حزارين، معرة حرمة، جبالا، بدأوا بالعودة إلى منازلهم أو بقايا منازلهم بعد أن كانوا موزعين في مناطق الشمال وتحديداً سلقين، حارم، كفرتخاريم، دركوش، باريشا وسرمدا.

محمد الخلف (35عاماً) أحد السكان العائدين إلى كفر نبل، يقول لحكاية ما انحكت: "بعد نزوح دام لأكثر من ثلاثة أشهر عدنا إلى مدينتنا كفرنبل. فرحة عارمة تسود الأهالي فقد ذاقوا مرارة النزوح والتهجير والتشريد ما يكفي بالإضافة للإستغلال الذي كانوا يتعرضون له، حيث بلغ إيجار المنزل أكثر من 100 دولار أمريكي في مدينة سرمدا الحدودية حيث كنا مقيمين".

ويشير بأن أجزاء كبيرة من مدينة كفرنبل مدمرة إلا أن الأهالي مصممون على إعادة ترميمها وتأهيلها للسكن مرة أخرى على أن يبقوا مشردين في المخيمات وبين الأراضي الزراعية. ويتابع قائلا: "معظم العائدين جاؤوا بهدف تفقد ممتلكاتهم، ولتهيئة الوضع وتجهيز منازلهم لإعادة أسرهم وأغراضهم من المناطق الشمالية".

هدوء حذر تشهده مناطق خفض التصعيد على جبهات القتال والمناطق المدنية، حيث لم تسجل أي طلعة جوية منذ ثلاثة أيام على المنطقة، ما أدى لأن يكون عدد العائلات العائدة كبيراً. لكن بنفس الوقت فضّل البعض الإنتظار والتريث عدة أيام لمعرفة مدى جدية النظام وإلتزامه بوقف إطلاق النار، وهو ما تشير إليه خلود السعيد (33عاما)، وهي نازحة من مدينة معرة النعمان إلى مدينة حارم، حيث تقول: "لم أعد مع العائدين رغم أنني أتمنى ذلك لإصلاح بيتي الذي دمره النظام قبل العيد المقبل. ولكن الخوف من غدر النظام وروسيا هو ما يخيفني ويجعلني أتريث في العودة، فعدونا أثبت دائماً بأنه لا عهد له ولا ميثاق".

حكاية ما انحكت، رصدت عودة النازحين والحياة إلى كفر نبل، في هذا التقرير المصوّر.

 

مقالات متعلقة

بالصور.. همجية القصف في مجزرة معرة النعمان

23 تموز 2019
السوق المستهدف من قبل طيران النظام السوري في معرة النعمان يعد السوق الأضخم في المدينة، ويضم كثافة سكانية عالية، الأمر الذي أدى لأن يكون عدد الإصابات مرتفعا، حيث خلّف القصف...
النازحون بين جحيمي القصف وارتفاع إيجارات البيوت

08 تموز 2019
فوق جحيم القصف والموت الذي يلاحقهم من نزوح إلى أخر، يعاني النازحون اليوم من مسألة ارتفاع إيجار البيوت، الأمر الذي دفع بعضهم للبقاء تحت القصف فيما آثر آخرون النوم تحت...
بالصور.. أوضاع النازحين من ريفي إدلب وحماة الشمالي

15 حزيران 2019
أدى القصف الهمجي إلى نزوح عدد كبير من أهالي محافظة إدلب وريف حماة الشمالي ليتفرشوا العراء أو المخيمات غير المؤهلة جيدا هربا من مدنهم وقراهم التي تتعرض للقصف الوحشي. هنا...

هذا المصنف مرخص بموجب رخصة المشاع الإبداعي. نسب المصنف : غير تجاري - الترخيص بالمثل 4.0 دولي

تصميم اللوغو : ديما نشاوي
التصميم الرقمي للوغو: هشام أسعد