الإسلام والإيمان في فكر محمد شحرور

كان مثالاً يحتذى في الشجاعة العقلية


طالما أثار الراحل محمد شحرور النقد والزوابع حول أفكاره الجريئة التي تعرضت لنقد الكثيرين، بين من اتهمه بأنه يسعى لهدم أسس الإسلام، وبين من يرى فيه مصلحا إسلاميا مستنيرا يدعو لقراءة معاصرة للقرآن الكريم. هنا يقدم المفكر جاد الكريم الجباعي، قراءة سريعة في أفكاره ورؤاه، تحية لروحه الكريمة.

07 كانون الثاني 2020

(الراحل محمد شحرور/ الصورة مأخوذة من موقع آرابيان بيزنيس، وهي تنشر بموجب الاستخدام العادل والحقوق محفوظة لأصحابها)
جاد الكريم الجباعي

مفكر سوري من مواليد 1945. له عدد من الكتب والمؤلفات منها: طريق إلى الديمقراطية، وردة في صليب الحاضر، قضايا النهضة، جدلية المعرفة والسياسة، من الرعوية إلى المواطنة

"إن ما قُدِّم لنا على أنه أركان الإسلام غير صحيح؛ ولا يتطابق البتة مع التنزيل الحكيم، فالركن الصحيح من بينها هو ركن الشهادة الأولى (شهادة أن لا إله إلا الله)، أما الشهادة بأن محمداً  رسول الله، وأما إقامة الصلاة وإيتاء الزكاة وصوم رمضان وحج البيت فهي من أركان الإيمان وليس من أركان الإسلام"[1]

هكذا حدد المفكر السوري، الدكتور المهندس، محمد شحرور (1938 -2019) سمتاً أو خطاً موجهاً لتفكيره في الإسلام ومسائله، وموقفاً شجاعاً من مؤسسة الدين الوشعي، ومن التراث الديني التقليدي، منطلقاً من إيمانه بأن الإسلام رسالة سماوية خاتمة لسائر الرسالات، وموجَّهة إلى جميع الأمم والشعوب، وأن هذه الرسالة هي القرآن فقط. ومن ثم، إن القرآن بصفتيه المذكورتين، ينطوي على خطابين متجادلين؛ أحدهما موجه إلى المسلمين، أي إلى البشر كافة، على اختلاف معتقداتهم وأديانهم ومذاهبهم[2]، والثاني موجه إلى المؤمنين برسولية محمد ونبوته، على نحو ما يؤمن اليهود والمسيحيون بنبوة موسى وعيسى أو على نحو ما يؤمن البوذيون بفلسفة بوذا. وحجته في البرهان على ذلك حجة لغوية (فيلولوجية) خالصة. والمنهج اللغوي (الفيلولوجي) هو الركيزة الأساسية لرؤيته التأويلية أو قراءته المعاصرة للقرآن وموقفه النقدي من الفقه والفقهاء ومن التفسير  والمفسرين، ومن علماء الحديث خاصة. وعدته  النظرية معرفة علمية (تفوق معرفته اللغوية)[3]، مكنته من "التوسع في فهم كلمات الله" الدالة، في نظره، على قوانين الطبيعة ونظام الكون.

فقد لاحظ أن الدلالات السياقية لكلمات الإسلام والمسلمين، والإيمان والمؤمنين هي دلالات مختلفة، وكذلك الدلالات اللغوية، فجعل من الثانية مدخلاً لمعرفة الأولى وفهمها، انطلاقاً من اجتهاد لغوي ينفي ما يسمى ترادف الكلمات، أي أن تدل كلمتان أو أكثر على معنى واحد، وهو اجتهاد  مهم، قلما يأخذ به الكتَّاب، فتفوتهم دقة المعاني، لإهمال الفروق. يضاف إلى هذا الاجتهاد أن "الكلمات السعيدة"، أي التي تظل في التداول، تتطور دلالاتها وتنمو وتختلف من زمان إلى آخر ومن مكان إلى آخر، وفقاً لتطور المعارف ونمو الثقافة.

بين الرسول المعصوم والرسول المجتهد

فعلى الفرق بين الإسلام والإيمان يقوم فرق آخر بين الرسول المعصوم، الذي يُشرًّع له، حسب تعبير جورج طرابيشي[4]، وبين النبي  "المجتهد"، الذي يحكم بنفسه ويشرِّع بنفسه، فيصيب ويخطئ،. ويقوم، من ثم، فرق آخر أكثر خطورة بين دين يتمحور على الرسالة، أي على القرآن، ودين يتمحور على الرسول، أي على السنة النبوية. وهذا الأخير هو ما يسمى الدين الوضعي، والتراث الديني البشري. وبهاتين الصفتين يكون الدين الوضعي قابلاً للنقد، وقابلاً للتصديق والتكذيب، ويكون من حق الإنسان أن يكون مسلماً، من دون أن يكون مؤمناً، فلا يعود المذهب  الديني محدداً للهوية، ولا تعود الطائفية سوى عيب من عيوب السياسة، ومرض من أمراض  المجتمع، وعلامة على التوحش.

لاحظ شحرور أنه نسبت إلى النبي معجزات وخوارق ما أنزل الله بها من سلطان، على نحو ما نُسب إلى نبي اليهود ونبي المسيحيين، ونَسَب الشيعةُ مثلها إلى الإمام علي بن أبي طالب

فقد لاحظ شحرور أن الإسلام المحمدي تحول إلى دين متمحور على الرسول، لذلك تضخمت مدونة الحديث أو السنة النبوية، تضخماً هائلاً، استدعى نشوء علوم خاصة بها، كما تضخمت السيرة النبوية، ونسبت إلى النبي معجزات وخوارق ما أنزل الله بها من سلطان، على نحو ما نُسب إلى نبي اليهود ونبي المسيحيين، ونَسَب الشيعةُ مثلها إلى الإمام علي بن أبي طالب. ومن أسباب هذا التحول، في نظر شحرور، صيرورة الدعوة ديناً للسلطة - الخلافة، وتحول الخلافة إلى "ملك عضوض"، وميل متأخر للبرهنة على نبوة النبي وصدق الرسالة بالمعجزات والخوارق، ربما كان ذلك الميل علامة على تشكل هوية إسلامية متعدية للإثنية.

نقد التراث

ولذلك رأى أن المسلمين المحمديين يؤمنون مثله "بصدق قول الله: وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين، وبصدق رسوله، وبأن الرسالة هي الخاتم والصالحة لكل زمان ومكان ... ومع ذلك لا يجيزون أي قول لم يقله السلف، ولا يقرون بأي رأي أو اجتهاد لم يرد في كتب التراث". [5]  فوجه سهام نقده إلى التراث، بوجه عام، وإلى الفقة والفقهاء بوجه خاص، فاستثار مؤسسة الدين الوضعي وسدنة هياكل الوهم، بتعبير عبد الرزاق عيد، فتألبوا عليه ورموه بالزندقة والكفر والإلحاد، وبأنه علماني، يجعل القرآن تابعًا للقيم العلمانية المعاصرة، ويقوم بليّ أعناق النصوص ليخرج بمفاهيم تتلاءم مع هذه القيم. فالضابط الوحيد عنده في تفسير القرآن هو "الجذر اللغوي"، وعندما يريد تفسير كلمة معينة في القرآن يلجأ إلى القواميس يبحث فيها عن معنى يجده أكثر توافقا مع القيم العلمانية المعاصرة! وهذه هي خلاصة منهجه"[6].

لي أعناق المفاهيم العلمية والفلسفية

ونحن نعتقد أنه جعل القيم العلمانية تابعة للقرآن، ولوى في كثير من الأحيان أعناق المفاهيم العلمية والفلسفية بجعلها مفاهيم قرآنية؛ فهو يقول: ".. إن محوري الكينونة والسيرورة كشكل مستو يمثلان الوجود بمركباته، أما محور الصيرورة فيمثل التطور والتحول في هذا الوجود، وهذا ما نراه واضحاً جلياً، منذ لحظة الانفجار الكوني الأول، حيث ظهرت الفوتونات فقط، ثم تحول قسم منها إلى هدروجين، ثم إلى هليوم، ثم إلى عناصر رئيسية، تجمعت لتنتج مركبات غير عضوية، ثم مركبات عضوية، ثم كائنات حية بابسط صورها (واحدات الخلية) .. إلى أن ظهر البشر على الإرض، ثم الإنسان، وما زال هذا الكون بكينونته وسيرورته في مرحلة صيرورة مستمرة لا تتوقف"[7]. توحي هذه الفقرة المقتبسة بتمامها بتبصر علمي للكون وتحولات مادته، واقتناع بنظرية التطور، غير أن الكينونة والصيرورة (بلا سيرورة) تصيران الجنة والنار، "حيث الثبات والخلود،  وحيث للزمن معنى آخر غير المعنى الذي نعرفه". وقانون نفي النفي هو القانون الوحيد الذي يبرهن على وجود اليوم الآخر (ص 30)، ويصير الضوء هو الموجود الوحيد الغائي في ذاته: الله نور السموات والأرض، ولكن رغم أنف النفي ونفي النفي، إن "قانون عدم التناقض هو أساس المنطق الذي يحكم الفكر" (ص 41).

ما هي أركان الإسلام؟

عرض شحرور عدداً من الآيات التي جاء فيها ذكر الإسلام وخلص إلى أن تلك الآيات، في  تسلسلها تبين أن "الجن وإبراهيم ويعقوب والأسباط ويوسف وسحرة فرعون والحواريين ونوحاً ولوطاً، كانوا من المسلمين، وأن فرعون حين أدركه الغرق نادى بأنه منهم. وهؤلاء جميعاً لم يكونوا من أتباع محمد" [8] واعتبر أن هذا يدحض مزاعم واضعي أركان الإسلام الخمس (هكذا) وينبِّه القائلين بها إلى مخالفة ذلك للتنزيل الحكيم .."[9] فهو يعتقد أن أركان الإسلام هي "التسليم بوجود الله (مقترناً) بالإحسان والعمل الصالح. وبهذا يكون صاحب التسليم مسلماً، سواء أكان من أتباع محمد (الذين آمنوا) أو من أتباع موسى (الذين هادوا) أو من أنصار عيسى (النصارى) أو من أي مله أخرى غير هذه الملل الثلاث، كالمجوسية والشيفية والبوذية (الصابئين)". أي إن أركان الإسلام ثلاثة هي الإيمان تسليماً بالله، والإيمان تسليماً باليوم الآخر والإحسان والعمل الصالح. آية ذلك أن نقيض الإسلام، في نظره هو الإجرام بدليل الآيتين: أفنجعل المسلمين كالمجرمين، ما لكم كيف تحكمون" [10](القلم 35 و 36).

 القرآن أصل الأصول ودعوة لقراءة معاصرة له

يلخص شحرور دعوته في أمرين: أولهما اعتبار التنزيل الحكيم هو أساس الأسس وأصل الأصول، والمحك المعياري الذي يجب أن تقاس عليه النصوص الأخرى. والثاني هو إعادة  قراءة القرآن وفهمه وتدبره قراءة معاصرة. ويرد على منتقديه بقوله: "وهِم ناقدونا، فحسبوا أننا ندعو إلى نبذ التراث، إلى رفض السيرة النبوية، إلى الإقلال من قدر الأئمة السابقين .." [11] والحق أن  شحرور اعتبر كل ما عدا القرآن تراثاً بشرياً، لا يجوز تقديسه أو تقديره فوق قدره، وأن "السلف الصالح" رجال مثلنا، (هم رجال ونحن رجال)، لا يحسن بنا تقليدهم ومحاكاتهم في كل شيء، ولا أن تعدهم مراجع لا يأتيهم الباطل من بين أيديهم ولا من خلفهم. وفي هذا وذاك كان مثالاً يحتذى في الشجاعة العقلية، والقدرة على التحرر من أسر التقاليد الذهنية والثقافية.

 قراءة هشة وانتقائية

المسلم عند شحرور قد يكون مؤمناً وقد لا يكون، أي إن المؤمن بالله واليوم الآخر والعمل الصالح، قد يكون مؤمناً بالرسالة المحمدية، وقد لا يكون، لكن لا بد للمؤمن أن يكون مسلماً أولاً.[12] ولكي يرفع اللبس عن تعريفة للإسلام بأنه إيمان بـ ... يتحدث عن إيمانين: إيمان بالله واليوم الآخر والعمل الصالح (وهذا هو الإسلام) وإيمان آخر هو "الإيمان  بمحمد وكتابه" (لم يتنبه، هنا، إلى أن التنزيل الحكيم صار "كتاب محمد")، ما يؤكد زعمنا أن القاعدة الفيلولوجية، التي بنى عليها قراءته المعاصرة، قاعدة هشة وانتقائية، لا تعنى بماهية اللغة. لكن "أركان الإيمان بمحمد ورسالته تقوم على محاور، نلاحظ أنها توجهت جميعها في التنزيل الحكيم إلى المؤمنين  بالله واليوم الآخر والعمل الصالح"؛ أي إلى جميع البشر (المسلمين). الإسلام إذاً أعم من الإيمان"، ولهذا سمي الدين الإسلامي لا الدين الإيماني. والأساس عند شحرور هو أقوال الله إن الدين عند الله الإسلام، وقوله : ومن يتبع غير الإسلام ديناً لا يقبل منه، أما الإيمان فخاص بأتباع محمد، ولذلك سماهم التنزيل مؤمنين[13].

وجه شحرور سهام نقده إلى التراث، بوجه عام، وإلى الفقة والفقهاء بوجه خاص، فاستثار مؤسسة الدين الوضعي وسدنة هياكل الوهم، فتألبوا عليه ورموه بالزندقة والكفر والإلحاد، وبأنه علماني، يجعل القرآن تابعًا للقيم العلمانية المعاصرة

يبني شحرور على التفريق بين الإسلام والإيمان من جهة وعلى افتراض إيمانين: إيمان بالإسلام وإيمان برسالة محمد، رؤية ترفع التناقض بين قول القرآن: "اتقوا الله حق تقاته"، وبين قوله: "فاتقوا الله ما استطعتم"، أو قوله: "لا يكلف الله نفساً إلا وسعها"، إذ الخطاب في الأولى موجه إلى المسلمين  كافة ويأمر بالإيمان الخالص ولا يكون الإيمان خالصاً إلا إذا كانا إيماناً بالله، في حين يتجه الخطاب الثاني إلى المؤمنين برسالة محمد، وفيه تيسير على المؤمنين في العبادات والشعائر[14].

طغيان الوجه الشعائري على الوجه الأخلاقي

كما بنى على هذا التفريق عمومية القيم الإنسانية (مكارم الأخلاق)، وحصرها في تسع "وصايا" سماها "الفرقان". فحين ربطت الأدبيات الإسلامية التقليدية مفهوم الدين والتدين بشعائر الإيمان، باعتبارها من أركان الإسلام، بعيداً عن المعيار الأخلاقي، الذي ينطبق على معظم سكان الأرض، أصبح الحكم على دين الإنسان يتم بدلالة صلاته وصيامه، مهما كان شكل تعامله مع الناس اقتصادياً واجتماعياً. وحين خلطت الحلال والحرام (وهو شرع إلهي) بالمسموح والممنوع  (وهو قانون  وضعي) والمعروف والمنكر (وهو أعراف وتقاليد اجتماعية) والحسن والقبيح (وهو ذوق فردي، صار وجه المرأة حراماً وصوتها حراماً والموسيقى والنحت والتصوير حراماً، والتثاؤب بفم فاغر حراماً لأنه يدخل الشيطان، وقص الأظافر في الليل حراماً... وحين ألفت العديد من  المجلدات في فقه الشعائر التي سمتها عبادات... أخذ الوجه الشعائري من الدين (أركان الإيمان) الأولوية على الوجه الأخلاقي (أركان الإسلام)، حتى انعكس ذلك في التربية المنزلية،  التي هي الأساس في تنشئة الطفل، فصار إفطار يوم من رمضان أكبر كثيراً من الكذب[15].

المراجع:

[1] - محمد شحرور، الإسلام والإيمان،  ص 22.

[2] - محمد شحرور، نحو أصول جديدة للفكر الإسلامي، دار الأهالي، دمشق، 2008، ص 21.

[3] - نوه شحرور مراراً بالأستاذ جعفر دك الباب، الذي أعانه في المجال اللغوي.

[4] - راجع/ي، جورج طرابيشي، من إسلام القرآن إلى إسلام الحديث، النشأة المستأنفه، دار الساقي، بيروت، 2010.

[5] - شحرور/ نحو أصول جديدة، ص 23.

[6] - شريف محمد جابر، كيف يحرف شحرور القرآن/ على الرابط: https://blogs.aljazeera.net/blogs/2017/6/12/%D9%83%D9%8A%D9%81-%D9%8A%D8%AD%D8%B1%D9%81-%D9%85%D8%AD%D9%85%D8%AF-%D8%B4%D8%AD%D8%B1%D9%88%D8%B1-%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%B1%D8%A2%D9%86

[7] - شحرور، نحو أصول جديدة، ص 28.

[8]  - شحرور، الإسلام والإيمان، ص 33.

[9] - شحرور، الإسلام والإيمان، ص 37

[10] - راجع/ي، شحرور، الإسلام والإيمان، ص 38.

[11] - شحرور، الإسلام والإيمان، ص 51.

[12] - شحرور، الإسلام والإيمان، ص 52.

[13] - راجع/ي، شحرور، الإسلام والإيمان، ص 55.

[14] - راجع/ي، شحرور، الإسلام والإيمان، ص 56.

[15]  - شحرور، الإيمان والإسلام، ص 67 – 68.

مقالات متعلقة

عن ثنائية "اللائيكية والاستبداد" وصعود "الإسلام السياسي"

20 حزيران 2017
الحديث، بعد كل ما فعله الأسد في إعادة إنتاج الأصولية، عن "علمانية الأسد"، عن "حداثة الأسد" لهو حديثٌ لا شك فكاهي، إلا أنّه بنفس الوقت مؤلم وهو ما يرتكز عليه...
العلمانية... الأفق الممكن (3)

01 تشرين الأول 2019
هل العلمانية ضد الدين أم الدين ضد العلمانية؟ ما موقع السلطات المستبدة من العلمانية؟ وهل "الأقليات الدينية والإثنية" مع العلمانية حقا أم ماذا؟ في المقال الثالث من ملف "آفاق العلمانية...
العلمانية وشروط إمكانها في سوريا (4)

08 تشرين الأول 2019
ضمن ملف "آفاق العلمانية في سورية" يبحث المفكر السوري البارز، جاد الكريم الجباعي، في إمكانية تبئية العلمانية سوريا، والشروط اللازمة لذلك، مفندا مقولتي "علمانية الآقليات" وديمقراطية الأكثرية"، وأيضا "علمانية" النظام...

هذا المصنف مرخص بموجب رخصة المشاع الإبداعي. نسب المصنف : غير تجاري - الترخيص بالمثل 4.0 دولي

تصميم اللوغو : ديما نشاوي
التصميم الرقمي للوغو: هشام أسعد