سار مئات المتظاهرون السوريون يوم الأحد الموافق ٢ فبرابر ٢٠٢٠، في مظاهرة حملت اسم من "إدلب إلى برلين"، باتجاه الحدود السورية التركية بالقرب من مدينة حارم الحدودية للتعبير عن غضبهم، جراء ما يحدث في مدنهم وبلداتهم من قتل ونزوح وتهجير.
وطالب المتظاهرون الجانب التركي بفتح حدوده أمام المتظاهرين للعبور إلى تركيا، ومن ثم إلى الدول الأوربية أو إيقاف النظام وميلشياته عن تدمير قراهم وبلداتهم وتسويتها بالأرض.
أية رسالة؟
وتهدف التظاهرات إلى إرسال رسالة بطريقة سلمية تعكس غضبهم من تخلي المجتمع الدولي عن ملايين النازحين في إدلب، مما جعلهم يلجؤون إلى هذا الخيار وسط التقدم السريع لقوات النظام تجاه مدنهم وقراهم وقصفها بكافة أنواع الأسلحة بمباركة الضامنين وصمت عالمي.
محمد كتلاتي (38عاما ً) نازح من مدينة معرة النعمان، يتحدث لحكاية ما انحكت عن دوافع مشاركته في الوقفة الإحتجاجية بالقول "لم يعد هناك خيار آخر، إما أن نموت ببراميل الأسد وسلاحه الكيميائي أو نعبر جميعنا إلى أوربا".
يقول متابعا: "اتجهت برفقة مئات المتظاهرين والمهجرين قسراً إلى الحدود التركية وطالبنا الضامن التركي التحرك بالسرعة القصوى لإنقاذ المدنيين العزل في مدينة إدلب، واللذين يموتون تحت وابل من صواريخ الإجرام الأسدي والروسي يومياً".
ويضيف: "تركيا أصبحت ضامن للشعب السوري ولكنها باتت اليوم الضامن على قتلهم، إذ تكتفي بمشاهدة المحرقة الحاصلة في إدلب دون أن تحرك ساكنا"، موضحا أن "العبور إلى تركيا ليس من أولوياتنا، مطلبنا الأول هو وقف هذا الإجرام "التتاري" عن الشعب السوري في إدلب وإلا ستتحرك مئات الآلاف من الجموع للعبور إلى تركيا.
ويختم لحكاية ما انحكت: "هدفنا من هذه الوقفة إيصال رسالة للدولة التركية بأن الشعب في إدلب لم يعد قادر على تحمل المذابح اليومية في حقه وحق أطفاله".
مواجهة الجندرما التركية
المتظاهرون حاولوا اقتحام الحدود التركية عن طريق قص الأسلاك الحدودية، وقابلهم على إثرها حرس الحدود التركي "الجندرمة" بالقنابل المسيلة للدموع ومدافع المياه وإطلاق رصاص تحذيري مما أدى لإصابة بعض المتظاهرين بحالات اختناق معظمهم من النساء والأطفال.
رنا الأحمد (22عاماً) متظاهرة حملت أمتعتها وتوجهت للمشاركة بنية الدخول إلى تركيا في حالة السماح لها تقول متسائلة: "إلى أين نهرب؟ لم يعد لنا اي مكان آمن نلجئ إليه، أطفالنا تموت تحت أعتى الأسلحة في العالم وكأنهم مجرد أرقام لا تساوي شيئاً متناسين تماماً بأننا بشر يحق لنا العيش بأمن وسلام والتعلم حالنا كحال كل الشعوب".
وتتعرض محافظة إدلب الواقعة ضمن مجال منطقة خفض التصعيد، لحملة برية وجوية من قبل قوات النظام وحليفته روسيا مما أدى لنزوح مئات الآلاف من المدنيين، وخاصة في ريفي إدلب الجنوبي والشرقي وسط ضعف للموقف التركي الذي يعتبر أحد الضامنين لمنطقة خفض التصعيد.