سالينا: بدون عنوان


في هذا الفيديو، تقدم سالينا أباظة مادة بصريّة حميميّة وشخصيّة، تسمح لنا بالدخول إلى عالمها الخاص الذي يبقى دون عنوان، وتأخذنا بذاكرتها إلى العديد من الأماكن والأحداث والذكريات والشخصيات والتجارب التي لعبت على اختلافها وتناقضاتها وتغيرها دورًا أساسيًا في تشكيل وعيها عمّا تعنيه الكويريّة كهويّة ثوريّة لا تخضع لقواعد المكان والزمان المعياريّة، وتبقى تعيد خلق نفسها من جديد من خلال "خلق مساحات للتفكير والحب والالتفاف على القواعد و… الاحتجاج"، مع اختلاف العنوان والزمان اللذان أصبحا جزءًا لا يتجزأ من كينونة الكويرين/ات السوريين/ات بعد ثورة ال 2011.

22 تموز 2022

سالينا أباظة

فنانة بصريّة مولودة في سوريا، ومقيمة حاليًا في أبخازيا.

دمشق 1986 وما بعده...

ستارة حديديّة على الحريّات والثقافة، وأيّ شكل من أشكال التعبير الفردي. هنالك افتراض مطلق أنّنا جميعًا سوريون بنفس الطريقة، جميعنا مغايرون، وجميعنا ممتثلون، ليس فقط للدور الاجتماعي المثالي المخصّص لنا، بل أيضًا لحزبنا المثالي ورئيسنا المثالي الذي فرض علينا أن نعتز به. كان هناك شعور سائد بأنّني إنْ لم أفعل، فربّما لستُ جزءًا من هذا المجتمع، ربّما لست سوريًا/سوريّة بما فيه الكفاية.

في ظلّ هذه البيئة، ازدهرت أشكال أخرى من الاستبداد، نجدها في الأسرة أو المدرسة أو الجامعة أو في الشارع، تفترض أنّنا جميعًا مررنا بنفس تجربة النوع الاجتماعي، أو استمعنا إلى نفس الموسيقى، أو قرأنا نفس الكتب أو آمنا بنفس الإله. أيّ انحراف سيؤدي إلى طردك من المجتمع ولن تعود جزءًا منه. 

تحت وطأة كلّ ذلك، نتج نوع غريب من الثقافة المثاليّة، الممتثلة، المحافظة، والتي تؤكد كلّ هذه الافتراضات مثل آلة دعاية لا تتوقف، ولكي تكون الحياة ممكنة في ظلّ ذلك، كان عليّ إنشاء ثقافتي الفرعيّة، وإنشاء الرموز الخاصة بي لأتماهى معها، كان عليّ خلق مساحات للتفكير والحب والالتفاف على القواعد، وفي النهاية للاحتجاج، ومن ثمّ القيام بكلّ ذلك دفعة واحدة. 

العديد من الثورات الفرديّة الصغيرة وصلت في النهاية إلى معركة أخيرة في تلك الجغرافيا بين من نحن، ومن يفترض بنا أن نكون اجتماعيًا وسياسيًا وأيديولوجيًا. 

كانت تلك لحظة الثورة ضدّ ديكتاتوريّة التي أعطت مساحة لكلّ هذا الاستبداد، في هذه اللحظة أدركنا أنّنا مختلفون، ولوقت قصير، تمكنّا حتى من الاحتفال بهذا الاختلاف والدفاع عنه.

سواءً انتصرت في هذه المعركة/ الفكرة أم لا، سيظلّ سؤالًا مطروحًا ما حييت، لكن يبقى اعتقادي أنّ الطغاة فقط هم من يفترضون أنّ الجميع على صورة واحدة، وأنّ الدفاع عن اختلافنا سيبقى أحد الوسائل لمحاربة هذا الطغيان، أيًّا كان شكله.

مقالات متعلقة

هممممم

01 تموز 2022
"هممممم" سلسلة قصيرة من الرسوم المصورة لـ”قضوضة"ضمن ملف "الكويريّة والعبور الجندري في المشهد الثقافي السوري”. تأتي هذه المشاركة كدعوة من "قضوضة" لإعادة التأمل ببعض المفاهيم المؤثرة على المختلفين/ات وغير النمطيين/ات...
قهوة صغيرة بالشام

01 كانون الثاني 2021
"الاختلاف مش جريمة" جملة انتشرت على النت بشكل كبير بعد خبر انتحار سارة حجازي.  كتير من السوريين استعملوها كشعار وحطوها عصفحاتن وصورن الشخصية. هاد الشي خلاني إرجع بذاكرتي لورا شوي....
شكرًا أم كامل!

ياز |
24 حزيران 2022
في جزءٍ من العالم تُشنّ اليوم، حرفيًا، حملات اعتقال على أيّ شيءٍ مطليٍّ بألوان قوس قزح، يحظر فيلم "رسوم متحركة" لوجود قبلةٍ فيه بين شخصيتين من نفس الجنس، وتُطلق حملاتٍ...
عن الطفولة، الاختلاف، والذاكرة

10 حزيران 2022
ترى الفنانة سارة خياط في هذا النص أنّ كل شيء يبدأ من مرحلة الطفولة، وأنّ من الخطأ الاعتقاد "إنو راحت وخلصنا وما لها تأثير على حياتنا"، لأنّ الحقيقة تكمن في...

هذا المصنف مرخص بموجب رخصة المشاع الإبداعي. نسب المصنف : غير تجاري - الترخيص بالمثل 4.0 دولي

تصميم اللوغو : ديما نشاوي
التصميم الرقمي للوغو: هشام أسعد