أرشفة حقبة الكاسيت السوري

حوار مع مارك جرجس ويامن مقداد من أرشيف الشرائط السوريّة


استمر "عصر الكاسيت" في سوريا منذ أواخر السبعينيات حتى العام 2010، دون أن يحظى بالاهتمام والدراسة الكافيتان. تقابل حكاية ما انحكت المنتجَين الموسيقيين مارك جرجس ويامن مقداد، المشرفان على مشروع أرشيف الشرائط السوري، ليتحدثا عن عصر الكاسيت وإنتاجه وأخيرًا أرشفته.

04 نيسان 2022

مادلين إدوردز

صحفية مستقلّة في بيروت، مختصّة في الشأن السوري، وفي الأدب العربي.

Translated By: دلير يوسف

قبل وصول الإنترنت إلى سوريا، وخلال ثلاثة عقود كانت مئات الآلاف من شرائط الكاسيت منتشرة في كلّ مكان: في أجهزة سيارات الأجرة وعلى رفوف متاجر الموسيقى… 

يحكي "عصر الكاسيت" في سوريا عن فترة من التغيير الهائل في موسيقى البلاد، من الألحان الشعبية التقليديّة التي تترافق مع موسيقى الطبول ذات الإطارات الخشبيّة إلى وصول آلات الميكس والنغمات الإلكترونيّة الصاخبة؛ منذ أيام ما قبل الإنترنت، أيام الأشرطة البلاستيكيّة المنتجة محليًا للبيع في محطات الحافلات والأكشاك، وصولًا إلى ملفات mp3 القابلة للتنزيل والتي من شأنها في النهاية أن تجعل الأشرطة قديمة.

مع ذلك، فإنّ العصر، الذي استمر منذ أواخر السبعينيات إلى حوالي عام 2010، لم يحظ بالتقدير الكافي وفقًا للمنتجين الموسيقيين مارك جرجس ويامن مقداد. يشترك الرجلان في الإشراف على أرشيف الشرائط السوريّة، وهو مكتبة على الإنترنت لمئات أشرطة الكاسيت التي جمعها جرجس في رحلات متعددة إلى سوريا منذ عام 1997 حتى عام 2010. وعلى الرغم من أن الأرشيف قد بدأ في العمل منذ عامين، إلّا أنّه أطلق منصته للاستماع على الإنترنت في شهر شباط الماضي. حتى الآن، عُرضت عشرات الكاسيتات على المنصة، بما في ذلك حفلات الزفاف المُسجّلة وأغاني الحب الإلكترونيّة "الشعبيّة"، وألحان الموسيقى الحورانيّة الشعبيّة وأغانٍ باللغتين الكرديّة والآشوريّة. كما يخطط الأرشيف لإطلاق سلسلة من المقابلات الشفويّة مع فنانين كانوا جزءًا من عصر أشرطة الكاسيت في سوريا.

يمكن لجهود جرجس ومقداد أن تنقذ الكثير من موسيقى ذلك العصر، وهي في كثير من الأحيان نغمات شديدة المحليّة أو نغمات شعبيّة كان عشاق الموسيقى السابقين يرفضونها باعتبارها موسيقى غير مهمة، مُضيّعة للوقت.

"هذه الأشرطة سريعة الزوال؛ هذا هو بالضبط ما نأمل ألا يضيع" يقول جرجس. "ربّما يمكن لشخص ما، سوري أو غير سوري، أن يجد شيئًا هنا. قد يجدون شيئًا لم يسمعوا به من قبل نتيجة لذلك، لأنّنا قد أخرجنا هذا الشريط من التاريخ، من نافذة زمنيّة ما، وحافظنا عليه".

تحدثنا في حكاية ما انحكت مع جرجس ومقداد خلال شهر آذار عن المشروع، وعن خلفياتهم الموسيقيّة الخاصة، وعن أهميّة الحفاظ على الموسيقى السوريّة الشعبيّة، وسألنا: ما الضروري في توثيق ما يمكن التغاضي عنه؟

تم تحرير هذه المحادثة من أجل سهولة القراءة، وقد نُشرت أولًا باللغة الإنجليزيّة وهذه ترجمتها العربيّة.

الروزانا... مجاعة، وسفينة، وأغنية شعبية عبرت الحدود

12 شباط 2021
لا أحد يعرف تحديدًا من أين جاءت الأغنية الشعبية الشامية الشهيرة "عَ الروزانا"، سواء تصاعدت أنغامها من سفينة إيطالية تحمل الطعام خلال المجاعة الكبرى في لبنان، أو من قصّة حب...

مارك، هل يمكنك أن تبدأ بكيفيّة اهتمامك بأشرطة الكاسيت السوريّة؟ ما هي خلفيتك الموسيقيّة؟

مارك: نشأت في الولايات المتحدة كأميركي عراقي، واسمتعتُ للكثير من الموسيقى العربيّة عن طريق عائلتي الكبيرة في ديترويت، ومن خلال استماع والدي للأغنيات الكلاسيكيّة، من التسجيلات العراقيّة القديمة وصولًا لأم كلثوم وفيروز. كنّا نذهب إلى حفلات الزفاف العراقيّة عندما كنت صغيرًا في السبعينيات والثمانينيات، وكانت هناك فرق أوركسترا صغيرة، أحيانًا مع الفلوت والكمنجة والإيقاع. كذلك في الثمانينيات والتسعينيات، كانوا يعزفون موسيقى الجوبي. دائمًا ما كان ذلك ممتعًا بالنسبة لي.

لكن، آلة الاستيعاب الأمريكيّة قويّة، ووالدي لم يكن استثناءً. لقد تخلى نوعًا ما عن كلّ ما لديه من "أشياء" ثقافيّة لأنّ الحياة أصبحت صعبة للغاية من الناحية السياسيّة، مع وصول أزمة الرهائن في إيران والحرب في لبنان إلى ذروتها في عام 1982، وبعد ذلك أتت حرب الخليج ثم هجمات 11 أيلول، هكذا توالت الضربات واحدة بعد الأخرى. لم يكن الكثير من الناس يرغبون في الإعلان عن كونهم عربًا أمريكيين، لقد أصبح ذلك وصفًا سلبيًا.

في نفس الوقت، رأيت الكثير من شيطنة للشرق الأوسط في وسائل الإعلام. صور سلبيّة دائمًا. أعتقد في فترة حرب الخليج في عام 1991، أصبحتُ مسيسًا للغاية وقمتُ بالعودة إلى الموسيقى العربيّة. حاولتُ التعرف على هذه الموسيقى في عالم ما قبل الإنترنت، حين كان لدينا متاجر في الشتات مثل المتاجر العراقيّة في سان دييغو وديترويت وبعض المتاجر المصريّة واليمنيّة في منطقة خليج سان فرانسيسكو. كنتُ أشتري الأشرطة، ولاحقًا الأقراص المدمجة والاسطوانات. كان هناك متجر للتسجيلات العربيّة في سان فرانسيسكو موجود منذ ستينيات القرن الماضي.

عائلتي آشوريّة -نحن كلدانيون آشوريون- لذلك كان لدينا أيضًا تركيز خاص على الموسيقى الآشوريّة والكلدانيّة، والتي وُجدت بكثرة في الولايات المتحدة الأمريكيّة. هكذا تعرّفت على القرى الآشوريّة ونهر الخابور شرق سوريا، وهكذا ظهرة فكرة الزيارة إلى سوريا. حتى ذلك الوقت لم أكن قد سافرتُ قط خارج أمريكا الشماليّة، لذلك كانت سوريا واحدة من الأماكن الأولى التي ذهبت إليها في عام 1997، وكانت الموسيقى نوعًا من القوة الدافعة وراء كلّ ما فعلته. اعتقدت أنّ بإمكاني الذهاب إلى هناك، والاستماع إلى الراديو المحلي، والتعرّف على الموسيقى وشراء أكبر عدد ممكن من أشرطة التسجيل. كان الأمر مذهلًا. لقد وقعت في حبّ المكان على الفور، وحبّ كلّ شيء يتعلق به. كانت أكشاك الكاسيت والمحلات التجاريّة تحتوي على آلاف وآلاف وآلاف من أشرطة الكاسيت، لذلك اشتريت بكلّ حريّة قدر استطاعتي، بقدر ما أستطيع أن أضع في حقيبتي.

يامن، هل من الممكن أن تخبرنا عن خلفيتك الموسيقيّة؟ ما هي الموسيقى التي نشأت معها؟ كيف تطور هذا الاهتمام إلى العمل الذي تقوم به مع أرشيف الشرائط السوريّة؟

يامن: ولدت في دمشق عام 1990 معاصرًا آخر حقبة من عصر شرائط الكاسيت في سوريا. منذ ذلك الوقت بدأت متاجر الكاسيت بالتحوّل إلى مخازن أقراص مضغوطة (سي دي). بشكل شخصي وضعت يدي على أيّ شيء وصلتُ إليه من متاجر الكاسيت والأقراص المدمجة ومن مجموعات أختي وأبي. لكنني بدأت بالفعل بالاستماع إلى بعض الموسيقى السورية البديلة مثل فرقة كلنا سوا، وفرقة أنس آند فريندز. أبي كان يستمع إلى موسيقى الطرب والموسيقى الشعبيّة من جميع أنحاء المنطقة، هذا باق معي، موسيقى شعبيّة من لبنان ومن مصر ومن اليمن والسودان وسوريا. أيضًا، كذلك ستتنوع تسجيلات متاجر الكاسيت من فرقة باك ستريت بويز وصولًا إلى نوال الزغبي وما يشبه موسيقاها.

لكن بعد ذلك جاء الإنترنت. كنت أقوم بتنزيل الموسيقى وأرشفتها على طريقتي الخاصة، وكنتُ أقوم بنسخ الكثير من الأقراص المضغوطة لأصدقائي. قادني ذلك لاحقًا لمزج موسيقاي الخاصة (دي جي) في سوريا. عندما انتقلت إلى لندن، واصلت المزج الإلكتروني (DJing) وكنت جزءًا من مجموعة موسيقيّة. ثم بدأنا هذا برنامجًا إذاعيًا لنحكي عن الموسيقى، من أجل ذلك تواصلت مع مارك، الذي كان على وشك الانتقال إلى لندن. كان ذلك عندما بدأ يفكر في إحضار مجموعة شرائط الكاسيت الخاصة به من الولايات المتحدة ورقمنتها.

هل يمكنكما أن تتذكرا لحظة مبكرة أو حاسمة أدركتما فيها الأهميّة الأرشيفيّة أو الثقافيّة لأشرطة الكاسيت السوريّة؟

مارك: رحلتي الأخيرة إلى سوريا كانت في العام 2010. في السنوات التالية راقبت الوضع الآخذ في التدهور في البلاد، وسمعت قصصًا مروّعة من الأصدقاء والمعارف في سوريا. وفوق كلّ ذلك جاءت داعش. لم أستطع تصوّر شيء كهذا، كان الأمر صعبًا بالنسبة إليّ، حتى ولو كنتُ أجنبيًا.

خلّونا الليلة تَ نقول للحزن ماله مطرح

18 شباط 2021
يغوص دلير يوسف في ذاكرته ويسرد في هذا النص الأغنيات التي كان يسمعها حين كان طفلًا في مدينة القامشلي، شمال شرق سوريا، فيقول إنّ هذه الأغنيات جعلت المدينة أجمل وإنّ...

في حوالي العام 2017 بدأت أفكر في طبيعة هذه الكاسيت ومدى قدرتها على البقاء صالحة. بدأتُ أفكر في آثار الحرب على الثقافة بشكل عام. لقد بحثتُ وعملت كثيرًا مع الموسيقى الكمبوديّة، التي تعرضت للدمار والإبادة الكاملين. حتى أن هناك أشكال رقص وأشكال موسيقيّة قديمة ضاعت بشكل كامل، كما هو الحال في أيّ مكان تأثر بالحرب والتشتت والترحيل القسري. بدأت أفكر في التأثيرات التي ستحدث على الموسيقى وكيف أنّ الكثير من هذه الكاسيتات كانت سريعة الزوال، خاصة أشرطة الأغاني الشعبيّة والدبكة.

ماذا تقصد عندما تقول إنها سريعة الزوال؟

مارك: لديك مثلًا كلاسيكيات أم كلثوم أو فريد الأطرش التي تدوم إلى الأبد. إنّها موجودة على كلّ رف وتوجد مُسجّلة على أقراص مضغوطة وتُوجد كملفات mp3 وتوجد في محركات أقراص فلاش وفي موقع YouTube. إنها موثقة جيدًا، حتى في تسجيلات الفونوغراف.

بالنسبة لطبيعة الكاسيت، وكان هناك الآلاف منها في سوريا. في الواقع ، كانت سوريا من أكبر منتجي ومصدري الكاسيت في المنطقة. كان عصر الكاسيت أيضًا أحد أطول العصور الموسيقيّة، منذ أواخر السبعينيات حتى حوالي العام 2010. 

كان عمر هذه الكاسيتات قصيرًا، وخاصة أشرطة الزفاف. وهذه الموسيقى موجودة فقط على الكاسيت. لم يتم تسجيلها مطلقًا في تسجيلات الفونوغراف، ولم تتم رقمنتها وتحويلها لأقراص مضغوطة. كان ينظر إليها على أنّها طريقة عمل يوميّة لإبراز اسم مغنٍ ما في مكان ما. ربّما سمعتِ بالأمر، وهو صحيح على فكرة، أنّ عمر سليمان لديه 500 شريط كاسيت باسمه. تمّ تسجيل وتوزيع كلّ حفلات زفاف التي غنى فيها. بالنسبة للكثير من هؤلاء المغنيين، ستجدين أشرطتهم في عام واحد، ثمّ في العام التالي، عندما تعودين إلى سوريا كان من الممكن أن ذلك الشريط قد اختفى.

بدأت أفكر في دورة حياة هذه الأشرطة، وفي الذاكرة الثقافيّة وما الذي يُمكن أن يحدث لها بسبب الحرب والتحولات الديموغرافيّة في سوريا، والتي تختلف فيها الموسيقى من منطقة إلى أخرى.

يامن: اهتممت طوال مسيرتي المهنيّة بجمع الموسيقى ومشاركتها وإحيائها، وكذلك الأمر مع الموسيقى السوريّة، وخاصة الأغنيات الشعبيّة، لكن أعتقد أنّني ومع الكاسيت السوري على وجه التحديد، أدركتُ الخطر عندما بدأت الحرب. كنتُ أسأل والدي باستمرار إذا ما كان محتفظًا بمجموعته من الكاسيتات. في الرحلة الأولى التي قمت بها إلى سوريا، بذلت قصارى جهدي للبحث عن التسجيلات وأشرطة الفيديو والكاسيت الخاصة بي.

كما أنّني أجري بحثًا عن المطربين الموجودين في أرشيف الشرائط السوري، وقد أدركت خصوصيات هذه الصناعة. كانت صناعة الكاسيت السوريّة مختلفة تمامًا عن أيّ صناعة موسيقيّة أخرى في المنطقة من حيث ضخامتها، لكنها وفي نفس الوقت غير مؤسَسَة على الإطلاق، كانت قاعديّة (شعبيّة) للغاية. كان الناس يسجلون الموسيقى في مجتمعاتهم الخاصة، دون أن تصل إلى المدن الرئيسيّة.

هل كان هذا الجانب من الإنتاج الموسيقي الشعبي المحلي الكبير في سوريا خاصًا بأشرطة الكاسيت؟

يامن: نعم، وبالطبع وصلت بعض الكاسيتات إلى المدن. لكن بشكل عام، أعتقد أن غالبيّة الإنتاج وُلد ومات في كلّ منطقة محليّة. لم يكن هناك اهتمام كاف بالمدن، ولم يكن هناك سوق تجاري. بعض الأنواع الإقليميّة المختلفة، مثل الموسيقى الحورانيّة وموسيقى الجزيرة أو موسيقى الساحل لم تحقق هذا النوع من الاستقبال العام الذي شوهد لفنانين مثل صباح فخري وغيرهم ممن قدموا عروضهم على التلفزيون. لكن بشكل عام، بدأ غالبية الموسيقيين السوريين التسجيل من خلال أشرطة الكاسيت، وبقيت تلك الأشرطة في مجتمعاتهم المحليّة. بدأنا مؤخرًا إدراك أهميّة مشاركة هذه الأشرطة والاحتفال بها. هذا مهم للغاية من أجل سوريا وشعبها.

مارك: هذا تاريخ موسيقي معاصر نركز عليه، عصر الكاسيت. لكنه سرعان ما أصبح تاريخيًا، وبسبب الأحداث الأخيرة، فقد أصبح حقبة ماضية. تشكّل هذه الشرائط نافذة على فترة زمنيّة محدّدة للغاية في سوريا التي تغيرت كثيرًا.

بهذا المعنى، من المهم جدًا بالنسبة لنا التحدث إلى الأشخاص الذين شاركوا فيها، على الأقل مع أولئك الذين ما زالوا أحياء. في بعض الأحيان نتحدث إلى أقرب الأقارب.

لم يكن هناك أيّ ضوء مسلط على تلك الحقبة. لقد كان يُنظر إليه على أنّه نوع من العمل، بمعنى أنّ بعض الأشخاص الذين نقابلهم لم تتم مقابلتهم من قبل. يتفاجأ بعضهم من الفضول ومستوى العمق لدينا في الرغبة في معرفة كيفيّة سير العمل.

يتضمن الأرشيف على الإنترنت عددًا من أشرطة الكاسيت للموسيقى "الشعبيّة"، أو الإنتاج الذي قد يسميه البعض "الثقافة الهابطة" (low culture). مارك، لقد قلت في مقابلة سابقة أن هذا النوع من الموسيقى له سمعة سيئة بين "المثقفين" السوريين وبين سكان المدن. هل يمكنك التحدث أكثر عن النغمات الطبقيّة التي كانت تحدث؟ وما الذي يمكنك قوله عن هذا النوع من الموسيقى الذي كان ينتقده سكان المدن؟

مارك: بصفتي شخصًا خارجيًا ينظر إلى الداخل، لم أكن على دراية بخطورة أو شدّة هذه الوصمات. أعرف في عائلتي، أنّه عندما تقوم بتشغيل موسيقى الجوبي، كانوا يقول أشياء مثل: "نعم هذا جميل، لكن الموسيقى الحقيقيّة كذا وكذا." هناك مستويات لما يمكنك، وما يجب عليك، أن تقدره.

كان الناس يتوسلون إليّ كيلا أركز على هذا النوع من الموسيقى "الشعبيّة"، لأنّها في رأيهم ليست سوريا. كانت هناك عقول لامعة وفنانون وحرفيون ومهندسون ومعماريون بارعون في دمشق رأوني أهتم بشخص مثل عمر سليمان، وكان الأمر محيرًا للغاية بالنسبة لهم. أستطيع أن أفهم هذا تمامًا، وأن أضع نفسي في مكانهم.

يامن: أعتقد أن هناك مستويين لهذا الأمر. هناك نهج قائم منذ فترة طويلة وهو مركزيّة مدينتي حلب ودمشق. بالطبع، كانتا أكبر المراكز الاجتماعيّة والثقافيّة والاقتصاديّة في سوريا منذ آلاف السنين، لذلك امتلكتا دائمًا هذا الوزن الثقافي.

جولة موسيقيّة في "سوريا الصغيرة"

12 آذار 2021
تضمنت الأغاني التي قدمها الموسيقيون السوريون في مدينة نيويورك منذ عام 1913 وحتى أربعينيات القرن الماضي قصائد مسجلة وأغاني شعبية جلبوها معهم من بلادهم إضافة إلى مؤلفات أصليّة تحكي عن...

عندما وصل حزب البعث إلى السلطة ، كان التركيز على بناء الدولة القومية لسوريا. احتكرت الدولة الثقافة. انتهى الأمر بالقنوات التلفزيونيّة والمحطات الإذاعيّة التي تديرها الدولة بإذاعة نفس الأشياء التي كانت تُعرض في العراق واليمن ومصر، مع التركيز على هذا النهج الثقافي القومي العربي. نشأ هذا بعد المؤتمر الأول للموسيقى العربية في القاهرة عام 1932، والذي قرر أساسًا ما هي "الموسيقى العربيّة".

وما هي "الموسيقى العربيّة" بالنسبة لهم؟

يامن: قبل تشكيل الأوركسترا في سوريا، كان التركيز على الموسيقى الكلاسيكيّة العربيّة. هذه أساسًا موسيقى محمد عبد الوهاب وأم كلثوم وفريد الأطرش وأسمهان. كان هؤلاء هم النجوم الأوائل للموسيقى العربيّة الكلاسيكيّة، كما قرّر المؤتمر في العام 1932، هذه كانت الموسيقى العربيّة، هكذا لاحظوا الأمر، وهكذا قرروا أن هذا هو الأسلوب الصحيح للموسيقى العربيّة، وقد خلق ذلك سردًا أكاديميًا: "هذه موسيقى، وهذه ليست كذلك". لقد قرّروا أيّ موسيقى تستحق المتابعة، وأيّ موسيقى يجب على الناس تأليفها.

لماذا تعتقدان أنّ الأشخاص الذين دافعوا عن الموسيقى الكلاسيكيّة كانوا سينتقدون أشكال الموسيقى المحليّة أو الشعبيّة السوريّة؟ كنت أستمع إلى إحدى شرائط كاسيت أغنيات شعبية من السويداء  وكانت موسيقى رائعة. ما هو النقد الموجه لهذا النوع من الموسيقى، ومن أين يأتي هذا النقد؟

يامن: يجب أن نكون واضحين في القول إنّ الناس في جنوب البلاد يحتفلون بهذه الموسيقى. بالنسبة لهم، هذه موسيقى عالية الجودة يفهمون تاريخها. إنّها تأتي من فولكلورهم وتقاليدهم واحتفالاتهم ومواسم حصادهم. إنّهم يفهمونها، يستمتعون بها، يستمعون إليها. وينطبق الشيء نفسه على الموسيقى القادمة من أجزاء أخرى من البلاد. في الساحل، يحتفل الناس بموسيقاهم، والأمر نفسه ينطبق على الشمال الشرقي.

لكن في المدن الكبيرة فالأمر مختلف. هناك "تصوّر" أنّ دمشق وحلب هما أفضل الأماكن وأنّ كلّ شيء خارجهما متخلف. وهذا ينطبق أيضًا على الموسيقى. من الشائع أن ينظر الناس في دمشق وحلب إلى مثل هذه الموسيقى باستخفاف، لكن في أجزاء أخرى من سوريا يحتفل الناس بثقافاتهم المحليّة وكذلك الثقافة السائدة.

لكن هناك فرق بين الموسيقى الشعبيّة وبين ما يُعتبر موسيقى "شعبيّة". ضمن هذه الرواية، من المقبول أن نغني أغنيات منطقة معينة كما قُدّمت تاريخيًا. يوجد هذا النوع من أغاني الحصاد التقليديّة في الجنوب السوري، وهذا مقبول بمعنى أنّه يجب أن يظل كما كان في الماضي خلال العروض فوق خشبة مسارح المهرجانات. هذا مقبول.

لكن ما لديهم مشكلة معه هو ما يشار إليه بالموسيقى الشعبيّة، والذي يعتبر استمرارًا لتلك الموسيقى الشعبيّة. يريدون الاحتفاظ بهذه الموسيقى كما كانت في الثلاثينيات أو الأربعينيات، ولا يقبلون أن تتطور مع تطور التكنولوجيا ومع الهجرات. الصوت الذي ظهر من تلك الموسيقى الشعبيّة هو أكثر ما ينظرون إليه بازدراء.

لأسباب مختلفة، كنت أفكر كثيرًا مؤخرًا في فكرة "الثقافة الهابطة" أو "الابتذال"، والطبقيّة الكامنة وراء انتقاد شيء ما ووصفه بـ"مبتذل" أو "هابط"، كما لو كان أقل أهمية، وليس إنتاجًا فنيًّا يستحق الحفظ أو الدراسة. ما المهم في الحفاظ على هذا النوع من الموسيقى، على هذا الإنتاج الشعبي، إلى جانب المزيد من الأشكال الكلاسيكيّة؟

مارك: يمكننا أن نجد هذه الأنواع من التحيزات الموسيقيّة في أيّ ثقافة. إذا كنت تستمعين إلى الموسيقى الكلاسيكيّة في الغرب، فعليك أن تجسدي أسلوب الحياة الذي يأتي معها، مع النبيذ الفاخر وتلك الأشياء الأخرى.

لقد سعيت دائمًا إلى اتباع نهج انتقائي مفتوح للموسيقى. يمكنني أن أجد الجمال في أيّ موسيقى، من إعلان تلفزيوني قد يكون سطحيًا حقًا، أو أغنية NSYNC، أو أغنية جاستن بيبر، وصولًا إلى أكثر موسيقى الروك جنونًا.

يمكنني أن أقدّر وأحبّ فريد الأطرش، لكن يمكنني أيضًا أن أحبّ هذا الشكل "الهابط" من الموسيقى الشعبيّة. في تلك الموسيقى الشعبيّة، نسمع آلات موسيقيّة رائعة وأشخاصًا يعيشون ويتنفسون ويأكلون هذه الموسيقى وبدرسونها. هناك منهجيّة جادة غير ملحوظة تجري هنا، مطبقين مهارة وخبرة قد تعود إلى قرون طويلة في بعض الحالات، أو قد يقوموا بتهجين موسيقاهم مستخدمين أجهزة المزج (الميكس)، ومع ذلك ما زالوا يستمدون الكثير من هذا الماضي الغني. أجد ذلك مثيرًا جدًا.

أنديّة سوريّة في ساو باولو

15 آذار 2022
على بعد آلاف الأميال عن الوطن تأسّس في مدينة ساو باولو البرازيليّة عددٌ من النوادي الاجتماعيّة، منها "نادي زحلة" و"نادي حمص"، اللذيّن تأسّسا على أيدي مهاجرين سعوا وعملوا لإبقاء الوطن...

يامن: أوافق. نحن نضع ظاهرة "الكَولنة"، أو ما هو صحيح أو راقٍ أو لطيف في السياق السوري. لكن بالطبع هذا موجود في كلّ مكان، ونحن جميعًا جزء من هذا الأمر على مستوى ما.

مارك: بقدر ما نحترم الأكاديميين والمؤسسات التي لفتت انتباهنا إلى الموسيقى منذ الأيام الأولى للموسيقى المسجلة، فإنّ النهج النخبوي يتغلغل في الأوساط الأكاديميّة والمؤسسات. هي لا تتحقق من الحصريّة التي تروج لها. في رأيي، هذا مُدمّر للغاية. هذا هو السبب في أنّنا لم نسمع أصواتًا معينة في وقت سابق، في أيام ما قبل الإنترنت. لم يتم توفير هذه الأصوات نظرًا لوجود مجموعة من الأشخاص قرروا أنّها ليست مهمة بما يكفي. إذا ركزنا فقط على ما تسمح به الدولة أو ما هو مناسبًا مؤسساتيًا، فإنّنا ندمّر فهمنا الشامل للمكان.

تكتبون على الموقع الإلكتروني أنّ قصص معظم الفنانين الموجودين في أرشيف الكاسيت "نادرًا ما تُروى". هل هناك فنان معين من الأرشيف بقت قصته عالقة معكما، أو يحتاج الناس إلى سماع قصته؟

يامن: أثناء الحديث مع هؤلاء الفنانين، تفاجأ الكثير منهم بشكل إيجابي. خاف بعضهم بالفعل، وقد قدّر بعضهم المشروع حقًا لأنّهم شعروا أن أحدًا لم يكن جادًا معهم من قبل. بسبب "المفاهيم الخاطئة"، فهم لم يلقوا أيّ اهتمام من المنافذ الإخباريّة الموجودة لدينا في سوريا.

بعضهم كان يعزف الموسيقى لمدة 60 أو 70 عامًا. أحد الفنانين الذين تحدثنا معهم كان سعد الحرباوي، الذي لم يحظ بالقدر المناسب من الاهتمام الإعلامي.

هل يمكنك التحدث أكثر قليلًا عن قصة سعد؟ ما هو نوع الموسيقى الذي صنعه؟

يامن: أعتقد أنه من تل تمر في شمالي شرق سوريا، ولد في الثلاثينيات وهو يعزف على الربابة ويغني في الأعراس، وما يزال يفعل ذلك. كان والده شاعرًا بدويًا. عندما قابلناه، بدأ في الغناء لنا. يغني باللغتين الكرديّة والأرمنيّة لأنّ منطقته في سوريا متنوعة للغاية. لذا فهو يعزف الربابة فيما يغني بالكرديّة ولغات أخرى. هذا جنون. إنّه أيضًا أحد فناني حفلات الزفاف منذ فترة طويلة، منذ عصر ما قبل الكهرباء، ثمّ واصل العزف بعد وصول الكهرباء. امتد غناؤه إلى كلتا الحقبتين. قبل توصيل الكهرباء، كان يتجول في حفل الزفاف وهو يعزف الموسيقى حتى يستطيع الجميع سماعه.

لكن الفنان المفضل لدي من الذين قابلناهم هو أحمد القسيم. إنّه ثروة من المعلومات والخبرات، ولديه نهج مثير للاهتمام في الحياة والفن. هو مغنٍ حوراني وهو أيضًا متخصص في الموسيقى العرقيّة. كان يخرج ويوثق موسيقيي حوران حين كان يعيش هناك.

أما زال يعيش ويؤدي في جنوب سوريا؟

يامن: لا ، إنه في الأردن الآن.

مارك: لم يكن من السهل العثور على بعض هؤلاء الفنانين وشركات الإنتاج. تمّ تهجير الكثير منهم، وانتشر الكثير منهم في جميع أنحاء العالم في الوقت الحالي، أو أنّهم يعملون خارج مجال الموسيقى.

لكن كان الأمر ممتعًا، حين تحدثنا مع أحمد القسيم، على سبيل المثال، عن فترة الكاسيت، لأنّه بدأ في الغناء في وقت قريب من هذا فترة "المزج الإلكتروني"، وجلب آلات المزج الإلكترونيّة والطبول الإلكترونيّة.

في أي عقد كان ذلك؟

مارك: بدأت آلات المزج الإلكتروني المبكرة في القدوم من لبنان والصين واليابان في أوائل الثمانينيات. لقد صارت الموسيقى تطلب من الكثير من الأشخاص الذين اعتادوا الرقص بطريقة معينة في حفلات الزفاف على إيقاع صوتي عضوي، أن يرقصوا فجأة على إيقاع إلكتروني صارم.

يوثق عصر أشرطة الكاسيت ذلك الوقت، أيّ عندما بدأ المزيد من الناس في الحصول على الآلات الموسيقيّة الإلكترونيّة.

كثيرًا ما فكرتُ مؤخرًا في سبب استمراري أنا والآخرين في التركيز على الفنون والثقافة، حتى مع بقاء سوريا في حالة حرب. قد يقول بعض الناس إنّه من غير المهم التركيز على هذه الأشياء في وقت مثل هذا، وإنّ هناك مواضيع "أكبر" نركز عليها طاقاتنا. لماذا تُعتبر الفنون والثقافة مهمة بالرغم من ذلك؟ ما الذي يمكن أن تفعله الموسيقى والأرشفة لنا وسط العنف، وفي كثير من الأحيان، وسط المحو الثقافي العنيف؟

مارك: نعمل بما عندنا، أنا ويامن وأشخاص آخرين يعملون في الفنون والثقافة. هذه محنتنا، وتلك هي الأدوات التي نعمل بها. الموسيقى هي بوابة، مثل الطعام. قد يكون هذا هو المدخل الأكثر سذاجة، والأساسي للغاية، لشخص ما كي يفكر أخيرًا في الثقافة التي كانت غير مرئية بالنسبة إليه في السابق. هذا من وجهة نظر غربية.

في الولايات المتحدة، تندرج سوريا دائمًا ضمن هذه الفئة من الدول "المارقة" أو "المنبوذة" أو "الإرهابيّة". يتم تعزيز هذه الفكرة باستمرار من خلال جميع أشكال وسائل الإعلام والترفيه والأوساط الأكاديميّة والأدبيّة، يشكّل هذا ما يشبه التعويذة للسياسيين أيضًا. في الوقت نفسه، لا أحد يعرف شيئًا عن التاريخ الثقافي السوري النابض بالحياة، ولا شيئًا عن ثقافتها أو شعبها.

عندما بدأت زيارة سوريا في أواخر التسعينيات، لم يكن هناك الكثير من التسجيلات السوريّة المتاحة في السوق الغربية، لذلك تمكنت من الاستماع إلى هذه الكاسيتات وكنت مقتنعًا بضرورة مشاركتها بأيّ طريقة ممكنة. أعتقد أن الفنون والثقافة، في أفضل حالاتها ، يمكن أن تكون تحويليّة.

يامن: إنّه عمل إنساني يهدف للحفاظ على الثقافة. ما الإنسان دون ثقافته ودون تاريخهم وموسيقاه وطعامه؟ إنّها ضرورة. أنا لا أرى ذلك امتيازًا. من أنتِ، حرفيًا، دون الأشياء التي تجعلك ما أنتِ عليه؟

أخيرًا، لقد تحدثنا عن كيف كان نظام الكاسيت بأكمله في سوريا مثيرًا للاهتمام بشكل جزئي وذلك لأنّه سريع الزوال، وأنّ أشرطة الكاسيت هي توثيق ضعيف للحظات جميلة أُخذت في وقت مناسب.

على سبيل المثال، كان أحد أشرطة الكاسيت في الأرشيف مجرد تسجيل من حفل زفاف في الثمانينيات في بلدة حرستا خارج دمشق. في بعض النقاط من الشريط، يغني ضيوف حفل الزفاف معًا. لولا هذا التسجيل غير الرسمي، لكانت هذه اللحظة والموسيقى المصاحبة لها قد ضاعت إلى الأبد. ولكن نظرًا لأن لدينا سجلًا أرشفيًا لهذا الكاسيت، يمكننا الاستمتاع بالموسيقى جنبًا إلى جنب مع الأشخاص الذين كانوا في الحفلة وتجربة هذه اللحظة معهم، وذلك لأنّها حفظت في الوقت المناسب. أجد ذلك جميلًا جدًا. هل يمكنكما التحدث أكثر عن هذه الطبيعة المؤقتة لموسيقى الكاسيت؟

مارك: إنها نافذة على ذلك الوقت وعلى كلّ ما يجسده ذلك الوقت. هذه الأشرطة سريعة الزوال؛ هذا هو بالضبط ما نأمل ألا يضيع. ربّما يمكن لشخص ما، سوري أو غير سوري، أن يجد شيئًا هنا. ربما لديهم بالفعل معرفة واسعة، لكنهم قد يجدون شيئًا لم يسمعوا به من قبل نتيجة لذلك، لأنّنا قد أخرجنا هذا الشريط من التاريخ، من نافذة زمنيّة ما، وحافظنا عليه. هناك الآلاف من الأشرطة التي لم تُحفظ.

يامن: تسجيل الأصوات فكرة مجنونة. لقد اعتدنا الآن على ذلك، لكن فعل التقاط شيء ما وإعادة تشغيله هو شيء حديث عمره مئة عام فقط. بالنسبة لي، فإنّ أخذ أشرطة الكاسيت وإعادة تشغيلها في سياق مختلف هنا في لندن، في شقتي، أمر مثير للاهتمام.

نحمل مسؤوليّة وضع هذه الأصوات في سياقها عندما نعيد مشاركة الصوت. عندما تُبث أغنيات الأعراس أمام حشد من الناس في لندن، يقفز الناس راقصين، محلّقين بهذه الموسيقى التي تمتلك الكثير من الطاقة. إنّه أمر خام وحقيقي للغاية، ويجعل المرء يشعر بأن آلاف السنين من تراكم الاحتفالات قد تمّ إطلاقها على الناس. أرى أهمية مشاركة هذا بشكل مستمر.

مارك: لا بد أن بعض الناس، حتى مبتكري هذه الموسيقى، يرون أنّها مبالغة. بمجرد أن يكون لديكِ أرشيف وتشاركينه، فإّنكِ تسلطين الضوء على شيء ربّما لم يكن يُقصد منه حقًا أن يتم تسليط الضوء عليه، كان من المفترض فقط أن تنسجم مع سياق معين في وقت معين.

يمكن أن يتهمكِ الناس بسهولة: "لماذا ترفعين من شأن هذا؟" مثل حجة عمر سليمان. لكنكِ تعملين بما لديك وبما هو متاح من تلك الفترة الزمنيّة، من عصر الكاسيت. كانت حياة تعاش يومًا بيوم. كان من الممكن أن تجدي هذا الصوت في محطة حافلات سوريّة، أو في متجر شرائط كاسيت. بمجرد أن نضع شريط كاسيت على رف أو تحت زجاج طاولة، فإنّ هناك ميل لتقديمه على أنّه: "هذا هو صوت سوريا" مثلًا. وهذا ليس صحيحًا، لقد كان ذلك الصوت، مجرد صوت واحد من بين عدّة آلاف صوت.

مقالات متعلقة

إشكالية الأغنية المحايدة

14 تموز 2018
يصبح ظهور سيلفادور دالي مع الجنرال ديكتاتور إسبانيا الفاشية، فرانكوا، في صورة ودية ودعم فايا يونان وأختها لنظام القتل في سوريا ظهوراً متوقعاً، وعلى اتساق مع طبيعة الفن-الأغنية المحايدة، فالحياد...
الأغنية بوصفها ثورة وتوثيقا لا يموت

02 نيسان 2021
الأغنية هي سيرة الشعوب التي لا يستطيع أحد أن يسجنها، فالهواء لا يسجن، والأغنية مثل كل الفنون هزمت الموت وهزمت المستبدين" هذا ما تقوله الكاتبة ميسون شقير في نصها الذي...
موسيقيون على الجبهة

03 كانون الثاني 2019
ما الذي يفعله الموسيقيون حين يجدون أنفسهم فجأة داخل الحرب؟ كيف يتصرفون؟ وماذا تفعل اليد التي كانت تعزف الموسيقا حين تحمل السلاح وتجد نفسها فجأة وسط معركة لا ناقة ولا...
أنا وياك وحرب الأغاني

19 كانون الأول 2018
إلى جانب الحرب المسلّحة التي شهدتها سورية بين مؤيدي النظام ومعارضيه، كان هناك حرب من نوع خاص، إنها حرب الأغاني، إذ كلما ظهرت أغنية يرد عليها الطرف الآخر بأغنية مضادة....

هذا المصنف مرخص بموجب رخصة المشاع الإبداعي. نسب المصنف : غير تجاري - الترخيص بالمثل 4.0 دولي

تصميم اللوغو : ديما نشاوي
التصميم الرقمي للوغو: هشام أسعد